تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2524 أنهى بشكل فعلي، العزلة الدولية للسودان، ومع تزامنه مع القرار الثاني رقم 2525 تصبح الأمم المتحدة شريكاً في العملية السياسية الجارية حالياً في السودان، والهادفة إلى وقف الحرب وتعزيز السلام وتأمين المرحلة الانتقالية.
نديم قطيش
نديم قطيش: من هو نيلسون مانديلا لبنان؟
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن ما حصل في شوارع بيروت ليلة السبت - الأحد، من إحياء منظم لخطوط التماس الأهلي، لا سيما بين السنة والشيعة، هو دليل على الضعف المتنامي للمسؤول عن إنتاج هذا المشهد، لا على قوته.
قبل المظاهرة التي رفع منظموها شعار نزع سلاح "حزب الله"، بدأت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات عن تذخير البنادق، وتهيئة السلاح والبزات العسكرية، والنفوس المنتفخة بمجد الانتصارات الوهمية، في مواجهة "الخونة" الذين يريدون نزع "سلاح المقاومة حامي لبنان". كل ذلك كان يحصل على وقع هدير الطائرات الإسرائيلية التي كانت تحلق آمنة سالمة، وعلى علو شديد الانخفاض، في سماء لبنان، لتنفيذ موجة قصف جديدة في سوريا تستهدف مواقع لبقايا جيش الأسد، ومخازن لـ"حزب الله" و"الحرس الثوري" الإيراني.
ليلة السبت - الأحد، هي تلك اللحظة التي يلتقي فيها عند "حزب الله" فائض العجز مع فائض الانتفاخ، مقروناً بإحساس عميق بالقلق على عموم المشروع من لبنان إلى إيران مروراً بسوريا والعراق. لم يجد الحزب ما يرد به على اللبنانيين إلا وضع خيار الحرب الأهلية في مقابل الرغبة في نزع السلاح. أما سبيل النفاذ إلى تلك المعادلة فاستعادة جنونية لأحط أنواع خطاب الهوية عبر الإساءة إلى السيدة عائشة، زوجة نبي الإسلام محمد، بغية رفع مستوى الاستفزاز إلى درجات لا تقود إلا إلى ما قادت إليه، وربما أبعد.
لا أزعم أن "حزب الله" يريد حرباً أهلية؛ لكنه لا يمانع المشي على حافتها، إن كان هذا المشي يحقق له ثلاثة أهداف:
1- يعيد تجديد الحُرم على أي نقاش وطني للأزمة اللبنانية السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية، يبدأ من ترسيم حدود مسؤولية السلاح، وخيارات "حزب الله" عما يواجهه لبنان.
2- يخلق مشهدية مقززة من الاشتباك الأهلي بين غوغاء من كل الأطراف، تنزع عن الانتفاضة اللبنانية البادئة في 17 أكتوبر 2019 بهاء مشهدياتها الأولى، كحراك مدني حقيقي عميق الجذور، والرغبة في بناء وطن يشبه أجمل ما في اللبنانيين وفي صورتهم.
3- يعبر من ليل السبت - الأحد إلى واقع سياسي جديد، ينتج ما يسميه "حزب الله"، وبإصرار من حركة أمل، حكومة وحدة وطنية، تكون بديلاً عن حكومة حسان دياب الراهنة.
النقطة الأخيرة هي بيت القصيد. ومن يتابع تصريحات المسؤولين اللبنانيين وزحمة لقاءاتهم، يدرك أن "حزب الله" عاكف على جر الجميع إلى معاودة الجلوس معه في "حكومة وحدة وطنية"، وهو التعبير النبيل لمهمة غير نبيلة، هي في الواقع تحسين ورقة التوت التي يغطي "حزب الله" بها عورته كميليشيا إيرانية تهيمن على دولة، وتتمتع بأعلى درجات إنكار هذا الواقع بإزاء المجتمعين العربي والدولي.
يريد "حزب الله" غطاءً له ولدوره، أفضل من الغطاء الرقيق الذي يؤمِّنه له حسان دياب. ويريد هامشاً لإنكار أنه يحكم لبنان من بابه إلى محرابه، لا تؤِّمنه له حكومة وصل رئيسها بأصواته وأصوات حلفائه، وهم وحدهم من منحوها الثقة البرلمانية. فأكثر ما يخيف "حزب الله" هو أن يحكم لبنان في وضح النهار لا في عتمة الكذبة اللبنانية التي اسمها حكومة وحدة وطنية، وهي لا تملك في واقع الأمر من مواصفات الوحدة ولا من مواصفات الوطنية ما يستحق التقدير.
إن البديل الموضوعي عن المسارعة إلى الجلوس مع "حزب الله" في حكومة من هذا النوع، هو الانسحاب الكامل من أي شراكة كانت معه، ودفعه إلى أن يحكم وحيداً ويواجه وحيداً ويعالج وحيداً ما كان هو مسؤولاً مباشراً عن الوصول إليه، وعدم تكرار الوقوع في الفخ الساذج الذي يقوم على الاعتقاد بأن إعادة أي من التجارب السابقة قد تؤدي بالفعل إلى حماية أي شيء في لبنان. إن هذا الاعتقاد ما عاد في الواقع يتسم بأي صفة من صفات المسؤولية الوطنية؛ بل هو انتحال صفة المسؤولية الوطنية بهدف العودة الرخيصة إلى الحكم، وتقاسم السلطة مع "حزب الله"، والرضا بما يقسمه الحزب من فتات لهذا أو ذاك.
البديل الموضوعي هو وضع "حزب الله" كاملاً وعارياً في مواجهة المجتمعين العربي والدولي، وإجباره، عبر حكومته ورئيسه وسلاحه، على الاحتكاك المباشر بنتائج واقعه كميليشيا إقليمية تحكم دولة، واختبار تبعات ذلك على مستقبل اللبنانيين، والشيعة منهم قبل غيرهم، بدل السماح له بالتمتع بأفضل ما في العالمين، عالم الميليشيا الإقليمية، وعالم الشريك الوطني، في حياة سياسية سليمة في دولة سليمة.
كما يجدر ألا تكتفي القوى التي يعنيها لبنان بالطلاق المؤسساتي الهادئ مع "حزب الله"؛ بل أن تشكل رأس حربة لمزيد من العقوبات على لبنان، ومزيد من محاصرته بصفته دولة محتلة بالكامل من ميليشيا إقليمية، من دون وجل أو خجل.
فيصل عابدون: بعثة "يونيتامس" الجديدة
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، أنهي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2524 بشكل فعلي، العزلة الدولية للسودان، ومع تزامنه مع القرار الثاني رقم 2525 تصبح الأمم المتحدة شريكاً في العملية السياسية الجارية حالياً في السودان، والهادفة إلى وقف الحرب وتعزيز السلام وتأمين المرحلة الانتقالية، وصولاً إلى إجراء الانتخابات واكتمال مرحلة التحول الديمقراطي، بعد سنوات طويلة من الحكم الأوتوقراطي المستبد الذي أطاحته ثورة ديسمبر المجيدة.
وينص القرار الأول على إنشاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة في الفترة الانتقالية في السودان، المعروفة اختصاراً بـ "اليونيتامس"، وهي بعثة سياسية مكلفة بتنفيذ طيف واسع من المهام ضمن أهداف الوثيقة الدستورية للمرحلة الانتقالية، وتقديم المساعدة الفنية اللازمة لعملية صياغة الدستور الدائم في السودان.
وحدد القرار الدولي مهام البعثة في دعم عمليات السلام، وتنفيذ اتفاقات السلام المقبلة، ونص على "تقديم المساعي الحميدة والدعم لمفاوضات السلام السودانية، بما في ذلك دعم المشاركة الهادفة للمجتمع المدني والنساء والشباب، واللاجئين والنازحين داخلياً، وأعضاء الفئات المهمشة"، إلى جانب "تقديم دعم قابل للتوسع، في حالة طلب أطراف المفاوضات، لتنفيذ أي اتفاقات سلام مستقبلية، بما في ذلك دعم المساءلة والعدالة الانتقالية، ووقف أعمال العنف وعمليات نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج."
هند الشومر
هند الشومر: مدير منظمة الصحة العالمية والقميص المزخرف
قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة الأنباء الكويتية، بينما العالم يعيش جائحة عالمية غير مسبوقة وهي جائحة كورونا المستجد بما نتج عنها من تداعيات في جميع المجالات والأصعدة في العالم وحتى اجتماعات منظمة الصحة العالمية تأثرت من هذه الجائحة، فقد تم اختصار مدة الاجتماع إلى يومين فقط، وعقد بتقنية التيليكونفرنس لأول مرة، فقد فرضت جائحة كورونا نفسها بقوة على أعمال الاجتماع وصدر عنها قرار يحمل الكثير من الشجون ويفتح العديد من الملفات.
إلا أن البث المباشر للاجتماع من مقر منظمة الصحة العالمية لم يظهر به أي كمام أو قفازات واقية أو مطهرات أمام الحضور بمقر المنظمة على عكس الأجواء التي تحيط بنا وبالجميع، بل إن الأكثر من ذلك هو ظهور مدير عام المنظمة د.تيدروس ايدهانوم تحت عدسات الكاميرات وهو يلقي الكلمة الختامية قبل تعليق أعمال الدورة رقم 73 وكان مرتديا قميصا مزخرف النقوش باللون الأزرق الزاهي، وشرح تحت الكاميرات أن القميص هدية حصل عليها من جزر المحيط الهادي، وكان أداؤه يوحي بانحسار التوتر العالمي بسبب كورونا المستجد، وكأنها رسالة تهوين لما يحدث وتمهيد للخروج من القيود التي فرضت على العالم بسبب كورونا المستجد.
والعجيب أنه لم يصدر حتى الآن أي تعليق من البيت الأبيض الأميركي عن قميص مدير عام منظمة الصحة العالمية، وهل حصل عليه من الجزر أو من الصين وسط موجة الهجوم الأميركي على منظمة الصحة العالمية ودورها منذ بداية الوباء الذي وصل إلى حد الاتهام بالتواطؤ مع الصين حسبما أعلنه الرئيس ترامب، وها هو القميص المزخرف يلوح بنهاية الإجراءات الصحية المتشددة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة