أكرم القصاص - علا الشافعي

المظلوم حيا وميتا.. عبد اللطيف التلبانى غنى ألف أغنية ومات مختنقا مع أسرته

الجمعة، 10 يوليو 2020 12:00 م
المظلوم حيا وميتا.. عبد اللطيف التلبانى غنى ألف أغنية ومات مختنقا مع أسرته عبد اللطيف التلبانى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أسعد ملايين الناجحين فى الثانوية العامة على مر الأجيال بأغنيته الشهيرة "افرحوا ياحبايب لفرحنا النمر أهى بانت ونجحنا"، ورغم أن هذه الأغنية من أشهر أغانيه ومن أشهر الأغانى التى تحفظها الأجيال وترددها كل عام مع ظهور نتيجة الثانوية، إلا أن الكثيرين قد لا يعرفون اسم صاحبها، المطرب الموهوب المظلوم حياً وميتاً عبداللطيف التلبانى، الذى تحل ذكرى وفاته المأساوية اليوم، حيث رحل عن عالمنا فى 10 يوليو من عام 1989.

كان عبد اللطيف التلبانى أحد أشهر نجوم الطرب فى الستينيات والسبعينيات والثمانينيات حتى وفاته ولحن له عباقرة الموسيقى، ونافس نجوم الطرب فى هذا الوقت.

وفى حوار مع شقيقته أحلام التلبانى لليوم السابع أكدت أن شقيقها غنى ما يقرب من ألف أغنية مابين الرومانسى والدينى والوطنى و لحن له كبار الموسيقيين ، حيث تعاون مع محمد فوزى فى أغنيات "خفة دمك، هى بعينها"، ولحن له فريد الأطرش أغنية "الكلمة الحلوة"، وعبدالعظيم محمد أغنيات "فين مكانى، معذور يا قلبى"، وبليغ حمدى "عيونها الحلوة، عيونك الحلوين، حوالين البيت"، والموجى لحن له العديد من الألحان، ومنها: "برج الجزيرة، إللى روحى معاه، سك الشباك، على بياعين العنب، درع القومية، عايز عروسة، فوق القنال، فارس يا فارس.. وغيرها"، كما لحن له حلمى: "افرحوا يا حبايب، إيه الحلاوة دى"، ومنير مراد لحن له أغنية "من غير تفكير"، كما تعاون مع عبدالعظيم عبد الحق وحلمى بكر وعز الدين حسنى.

67440-التلبانى-(4)
 
وبسبب موهبة التلبانى ووسامته عرضت عليه بطولة عدد من الأعمال السينمائية، فكانت بطولة أول أفلامه فى فيلم نمر التلامذة، وتوالت الأعمال السينمائية والمسرحية والتليفزيونية ومنها أفلام "غازية من سنباط، وجزيرة العشاق، حارة السقايين، ودرب اللبانة"، كما قام ببطولة عدد من المسرحيات، ومنها "الشال الأخضر، ليلة جميلة، أنا وهى ومراتى، كرنفال الحب"، كما قدم عددا من السهرات التليفزيونية، وشارك فى مسلسل مع عادل إمام، وأنتج للتليفزيون فيلمى "القلب لا يمتلئ بالذهب، وقلب من زجاج".

وتشير أحلام التلبانى إلى أن شقيقها كان مرشحا لبطولة فيلم الشموع السوداء قبل صالح سليم، لكن المخرج رفض وكانت وجهة نظره أن الدور يحتاج ممثلا ذا وجه عابث وهذا لا ينطبق على ملامح التلبانى، ووجد هذه المواصفات فى صالح سليم نظرا لملامحه الجادة.

وأشارت شقيقة عبداللطيف التلبانى إلى أنه حصد جائزة عالمية من مهرجان الأغنية للبحر الأبيض المتوسط باليونان مع المطرب العالمى «خوليو اجلاسيوس»، كما حصل على جائزة عن فيلم درب اللبانة، بالرغم من أنه لم يسوق تجاريا لاعتبارات خاصة بالتوزيع.

ظهرت مواهب التلبانى فى وقت مبكر وكان يشرف على النشاط الموسيقى التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية ، واشتهر فى الجامعة حيث كان يغنى فى حفلاتها، وتخرج عام 1957.

تعلم التلبانى الموسيقى والعزف على العود وعدد من الآلات الموسيقية، ودرس فى معهد الموسيقى قسم أصوات، ونشأت علاقة صداقة قوية بينه وبين الملحن محمد سلطان، وخلال هذه الفترة بدأ بث إذاعة الإسكندرية، فتقدم إليها واجتاز اختباراتها.

كانت نقطة التحول والانطلاق فى حياة عبداللطيف التلبانى، كما تشير شقيقته، عندما سمعه الإذاعى حافظ إبراهيم مكتشف العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والذى كان يشرف على إذاعة الاسكندرية وقتها، فأعجب بصوته وساعده للانتقال إلى الإذاعة بالقاهرة، واجتاز اختبارات الإذاعة المصرية عام 1961، وبدأت شهرته بعد أن تحمس له الموسيقار محمد الموجى، وقدمه الإذاعى جلال معوض فى حفلات أضواء المدينة.

29031-التلبانى-(1)
شيماء ابنة التلبانى التى رحلت معه

وأكدت أحلام التلبانى أن بعض المغرضين حاولوا الوقيعة بين شقيقها وبين العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ على الرغم من أنه كانت تجمعهما علاقة طيبة، وشنوا حرباً على التلبانى، وكان من مظاهر هذه الحرب امتناع المتعهدين عن السماح له بالمشاركة فى الحفلات، وعدم إذاعة أغانيه إلا نادرا، وعدم تسجيل إلا القليل منها، وتحجيم نشاطه الفنى، وإطلاق عدد من الشائعات عنه لإظهاره بمظهر المغرور الذى ينافس عبدالحليم، كما شن بعض الصحفيين هجوماً غير مبرراً عليه.

وفى يوم 10 يوليو عام 1989 اكتملت مأساة المطرب المظلوم حياً وميتاً، حيث لاحظ حارس العقار أن المطرب المشهور لم يخرج من شقته منذ 3 أيام، وأن سيارته لم تتحرك من مكانها، والصحف التى اعتاد أن يضعها أمام باب شقته مازالت بحالتها منذ أيام، طرق باب شقة المطرب لكن دون جدوى.

شعر الحارس بأن أمرا سيئا أصاب المطرب وأسرته، فحاول أن يصل إلى أحد المقربين منه، جمع الجيران وبحثوا عن رقم هاتف صديقه المطرب ماهر العطار، اتصلوا به فجاء مسرعا وفشلت كل محاولات معرفة مصير المطرب الشهير، فقرر العطار أن يستجمع قواه هو والحارس وأن يكسرا باب الشقة، فكانت الفاجعة، جثة ابنة المطرب الشهير ذات التسعة أعوام مسجاة فى المطبخ، بينما جثة الزوجة فى صالة الشقة وجثة المطرب أمام سريره، بعد تسرب الغاز ووفاتهم جميعا، لتكتبت هذه الحادثة نهاية حياة المطرب عبد اللطيف التلبانى وأسرته، وبعدها أيضا عانى من الظلم بعد إهمال تراثه وأغانيه التى تقترب من ألف أغنية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة