رغم جسده النحيل وعمره الذى اقترب على 60 عاما، إلا أنه مازال يقف بين أحجار الجلخ الضخمة للعمل وكسب قوت يومه، لا يحسب لها حساب وإنما هو على يقين أن الرزق من عند الله، ليس له يومية محددة إنما الرزق على الله .
هو عم سعيد أحمد على الذى يبلغ من العمر 60 عاما من محافظة المنيا، يقف بداخل محل قديم داخل حارة صغيرة بين آلات ضاربة فى القدم انتهى زمانها مع التطور والتكنولوجيا، 40 عاما مرت وعم سعيد ليس له مهنة سوى سن السكاكين والآلات الحادة، رغم أنها مهنة تحتاج إلى قوة وعضلات إلا أنه مازال متماسكا ينتظر الرزق من الله .
يقول عم سعيد، إننى ورثت تلك الصنعة عن أبى فقد كان أشهر سنان بالمنطقة وأنا الآن أعمل بها منذ 40 عاما، لكن الأجواء تغيرت والتطور التكنولوجي جعل الرزق أقل من الماضى بكثير، مضيفا أن قيمة العمل كبيرة ورغم أن المحل قديم وآلاته قديمة إلا إنى أعمل به وربنا هو الرزاق .
وأضاف أن أول أجر تقاضيته من هذه الصنعة كان 5 صاغ فقط فى اليوم بأكمله لكن الزمان غير الزمان، متابعا: "أنا أجد نفسى فى هذه المهنة لا استطيع الجلوس فى المنزل فقد قضيت شبابى بداخل هذه الورشة الصغيرة" .
وأوضح أن هذه الصنعة لن تنقرض أبدا مهما قل رزقها ومهما ظهرت أنواع جديدة فمهنة سن السكاكين مطلوبة خاصة لبعض المهن الأخرى مثل الجزارين .
وتابع: "هناك سكاكين صينى ورخيصة ورغم ذلك نحن الآن نقوم بسنها وهى تعود أفضل مما كانت عليه، وقال لم يعد الجسد يتحمل الكثير من ساعات العمل لذلك أعمل ساعات قليلة ورزقى يوم بيوم.. وانتظر فقط الرزق من الله"، مضيفا: "ليس لى أجر محدد لكن كل ما يأتى به الله أنا أرضى به".
ولفت عم سعيد، إلى أن الصنعة تحتاج إلى قوة وعضلات لكنى اكتسبت من الخبرات ما يساعدنى على أداء عملى دون أن يغضب منى صاحب العمل، ولا أخشى قوة الحجر أو سرعة السير الدائر .
وعن آلات السن قال عم سعيد هى عبارة عن أحجار ضخمة يتم توصيلها بسير قريب من الأرض، وقال: "لو أن العامل الذى يقف على الحجر شرد بذهنه قليلا لن يجد يده وقد يلتهمه السير فيقطعه لذا المهنة تحتاج إلى ذهن صافى واتزان فى العمل" .
واستطرد قائلا: "العمل عبادة وأنا سوف أظل أعمل فى المهنة حتى الموت" .
وأوضح قائلا: "لن تجد هذه الأيام شباب يقبلون على تلك المهنة لأنها شاقة ومتعبة ورزقها قليل، لكن من أجل لقمة العيش أعمل بها ولا أخاف منها فقد أصبحت أن وتلك الأحجار أصدقاء" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة