أعلن رئيس أساقفة كانتربري الأب الروحي للكنيسة الأسقفية في العالم، تأسيس إقليم جديد للكنيسة الأسقفية ليحتل الرقم 41 ضمن أقاليم الكنيسة الموزعة حول العالم على أن تكون مدينة الإسكندرية عاصمة هذا الإقليم الذى يمثل رسميا اتحاد الكنائس الأسقفية الانجليكانية في مصر والجزائر وتونس وليبيا وتشاد وموريتانيا وإثيوبيا وجيبوتي والصومال.
المطران منير حنا أوضح فى تصريحات خاصة، أن الإقليم الجديد يتكون مما كان يٌعرف سابقا بايبراشية مصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي التي كانت جزءا من إقليم القدس والشرق الأوسط.
ولفت مطران إقليم الإسكندرية إلى أن الإقليم الجديد جاء تقديرا لمكانة مدينة الاسكندرية، التي تعد منبعا لأقدم الجذور التاريخية للكنيسة المسيحية. ويشمل إقليم الإسكندرية الجديد أربع ايبراشيات هي: مصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي وجامبيلا على أن يواصل الإقليم عمله في مجال الخدمة الروحية والاجتماعية والتعليمية بالإضافة إلى الحوار مع الأديان.
وأشار المطران منير حنا إلى أن الكنيسة الأسقفية تقدم خدمات تعليمية من خلال مدارس تابعة لها بالإضافة إلى خدمات صحية عبر مستشفيات تقدم الخدمة الطبية للمسلمين والأقباط دون تفرقة بالإضافة إلى خدمة اللاجئين التى تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة وتقدم من خلالها الكنيسة خدمات للاجئين الأفارقة والسوريين واليمنيين من المقيمين في مصر.
مطران إقليم الإسكندرية شدد على أن اختيار الإسكندرية كإقليم لخدمة إفريقيا سوف يعزز وجود مصر في إفريقيا ويخدم أهداف الدولة المصرية هناك لاسيما في إثيوبيا التي تتمتع بتواجد قوي للكنيسة الانجليكانية الأسقفية مؤكدا أن اختيار اسم الإسكندرية يرجع لدورها البارز كمدرسة لاهوتية في العالم المسيحي على أن تعمل من خلال الكنائس الأخرى لتعزيز هذا الدور والتأكيد عليه.
الكنيسة الإنجليكانية هي طائفة مسيحية تضم كنيسة إنجلترا والكنائس التي ترتبط بها تاريخيًا، أو تحمل معتقدات ذات صلة وثيقة بها، مثل كنيسة كندا الأنجليكانية والكنيسة الأسقفية البروستانتية في أميركا وكنيسة اسكتلندا الأسقفية.
يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، وتكتب باللاتينية ecclesia Anglicana وتعني: الكنيسة الإنجليزية. تستخدم لوصف الناس والمؤسسات والكنائس فضلًا عن التقاليد الدينية والطقوسية والمفاهيم المتقدمة التي أنشئت في كنيسة إنجلترا الأنجليكانية والكنائس الانجليكانية المستمرة.
في بعض أجزاء العالم، تعرف الأنجليكانية بالأسقفية. الإيمان الأنجليكاني هو واحد من أكبر العقائد البروتستانتية ولكن الكنيسة الأنجليكانية تعتبر نفسها جزءًا من الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، كما وأن البعض منهم يعتبرون كنيستهم كاثوليكية وتم إصلاحها.
لبعض المؤمنين بهذه العقيدة، فهي تمثل الكاثوليكية غير البابوية، للآخرين تعتبر بروتستانتية بدون أي شخص مهيمن مثل لوثر وكالفين، نوكس، أو يسلي. ولكن كثير من الأنجليكانيين يهتمون بالهوية الذاتية ويعتبرونها تمثل مزيجاً من الاثنين و هي من أكبر الطوائف المسيحية في العالم، وفيها حوالى 73 مليون عضو.
وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815 في مصر بمجهود خدام كثيرين منهم القس”كلاين” والقس”تمبل جاردنر” والقس “دوجلس ترونتن” والدكتور “فرانك هاربر”.
ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الأسكندرية 1839 عندما منح “محمد علي باشا” والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس”مرقس” الأسقفية.
وقد اهتمت الكنيسة برعاية الجاليات الأجنبية وتعضيد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبشكل خاص في مجال التعليم اللاهوتي.
في عام 1925، تمت رسامة أول قسيس مصري وهو القس”جرجس بشاي” ليصبح هذا التاريخ نقطة تحول هامة في تاريخ الكنيسة الأسقفية.
كذلك في نفس العام، أصدرت الكنيسة الأسقفية وثيقة توضح فيها بأنَّ هدفها هو التعاون مع كل الطوائف في مصر، حتى تحين تلك اللحظة التي ستتوحد فيها الكنائس المسيحية في مصر في كنيسة واحدة.
ثم قام رئيس أساقفة” كانتربري”- 1919- بتعيين الأسقف “للوين جوين” ليكون أول أسقف لمصر والسودان، وقد استمر في خدمته حتى عام 1946، تولى من بعده الأسقف” جيفري ألن” الذي خدم حتى عام 1953، تلاه الأسقف “فرانك جونستون” حتى عام 1958 عندما عاد إلى إنجلترا بسبب مرضه.
بعدها أصبحت أبرشية مصر تحت إشراف رئيس أساقفة القدس، ثم تم تعيين الأسقف “كنيث كراج” مساعدًا لرئيس أساقفة القدس ومشرفًا على أبرشية مصر وذلك في الفترة من عامي 1968 حتى 1974
وهكذا امتد العمل الروحي والاجتماعي إلى القاهرة وباقي أنحاء مصر، وانضم إلى الكنيسة عدد من المصريين، وهنا دعت الحاجة إلى تدريب وإعداد خدام مصريين.
في عام 1974، تم تنصيب أول مطران مصري للكنيسة الأسقفية بمصر وهو المطران “إسحق مسعد”، حمل الراية من بعده المطران “غايس عبد الملك” عام ألف وتسعمائة وأربع وثمانين، تلاه المطران الدكتور”منير حنا أنيس” عام ألفين وإلى الآن.
في عام 1938، تم تدشين كاتدرائية جميع القديسين في منطقة ماسبيرو بكورنيش النيل، لكن تم هدمها عام 1974 لبناء كوبري السادس من أكتوبر، وذلك بموجب اتفاقية مع الدولة لبناء كاتدرائية بديلة في منطقة الزمالك.
وبالفعل أصدر الرئيس أنور السادات قرارًا جمهوريًا عام 1973، لبناء الكاتدرائية الجديدة والتي دُشنت عام 1988