يعد شاطئ النخيل بالعجمى غرب الإسكندرية، أحد الشواطئ التى اشتهرت بارتفاع حالات الغرق بها على مدار العشر سنوات الماضية، ففى كل صيف تأتى النسبة الأكبر من عدد الغرقى بشواطئ الإسكندرية، من شاطئ النخيل .
القصة تعود إلى عدة سنوات عندما ارتفعت حالات الغرق حتى بلغت عدد الحالات إلى 16 حالة فى يوم واحد فى العام قبل الماضى، مع صعوبة انتشال الجثث والتى قد تطول إلى عدة أسابيع، مما أدى إلى توجه أنظار الأجهزة التنفيذية للبحث عن أسباب تلك الظاهرة، ومحاولة وضع حلول علمية لمواجهتها والحد من حالات الغرق بالشاطئ .
وتصاعدت فى تلك الأونة نظريات تؤكد أن حواجز الأمواج التى وضعت بالشاطئ تتسبب فى دوامات تحصد أرواح المصطافين خاصة من لا يعرف فنون السباحة جيدا، إلا أن تلك النظرية لم تتأكد بشكل كامل، وطالبت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية فى عام 2017 الجمعية الخاصة المسئولة عن الشاطئ، بالأوراق والدراسات التى تمت خلال إنشاء حواجز الأمواج الموجودة بالشاطئ ليتم عرضها على المختصين من أساتذة كلية هندسة، والبت فى هذا الأمر، ما إذا كانت الحواجز الموجودة بالشاطئ تؤثر على التيارات المائية لتخلق دوامات تؤدى إلى حالات الغرق من عدمه.
وفى عام 2018 أعلن الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى فى ذلك الوقت، أن فرق المساحة البحرية التابعة لهيئة الشواطئ قامت بعمليات رفع مساحى كامل لمنطقة شاطئ النخيل التابع لجمعية 6 أكتوبر بالعجمى، وذلك لتقييم الوضع، ومواجهة حوادث الغرق بالاتفاق مع محافظة الإسكندرية، حيث تم إجراء دراسة علمية شاملة لمنطقة الشاطئ لدراسة تأثير ظاهرة التغيرات المناخية وعوامل المد والجذر والتيارات البحرية لوضع السيناريوهات المختلفة والمشروعات المطلوب تنفيذها لمنع تكرار الحوادث، مؤكدا أن ما يحدث يعتبر ظاهرة طبيعية نتيجة إقامة حواجز الأمواج.
لم يتغير الأمر كثيرا من 2018 وحتى هذا العام، حيث فوجئ أهالى الإسكندرية بعودة شبح الموت إلى الشاطئ مرة أخرى بوقوع حادث غرق 11 شخصا أمس، ولم يتم البت فى الدراسات الخاصة بحواجز الأمواج وما إذا كانت تتسبب فى التيارات المائية و"الدوامات"، وأرجعت الأجهزة التنفيذية ارتفاع حالات الغرق بالشاطئ، إلى نزول معظم الغرقى قبل مواعيد العمل الرسمية أو بعدها، حيث تنص تعليمات السلامة بالشاطئ على مواعيد فتح الشاطئ من الشروق للغروب، سواء فجرا أو بعد الغروب، حيث تكون مياه البحر مظلمة ويصعب فيها الرؤية، بالإضافة إلى عدم تواجد عمال إنقاذ قبل شروق الشمس.
من جانبه قال اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، إن شاطئ النخيل يعد من الشواطئ الخطرة، نظرا لارتفاع حالات الغرق بها ووجود التيارات المائية "الدوامات" التى تتسبب الغرق خاصة لمن لا يجيدون فنون السباحة.
وقال اللواء محمد الشريف، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن الشاطئ يقع على مسافة طول 1700 متر، وقد اشتهر عنه ارتفاع حالات الغرق فى السنوات الماضية حتى بلغ عدد حالات الغرق فى يوم واحد الى 16 شخصا فى العام قبل الماضى .
وحول أسباب ارتفاع حالات الغرق بالشاطئ، قال محافظ الاسكندرية ، إن حواجز الامواج التى تم وضعها بالشاطئ لم تنجح فى تأدية الغرض منها وقد تؤدى الى زيادة التيارات المائية،مؤكدا أنه جارى دراسة إنشاء حواجز أمواج أخرى جديدة على نفقة الجمعية الخاصة التى يتبع لها الشاطئ، حتى لا تتكرر حوادث الغرق.
وأكد اللواء محمد الشريفأنه كلف الجمعية المسئولة عن الشاطئ، بتكليف مشرفين بالتواجد على الشاطئ المغلق من صلاة الفجر وحتى الغروب لمنع و تفريق أى تجمعات، بالاضافة الى تواجد مسؤلى الادارة المركزية للسياحة و المصايف وقوات أمن الشرطة، لمنع أى تجمعات أو النزول الى مياه البحر، خاصة و أن الشاطئ مغلق ضمن 61 شاطئ أخر تنفيذا لقرار مجلس الوزراء لغلق الشواطئ و المنتزهات للحد من إنتشار فيروس كورونا .
وحول انتشال جثث ضحايا الغرق ،أكد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية ،فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه جارى البحث عن باقى جثامين جثث ضحايا الغرق فى شاطئ النخيل بالعجمى غرب الإسكندرية، حيث تم انتشال 7 جثامين وجارى البحث عن 4 آخرين.
وأوضح محافظ الإسكندرية، أن أجهزة التنفيذية و الانقاذ و قيادات إدارة السياحة و المصايف، توجهت الى الشاطئ منذ السابعة صباحا لمتابعة، أعمال البحث عن الجثامين وتفريق أى تجمعات على الشاطئ .
وحول أسباب حالات الغرق أمس و التى بلغ 11 حالة بالشاطئ قال "محمد الشريف" أن حالات الغرقى حدثت نتيجة تسلل بعض المواطنين الى مياه البحر فى الخامسة صباحا هربا من الآجهزة التنفيذية، مما أدى الى غرقهم بسبب "الدوامات "، مناشدا مواطنى الإسكندرية بعدم مخالفة الإجراءات الإحترازية و التسلل الى الشواطئ، خاصة و أن الشواطئ مغلقة بقرار مجلس الوزراء بسبب منع انتشار فيروس كورونا، ولا يوجد بأى شاطئ خدمات إنقاذ .
وقال محافظ الإسكندرية: "إن المواطنين يجب أن يكون لديهم وعى بخطورة التسلل الى الشواطئ المغلقة ، خاصة أن الإسكندرية بها نحو 75 كيلو متر شواطئ وهو الأمر الذى يصعب تزويده بالحراسات وعمال الإنقاذ خاصة فى هذا الوقت الصعب من مواجهه أزمة فيروس كورونا "، مستنكرا تسلل بعض المواطنين حتى الى الشواطئ الصخرية التى لا تصلح للسباحة، وهو ما أدى الى غرق أحد الصيادين بأحد الشواطئ الصخرية أثناء الصيد أمس ،بعد أن إنزلقت قدماه الى مياه البحر ولم يتمكن من السباحة فى تلك المنطقة الصخرية .
وناشد اللواء محمد الشريف، المواطنين بعدم التسلل الى الشواطئ المغلقة أو السباحة بالبحر ليلا أو فجرا، و الالتزام بقرارات الاجراءات الاحترازية لغلق الشواطئ ،حيث تم إغلاق 61 شاطئ ومنهم شاطئ النخيل لأنه يعتبر شاطئ عام تم إغلاقه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة