أكد الدكتور بن فريمان، مدير مبادرة شفافية التأثير الخارجي في مركز السياسة الدولية، أن إمارة قطر تنفق ملايين الدولارات من أجل السيطرة على صناعة القرار في واشنطن، أورد ذلك فى بحث له بعنوان "كيف غزا القطريون العاصمة أثناء نومك" بموقع responsiblestatecraft التابع لمعهد كوينسي للحكم الرشيد في الولايات المتحدة.
وأشار الباحث الأمريكي إلى بحثه الصادر مؤخرا بعنوان "لوبي قطر في واشنطن"، والذى تناول كيف وسعت الحكومة القطرية بشكل كبير عدد الشركات المسجلة في قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA) بعد بدء المقاطعة العربية في عام 2017. كتب فريمان:" لقد استعانوا بعد أيام فقط من بدء المقاطعة بمكتب محاماة النائب العام السابق جون أشكروفت، بعقد ضخم بقيمة 2.5 مليون دولار في مقابل أول تسعين يوما من العمل فقط".
في وقت لاحق من عام 2017، أضافوا المزيد من القوة النارية للجمهوريين عبر شركة استراتيجيات ستوننجتون، برئاسة نيك مزن، الذي كان أحد أعضاء حملة ترامب الرئاسية. كانت استراتيجية مزن للتأثير على الرئيس الأمريكي بسيطة: التأثير على أولئك الذين يؤثرون عليه، وأبرز هؤلاء المؤثرين محطة فوكس نيوز. استهدف مزن و ستوننجتون في نهاية المطاف حوالي 250 شخص مؤثر على ترامب نيابة عن قطر، حتى أنهم دفعوا لهم للذهاب في رحلات مدفوعة التكاليف إلى الدوحة.
ويضيف الباحث الأمريكي المتخصص في التمويل الأجنبي للتأثير على صناعة القرار في واشنطن: "في 10 أبريل 2018، بعد أقل من عام على بدء المقاطعة واتهام ترامب الحكومة القطرية بتمويل الإرهاب، التقى ترامب بأمير قطر في المكتب البيضاوي ووصفه بأنه "رجل عظيم". الأمير، في إعادة كتابة تاريخية أورويلية، شكر الرئيس على "دعمنا خلال هذا الحصار"، ويستخدم تعبير أورويلية للإشارة إلى الأساليب التي تستخدم كأداة لتدمير رفاهة العيش في المجتمعات الحرة والمفتوحة كما حددها الكاتب البريطاني جورج أورويل.
حسب التقرير بحلول نهاية عام 2018، كان لدى قطر أكثر من عشرين شركة مسجلة لدى FARA في كشوف مرتباتهم، حسب تحليل لجميع إيداعات FARA التي قدمتها الشركات العاملة نيابة عن قطر. كما اتصل القطريون مع ما يقرب من ثلثي جميع أعضاء الكونجرس وقدموا مساهمات في حملات 59 من هؤلاء الأعضاء .
وأضاف فريمان أن عمليات التأثير هذه لا تمثل سوى قمة جبل الجليد لنفوذ قطر في أمريكا. يعد القطريون من أكبر الجهات المانحة لمراكز الأبحاث في العاصمة - حيث يتلقى معهد بروكينجز وحده أكثر من 2 مليون دولار سنويا من قطر. مضيفا أن على الرغم من التقارير التي تشير إلى التوغل الصيني في القطاع الأكاديمي الأمريكي، فإن قطر تعد، إلى حد بعيد، المانح الأجنبي الرائد للجامعات الأمريكية، متفوقة على الصين بأكثر من الضعف.
واستكمل ، القطريون هم أيضا من كبار المستثمرين في قطاع العقارات في العاصمة. استثمرت قطر أكثر من 600 مليون دولار لتصبح المالك الأساسي لمجمع مباني سيتي سنتر في قلب العاصمة، واشترت منذ ذلك الحين عقارات بارزة أخرى حول المدينة. في أبريل، اشترت سفارة دولة قطر منزل هوليريث التاريخي في جورج تاون مقابل 17.75 مليون دولار.
وتطرق التقرير إلى جهود قطر لاستغلال جائحة فيروس كورونا من أجل الدعاية للنظام القطري في الولايات المتحدة عبر حملة منظمة. تضمنت الحملة إغراق وسائل الإعلام الأمريكية بخبر عن استضافة قطر لمؤتمر مع مسؤولي منظمة الصحة العالمية رفيعي المستوى استجابة للوباء، توجيه وزير الخارجية مايك بومبيو برسالة إلى وزير الخارجية القطري يشكر فيها الخطوط الجوية القطرية على مساعدة عشرات الآلاف من الأمريكيين على العودة إلى وطنهم خلال الجائحة، وتقديم تبرع بقيمة 5 ملايين دولار لمساعدة العائلات في لوس أنجلوس.
حسب فريمان تتماشى التبرعات القطرية الأخيرة مع سجل قطر الكبير في تقديم تبرعات خيرية في الولايات المتحدة، مثل تقديم 30 مليون دولار في شكل منح لمساعدة تكساس على التعافي من الدمار الذي خلفه إعصار هارفي.
يؤكد الباحث الأمريكي أن هذه السياسة القطرية ساعدت الإمارة الصغيرة على الإفلات من النقد واصفا إياها بأنها تمثل "نظام استبدادي و لها سجل رهيب في مجال حقوق الإنسان". "والأهم من ذلك، أن عودة العلاقات الأمريكية مع قطر لم تحدث لكونها سياسة خارجية جيدة، لكنها حدثت لأن السياسة الخارجية الأمريكية معروضة للبيع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة