ـ الأمين العام لـ"التعاون الإسلامى": نمر بأزمة غير مسبوقة ويصعب التنبؤ بالمستقبل ما بعد"كورونا"
ـ العثيمين للمسلمين فى المهجر:
لا تعطوا للأصوات النشاز غير المحبة للإسلام أن تعلوأدوار عدة وآمال كثيرة تعلق عاتق منظمة التعاون الإسلامى التى تعد ثانى أكبرمنظمة دولية بعد الأمم المتحدة من حيث عدد أعضائها، حيث تضم تحت مظلتها 57 بلدا إسلاميا ، وتعاظم الدور المنوط بالمنظمة فى ظل جائحة"كورونا " وتداعياتها والتى وصفها الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين ب"الأزمة غير المسبوقة "، وذلك خلال حديثه فى المنتدى الإعلامي لاتحاد وكالات أنباء دول المنظمة (يونا) الذى عقد افتراضيا اليوم الثلاثاء.
الدكتور يوسف العثيمين
أكد العثيمين خلال المنتدى، أن المنظمة قدمت الدعم لـ17 دولة هى الاكثر تضررا من أزمة كورونا. وشارك في المنتدى الذى عقد نسخته الأولى تحت عنوان: "منظمة التعاون الإسلامى وأجهزتها فى مرحلة ما بعد جائحة كورونا"، مندوبو الدول الأعضاء لدى المنظمة وقيادات وكالات الأنباء والمؤسسات الإعلامية في دول "التعاون الإسلامي".
جانب من المشاركين فى المنتدى
دعم سعودى لجهود المنظمة
قال العثيمين إن العالم أجمع يمر بأزمة غير مسبوقة خاصة التداعيات الاقتصادية التى خلفتها جائحة كورونا، ومع تلك الأزمة يصعب التنبؤ بالمستقبل ما بعد كورونا فما زالت المؤشرات غير واضحة، مضيفا إن التعليم كان الضحية الأولى لهذه الجائحة ، ومن أكثر المناحى تضررا ، والآمال معقودة على نجاح المتخصصين فى التوصل للقاح لهذا الفيروس، سائلا الله أن يوفق علماء الطب والمتخصصين فى مجال العلوم أن يصلوا لعلاج أو لقاح يخدم البشرية جمعاء وهذا هو التحدى الاكبر الذى يواجه العالم الأن.
محمد اليامى
تطرق الدكتور يوسف العثيمين، إلى الجهود التي قامت بها الأمانة العامة للمنظمة بأجهزتها ومؤسساتها المختلفة لخدمة القضايا الإسلامية وفي إطار عملها لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأعرب عن امتنانه لحكومة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، رئيس القمة الإسلامية، و ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على الدعم المتواصل الذي تحظى به المنظمة من دولة المقر، مما كان له بالغ الأثر في تسهيل أعمالها، وتمكينها من القيام بالمهام المنوطة بها، لاسيما في هذه الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم الإسلامي جراء تفشي جائحة كورونا.
وأضاف العثيمين فى كلمته أمام المتندى، أن رئاسة المملكة العربية السعودية للقمة الإسلامية قد أضفت مزيداً من الزخم على العمل الإسلامي المشترك، بفضل ثقل وزنها على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومركزيتها الروحية في العالم الإسلامي كحاضنة للحرمين الشريفين، لافتا إلى أن الدعم المقدر للدول الأعضاء، وتضافر جهودها، وتضامنها كان له الفضل الكبير في إعلاء مكانة المنظمة، وتعزيز دورها.
جانب من المنتدى
وأوضح الأمين العام أن المنظمة سارعت إلى عقد اجتماع افتراضي للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية في أبريل 2020، حول الآثار المترتبة عن جائحة كورونا والاستجابة المشتركة لها، وذلك بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية بصفتها رئيسة القمة الإسلامية ورئيسة اللجنة التنفيذية.
دور المنظمة فى القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بمتابعة تداعيات الأزمة على القضية الفلسطينية، أكد الأمين العام أن المنظمة أولت اهتماما خاصا لمساندة الشعب الفلسطيني على مواجهة الجائحة بالتنسيق مع مختلِف أجهزة المنظمة المعنية، مثل صندوق التضامن الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية الذي أعلن عن حزمة مساعدات بقيمة 35.7 مليون دولار لفائدة دولة فلسطين.
ونوه العثيمين بعقد الأمانة العامة اجتماع افتراضي للجنة التوجيهية المعنية بالصحة في المنظمة، بالتنسيق مع حكومة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى عقد مجمع الفقه الإسلامي، أحد أجهزة المنظمة المتفرعة، ندوة طبية فقهية حول وباء كورونا وما يتعلق به من معالجات طبية وأحكام شرعية.
مبادرة "التضامن الإسلامى"
وفي السياق نفسه، أوضح الأمين العام أن الأمانة العامة اعتمدت المبادرة التي أطلقها صندوق التضامن الإسلامي، وهو جهاز متفرع عن المنظمة، والمتمثلة في تخصيص حساب مصرفي لمساعدة الدول الأعضاء، ولا سيما البلدان الأقل نموا منها للغرض نفسه.
وثمن أيضا مبادرة مجموعة البنك الإسلامي للتنمية التي أطلق برنامجا استراتيجيا للتأهب والاستجابة لوباء كورونا بقيمة 2.3 مليار دولار، والمبادرات القيمة التي تقوم بها الإيسيسكو، إحدى أجهزة المنظمة المتخصصة، تزامناً مع انتشار جائحة كورونا، ومن بينها، مبادرة "المجتمعات التي نريدها" لنشر المعرفة وتنفيذ برامج مبتكرة لبناء مجتمعات صحية وآمنة ومزدهرة ومرنة ومستدامة تشمل الجميع.
رسالة الإعلام
من جانبه قال مساعد المدير العام لـ(يونا) محمد اليامى، خلال كلمته التى ألقاها نيابة عن المدير العام المكلف أحمد بن عبدالله القرني، إن فكرة المنتدى جاءت كأحد مخرجات الملتقى الإعلامي الأول للاتحاد المنعقد في 23 رمضان 1441هـ الموافق16 مايو بعنوان"دور وكالات الأنباء في مساندة جهود مكافحة كورونا"، برعاية الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، وزير الإعلام المكلف بالمملكة العربية السعودية رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد، ليكون بمثابة منبر يستضيف كبار الشخصيات والمسؤولين والمفكرين في عالمنا الإسلامي ليلتقوا عبره برجالات الإعلام من دول المنظمة في مناقشة مفتوحة حول القضايا التي تهم دول المنظمة.
أضاف اليامي كان لا بد أن نطلق هذا المنتدى مع شخصية بحجم ضيفنا اليوم، الذى لبى الدعوة سريعا ، تقديراً منه للدور الذي يضطلع به الإعلام في حمل رسالة المنظمة والتعريف بجهودها ونقل تساؤلات الناس في الدول الأعضاء المنظمة إلى القائمين على المنظمة وأجهزتها، وفوق ذلك إيمانا من معاليه بدور اتحاد يونا، ودعماً لدوره خدمة للإعلام في دول المنظمة.
وأوضح مساعد المدير العام أن الأمين العام بادر بدعم ومساندة المشروع التدريبي لاتحاد يونا لتنمية مهارات الإعلاميين، لمواكبة تداعيات جائحة كورونا، والذي يستهدف في مرحلته الأولى تدريب 2200 إعلامي بالشراكة مع كل من إدارة الإعلام بالمنظمة، واتحاد الإذاعات الإسلامية، فضلاً عن تلك الشراكة الكبيرة بين الاتحاد ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية.
وثمن الدعم اللامحدود الذى تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد، للمنظمة.
وحرص الأمين العام على إتاحة المجال لطرح الأسئلة والنقاش من الإعلاميين المشاركين ومن بينهم، رئيس هيئة إدارة وكالة أذرتاج نائب رئيس اتحاد أوانا، ومدير المكتب التنسيقي للكومياك اللجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية " كومياك " المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، السفير شيخ عمر سيك، ورئيس مجلس إدارة، ومندوب فلسطين الدائم لدى المنظمة السفير الدكتور ماهر الكركي، ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، علي حسن، وخضر صالح نائب رئيس بلدية كانتربري أستراليا ورئيس المركز الأسترالي لحوار الأديان، ومدير إذاعة الجزائر الدولية عبدالقادر بوجلة، والمتخصصة فى الشؤون العربية بصحيفة اليوم السابع، إيمان حنا.
الإسلاموفوبيا
ومن جهة أخرى قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى ، فى سياق إجابته عن سؤال طرحه اليوم السابع خلال المنتدى ، حول ظاهرة الإسلاموفوبيا وكيفية التصدى لها ودور المنظمة فى ذلك، إن على جميع أبنائنا من العالم الإسلامى والذين قرروا الهجرة لمجتمعات غير إسلامية العيش فى إطار قوانين وأنظمة تلك المجتمعات والخضوع لتلك القوانين.
وأكد العثيمين ، فى إجابته، أن الاندماج فى محيط تلك المجتمعات الغربية وحرص أبناء الجاليات العربية على أن يكون لهم قوة تأثير إيجابى فى تلك المجتمعات هما السلاح الاقوى فى مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا وليس العنف وحمل السلاح، مشيرا إلى الدكتور أحمد زويل وكيف كان نمذجا مشرفا للعرب فى المجتمع الغربى الذى كان يعيش فيه ونجح فى إيصال الصورة الحقيقة للإسلام والمسلمين بإتقانه لعمله وفاعليته فى مجتمعه .
وأضاف العثيمين فى جوابه لليوم السابع، قائلا :" أريد أن أوجه رسالة لأبناء العالم الإسلامى فى الخارج كونوا مؤثرين بإيجابية ولا تكونوا أغلبية صامتة، ساهموا فى إيصال صورة دينكم الحقيقية ، فالإسلام برئ من العنف ".
واستكمل العثيمين رسالته للمسلمين فى الخارج قائلا:" تعايشوا واندمجوا وكونوا مؤثرين لنواجه الاسلاموفوبيا حتى لا تعطوا للأصوات النشاز غير المحبة للاسلام أن تعلو ".
وأكد أن تلك طريقة أيضا لمواجهة الإرهاب ، فالإسلاموفوبيا والإرهابر كلاهم يعتاش على الآخر ويغذى الآخر والقضاء على الإسلاموفوبيا يسهم فى القضاء على الإرهاب والعكس صحيح.
يذكر أن المنتدى بحث أيضا وخطط الإصلاح في المنظمة وأجهزتها في ضوء مخرجات جلستي تطارح الأفكار للإصلاح، وتداعيات أزمة كورونا، وآليات المنظمة لتعميق التعاون والتقارب بين الشعوب الإسلامية، ورؤية المنظمة في التعاطي مع ملفات الإسلاموفوبيا والفكر المتطرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة