ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ أن الحكومة البريطانية لاتزال حائرةً فيما يخص إلزام مواطنيها ارتداء اقنعة الوجه، وذلك على الرغم من ارتفاع حصيلة الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) داخل المملكة المتحدة .
وأشارت الصحيفة (في سياق تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني في هذا الشأن) إلى أن أحد كبار الوزراء المسئولين عن الاستجابة للوباء داخل المملكة المتحدة قال يوم الاحد الماضي إن ارتداء الأقنعة "أمر جيد" لكنه لايزال اختيارياً ، فيما قال رئيس الوزراء بوريس جونسون يوم أمس الأول إن تغطية الوجه ليس سوى "تأمين إضافي". ومع حلول يوم أمس الثلاثاء، أعلنت الحكومة البريطانية أن ارتداء الأقنعة ستكون إلزامياً في جميع المتاجر- ويمكن تغريم المُخالفين 125 دولارًا .
وقالت الصحيفة في هذا الشأن:" إن هذا النوع من الرسائل التي تحمل في طياتها تردد واسع النطاق عكست نموذجية استجابة حكومة جونسون للوباء. بينما يؤكد جونسون ووزرائه أنهم يتبعون نصائح الأطباء والمستشارين العلميين ويأخذون كل خطوة حسب الضرورة. لكن منتقدين يقولون إن الهراء في هذه المسألة ربما لم يكن مفيدًا بشكل خاص فيما يخص أغطية الوجه - التي أكدت العديد من الدراسات أهميتها في التحكم في انتشار فيروس كورونا المستجد " .
وأوضحت الصحيفة أن غالبية البريطانيين لم يميلوا إلى فكرة ارتداء أقنعة الوجه من تلقاء أنفسهم.. الأمر الذي حير العلماء والكثيرين من المهتمين لاسيما وأنه يتعلق بدولة لديها أعلى عدد من الوفيات في أوروبا من جراء الاصابة بالفيروس التاجي .
وكما جاء في تقرير أعده معهد "إمبريال كوليدج لندن" و مؤسسة "يوجوف":" أن البريطانيين مترددين بشكل فريد في ارتداء أقنعة الوجه، وذلك عند النظر إلى مستوى الخوف من انتشار كورونا وحقيقة عدد الحالات في البلاد".
وتابعت الصحيفة الأمريكية تقول:" أن تداول مقطع فيديو تمت مشاركته على نطاق واسع لسياح بريطانيين لا يرتدون الأقنعة في جزيرة مايوركا الإسبانية، ربما يكون قد عزز سمعة رفض البريطانيين للفكرة. فيما تم تصوير جونسون وهو يرتدي قناعًا علنيًا للمرة الأولى يوم الجمعة الماضية، عندما ارتدى غطاء أزرق لزيارة إحدى الحانات في مدينة أوكسبريدج بغرب لندن".
وتشير أحدث البيانات إلى أن 38% من البريطانيين أيدوا فكرة ارتداء الأقنعة خارج منازلهم، وفقًا لتقرير إمبريال كوليدج لندن، مقارنة بـ 73٪ في الولايات المتحدة، حيث اتخذت مقاومة تغطية الوجه أبعادًا حزبية. فقد ارتدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قناعًا علنيًا لأول مرة يوم السبت الماضي فقط، خلال زيارة إلى مركز "والترريد" الطبي العسكري. فيما أيدت السيدة الأولى ميلانيا ترامب هذه الممارسة في تغريدة لها نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس الثلاثاء.
وعندما استفاض الباحثون بشكل أعمق في المسألة، وجدوا أن 28 بالمائة فقط من البريطانيين الذين ارتدوا قناعًا قالوا إنهم يشعرون بحماية أفضل، مقارنة بـ 38 بالمائة من الأمريكيين.
وفي يوم أمس الثلاثاء، أخبر وزير الصحة البريطاني مات هانكوك البرلمان أن تغطية الوجه مهمة- ليس فقط للصحة ولكن للاقتصاد- داعيا الحكومة إلى إلزام المواطنين بإرتدائها خارج المنازل.
وقال هانكوك:" اننا نريد أن نعطي الناس ثقة أكبر في التسوق بأمان وتعزيز الحماية لأولئك الذين يعملون في المتاجر"، مشيرا إلى أن عمال التجزئة كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب الفيروس بنسبة تصل إلى 75 بالمائة من عموم السكان.