مر عام على تولى رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون منصبه، خلفا لتريزا ماى التى لم تستطع التوصل إلى اتفاق بشأن بريكست، ما سمح بصعود جونسون وتوليه منصب رئيس الحكومة فى 24 يوليو من العام الماضى.
ولم يكن هذا العام هادئا أو عاديا لجونسون على الإطلاق، سواء فى قيادته للبلاد أو فى حياته الشخصية، فقد شهد الكثير والكثير من الأحداث التاريخية سواء ما يتعلق بخروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبى أو إدارته لأزمة وباء كورونا، أو طلاقه من زوجته المنفصل عنها منذ سنوات وإعلانه خطبته رسميا لصديقته كارى سيموند وإنجابه مولوده السادس منها، إلى جانب إصابته بكوفيد 19 ودخوله العناية المركزة.
وتقول صحيفة التايمز إنه لو كانت الظروف أقل أهمية لجونسون، لربما استمتع ببعض التشابهات التاريخية مع رئيس الوزراء البريطانى الأسبق وينستون تشرشل، الذى يعتبره بطله، فعندما سقط تشرشل مريضا بعد إصابته بسكتة دماغية عام 1953، بدأ المسئولون فى الحكومة يتحولون إلى راب يولتر وكريستفور سواميز الذين تولوا مسئولية الحكومة خلال مرضه.
وفى مستشفى سان توماس التى كان يعالج فيها جونسون بعد إصابته بكورونا، أخبره الأطباء أن أمامه فرصة 50:50 بأن يحتاج لجهاز تنفس صناعى، وهو ما قال عنه جونسون لاحقا إنها كانت لحظة صعبة.
بدأ جونسون حكمه بتحدى صعب وهو الحصول على موافقة البرلمان على خطة البريكست، واستطاع أن يفعل ذلك فى شهر أكتوبر، لكن بعدما طلب من الملكة تعليق أعمال البرلمان، وخسر بعد ذلك حكما تاريخيا من المحكمة العليا الذى تحدى قراره، والذى تسبب فى عودة سريعة له من نيويورك، حيث كان يزور الولايات المتحدة.
وفى ظل التعقيدات الشديدة لقضية بريكست، أعلن جونسون إجراء الانتخابات العامة فى شهر ديسمبر، والتى استطاع فيها حزب جونسون المحافظين أن يسحق خصمه التقليدى حزب العمال وحقق انتصارا ساحقا، جعل لحزبه الأغلبية فى البرلمان، مما مكنه من تمرير اتفاق بريكست.
وتقول صحيفة دايلى إكبرس إن عام 2019 لم يكن صاخبا بما يكفى على ما يبدو، لذلك كان الأشهر الستة التالية من عام 2020 هى الأشد صخبا.
فبعد الاحتفال بخروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبى فى 31 يناير، بدأت مأساة وباء كورونا تستشرى فى جميع أنحاء العالم، وتعرضت إدارة جونسون لانتقادات لاسيما مع اتباعه فى البداية لنهج مناعة القطيع الذى أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بكورونا فى المملكة المتحدة حتى أنها وصلت فى مرحلة ما إلى البلد الأكثر تضررا من الجائحة فى أوروبا.
وكانت إصابته هو نفسه بالفيروس، ورغم صعوبتها، عاملا فى ارتفاع شعبيته بعدما تعرض له من انتقادات فى السابق، حيث تابع البريطانيون بشغف تطورات الحالة الصحية لجونسون على مدار ثلاثة أسابيع، وزادت حالة القلق عندما تم نقله إلى العناية المركزة لصعوبات فى التنفس واجهته.
وخرج رئيس الوزراء البريطانى منتصرا من معركته الشخصية مع كورونا، ولم يكن هذا المكسب الشخصى الوحيد الذى حققه، بل كان إنجابه لمولوده الجديد ويلفرد من صديقته كارى سيموند، التى أعلن خطبته لها فى فبراير بعد إتمام طلاقه بشكل رسمى عن زوجته المنفصل عنها.
وبعد أن تعافى جونسون من كوفيد 19 عاد ليقود بريطانيا مجددا برفع قيود الإغلاق والاستعداد لمعارك اقتصادية وصحية ودبلوماسية عديدة، فى مقدمتها إتمام انفصال بريطانيا عن أوروبا والتوصل إلى اتفاق بشأن العلاقة بين الطرفين فى المستقبل.