أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئة آلاء نشأت تكتب: من السبب فى التحرش المرأة أم الرجل أم المجتمع؟

الثلاثاء، 21 يوليو 2020 04:00 م
القارئة آلاء نشأت تكتب: من السبب فى التحرش المرأة أم الرجل أم المجتمع؟ التحرش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زادت فى الفترة الأخيرة قضايا التحرش وبدأت الدولة والمجلس القومى للمرأة والفنانين، وكل من لهم سلطة، فى مساندة الفتيات والدفاع عن حقوقهن ولكن وبكل أسف هناك بعض الفتيات اللاتى تخاذلن عن البلاغ ضد المتحرشين خوفاً من المجتمع؛ الذى دائماً يلقى اللوم على الإناث فى قضايا التحرش.

اذا نظرنا للأديان السماوية فسنجد أن الرجل هو الذى يقع عليه اللوم، ففى الديانة المسيحية نجد مثل هذه الآية "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِى قَلْبِهِ. فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِى جَهَنَّمَ. وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِى جَهَنَّمَ."  إنجيل القديس متى- الأصحاح الخامس- آية ٢٧-٣١

وفى القرآن آية "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" سورة النور- آية ٣٠

إذن فالديانة المسيحية تلقى اللوم على الرجل اذا تحرش بالمرأة وإن كان بنظرة، والديانة الإسلامية تأمر الرجل بغض بصره.

ولكن ما السبب فى مخالفة المجتمع لمثل هذه الآيات؟ السبب فى ذلك هو تربية الآباء لأولادهم وبناتهم؛ فالتربية فى مجتمعنا تتم بمبدأ "انتِ بنت وهو ولد" ذلك المبدأ المُدمر الذى أباح للرجل أن يفعل ما يحلو له، ذلك المبدأ الذى بموجبه أصبح لا يوجد عيب يقع على الرجل والذى بموجبه أصبحت المرأة تُحاسب على كل فعل تقوم به.

فبسبب ذلك المبدأ أصبح هناك وظائف للذكور ووظائف للإناث، ورياضات لذكور ورياضات أخرى للإناث، وآلات موسيقية تُصنف بأنها آلات ذكورية وأخرى تُصنف بأنها آلات نسائية.

بسبب ذلك المبدأ أصبحت الأنثى اذا اعتدى عليها أحد فى موضع اتهام وليست فى موضع قوة مما أدى لانتهاك حقها من قِبل المتحرش ومن قِبل المجتمع .

وقد ساهم ذلك المبدأ فى زيادة مُعاناة المرأة فى المجتمع وزيادة التحديات أمام الإناث من خلال محاولتهن لإثبات أنفسهن ووجود ما يُسمى بقضية المرأة تلك القضية التى مازالت قائمة حتى الآن ولم تُحل.

إن مبدأ "انتِ بنت وهو ولد" جعل المجتمع يقوم بما يُسمى بوأد الإناث معنوياً وقتل حقوقهن وانتهاكها. 

لقد نسى المجتمع أن الله قد خلقنا سواسية؛ فالرجل والمرأة واحد فى الدين والحرام والحلال والعيب واحد سواء بالنسبة للرجل أو المرأة، والمرأة فى الدين لها حقوق وواجبات وكرامة وكذلك الرجل.

فنجد آيات كثيرة فى الإنجيل والقرآن تتحدث عن مكانة المرأة وعن المساواة بين الرجل والمرأة. ففى الإنجيل نجد آيات مثل "غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِى الرَّبِّ لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِى مِنَ الرَّجُلِ، هَكَذَا الرَّجُلُ أَيْضاً هُوَ بِالْمَرْأَةِ وَلَكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِى مِنَ اللهِ"( 1كورنثوس 11: 11، 12)

ونجد فى القرآن آيات مثل "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً" سورة النساء- آية ١ 

فبالرغم من أن الأديان السماوية ساوت بين الرجال والسيدات إلا أن العادات والتقاليد التى حكمت المجتمع خالفت القواعد الدينية وفرقت بينهم.

لقد أصبحت العادات والتقاليد والمجتمع هم السبب الرئيسى فى انتهاك حقوق المرأة وعدم استطاعتها للدفاع عن نفسها ضد الاعتداء عليها وعدم قدرتها على إثبات نفسها أمام الجميع والتمتع بحريتها وحقوقها الكاملة.

لقد حان الوقت لتغيير مثل تلك الأفكار والمبادئ؛ لقد حان الوقت لتربية الأبناء على مبدأ العدل والمساواة الذى هو أساس الديانات. لقد حان الوقت للدين أن يحكم حياتنا وليست العادات والتقاليد. 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة