القارئة عبير بسيونى رضوان تكتب: كان ياما كان.. نور وانطفأ

الثلاثاء، 21 يوليو 2020 12:00 م
القارئة عبير بسيونى رضوان تكتب: كان ياما كان.. نور وانطفأ موظف - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل حكاياتنا تبدأ بها "كان ياما كان"، فهل أبدأ بها حكايتي! جميع القصص صراع بين الخير والشر، فهل دائما الخير ينتصر! كان ياما كان. أو كنت وياما كنت! هل أحكي لما حدث لي أو في أنا كإنسان؟ أم هل أحكي بما حدث حولي من تغير في الأحوال، وتبدل المكان والزمان والابعاد! وسبحان الذي يغير ولا يتغير. وتنزه الله صاحب العزة وحده والجبروت. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

سأبدأ بما كان! لعلنا نفهم ما يكون! المكان هو مكان عمل، أما الزمان فهو الزمان الذي ضاع فيه العمل!

كنا في مؤسسة حكومية صغيرة لا يزيد عدد العاملين فيها عن 10 أفراد. كانت الأعمال محددة وواضحة لكل فرد، ولصغر حجم المؤسسة كان من السهل كشف المتكاسلين فيها أو النشطاء. مشكلة المؤسسات الحكومية عدم إلزام العاملين بواجباتهم الوظيفية ظنا من البعض أن المال العام حق مستباح سواء كان مقابلا لعمل أو بدونه. معظم الموظفين اعتادوا ان مرتباتهم هي "حسنة" مفروضة على الحكومة، أقلية فقط من يواظبون على العمل رغبة في يحل الله بالعمل البركة فيما رزق. أخيراً، ازدان العمل برئيس مختلف محب للعمل ومهتم به، بل ويسعى لنجاح المؤسسة لربما تكون مثالا نموذجيا لما نود ان نراه جميعا. آمن حسن، وهو في اول عهده كمدير، بأن وضع رؤية واضحة وتخطيط مستقبلي هو سبيل الإنتاج والاستمرارية، وطلب العمل، وجعله ديناً. فهل يقبل الناس بهذا الدين القديم الجديد المتجدد. دين السعادة في الحياة الدينا والثواب في الآخرة!

 

بالإرادة الإنسانية والعمل امتلأ المكان بالخير والسعادة والايمان، مصدرالأسرار الربانية والعطايا الإلهية، وظهر ضياء العمل فأصبحت المؤسسة نبراسا يخطف الابصار.

 

وما طار طير وارتفع الا كما طار وقع! هكذا قال العرب قديما في تصويرهم لقصر حياة قصص النجاح!

 

ليس هناك من يُحرم الظُلم، ولا من يراه ظلمات تطفئ أنوار الحق وتنشر الظلام. البعض يعشق الظلام ويسعى لأكل الحرام، وفي زماننا هؤلاء هم الأغلبية. تماما كما كان الكفار يسعون للظلم والظلمات بتكذيبهم بدين الله وصدِّهم الناسَ عنه بألسنتهم، وهو النُّور الذي جعله الله لخلقه ضياءً"يريدون ان يطفؤوا نور الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون" (سورة التوبه،آية32).

 

تكاثرت الأسئلة لماذا يكون هناك نور التوفيق والنجاح في مؤسسة واحدة ولا يتكرر في الآلاف بل الملايين المماثلة! عز على العاملين بالمؤسسة ان يعملوا وغيرهم يعيشون في دعة وفراغ! وحرض المتكاسلون، بل وهددوا، العاملين المتقين المتقنين بالعقاب المرير إذا استمروا على سيرة العمل الذي بالطبع لا ينتهي. وبدأت مسيرة الفشل المؤسسي بالتهرب من العمل او انكاره. والأهم تدمير رب المؤسسة، فإذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص. تم استهدافي، انا حسن، بكل السبل والطرق! وكأن الناس يسارعون بخطاهم نحو الظلام.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة