ألقت جائحة كورونا بظلالها على مختلف القطاعات، وحولت وجه العالم نحو الاعتماد على الوسائل التكنولوجية، والتوسع فى ميكنة الخدمات، والتحول الرقمى، والاعتماد بصورة أكبر على مواقع التواصل فى عدد من مناحى الحياة اليومية، وليست الانتخابات المقبلة ببعيد عن تأثير فيروس كورونا، فعلى الرغم من اقتراب موعد انتخابات مجلس الشيوخ، التى ستجرى يومى 11 و12 أغسطس المقبل، إلا أنه بسبب أزمة فيروس كورونا ستكون الدعاية الانتخابية هذه المرة ذات طبيعة خاصة، خاصة وأن الجميع يعلم الحشود الانتخابية، وسعى كل مرشح لحشد أكبر عدد من الناخبين فى المؤتمرات الجماهيرية.
وبسبب أزمة فيروس كورونا، قننت الهيئة الوطنية للانتخابات هذه المسألة فى إطار الحقوق الممنوحة لها وفقا للقانون والدستور، وذلك من أجل الحفاظ على المواطنين، خاصة وأن التجمعات تعد بيئة خصبة لنشر العدوى، ولهذا وضعت الهيئة عددا من الاشتراطات بشأن الدعاية، على أن يتم التوسع بشكل كبير فى الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة، وذلك كسائر القطاعات والهيئات فى الدولة، بالإضافة لحظر التجمعات سواء كانت اجتماعات أو المؤتمرات الانتخابية بسبب كورونا.
ونتيجة لهذه الطبيعة الخاصة، حتى وإن كانت هناك بعض النماذج التى اعتمدت على موقع التواصل خلال الانتخابات البرلمانية السابقة، إلا ان هذه المرة لا بديل سوى التوسع فى استخدام هذه الوسائل بصورة أعم وأشمل، كما أن هذا الوضع قد يعيد للأذهان صورة الدعاية القديمة التى تعتمد على سيارات تجوب الشوارع بميكروفونات لتعلم الناس عن المرشح وبرنامجه الانتخابى والرمز الانتخابى وتحث المواطنين على النزول للإدلاء بأصواتهم فى صناديق الاقتراع، مؤكدين التزامهم الكامل بالضوابط التى وضعتها الهيئة الوطنية للانتخابات.
كما أن الوضع الحالى سيجعل هناك اعتماد بصورة أكبر على اللافتات فى بعض المناطق والمحافظات المختلفة خاصة فى القرى والعزب والنجوع، وبهذا تكون أزمة فيروس كورونا بمثابة نقطة التحول فى الدعاية الانتخابية، وبدء عصر جديد للدعاية.
وفى هذا الإطار، قال حسام الخولى، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، إن الدعاية على السوشيال ميديا ستتصدر المشهد بشكل رئيسى، وستكون اللافتات والميكروفونات بديل ثانى لها للمجتمع الذى لا يتعامل مع مواقع التواصل وإن كانت هذه النسبة أصبحت ضئيلة للغاية خاصة مع ما فرضته أزمة فيروس كورونا من وسائل اتصال محددة.
وتابع:"هذا بجانب الزيارات الفردية للعائلات والتى تختلف نسبتها وعددها وفق كل مدينة ومركز وطبيعتها، مشيرا إلى أنه لأول مرة سيكون هناك غياب السرادقات الانتخابية والمؤتمرات الحاشدة والمسيرات الشعبية والميدانية التى كان يقوم بها المرشحين، قائلا: "أرى أن هذه الاجتماعات العامة لم تكن هى الحاسمة فى نتائج الانتخابات بشكل عام من الأساس بل كانت استعراض للقوة أكثر منها وسيلة للدعاية".
ولفت، إلى أن انتخابات الشيوخ ليست بجدية انتخابات "النواب والمحليات" كما أن فترة الدعاية قليلة وستكون بهدف فقط تعريف الناخبين بالمرشح وبرنامجه، مؤكدا أن الميكروفونات ستكون من خلال سيارات تسير بجولات ستعود من جديد ولكن بضوابط ونظام دون إزعاج وهذا وفق طبيعة كل منطقة، مشيرا إلى أن الدعاية بكل منطقة ستكون وفقا لطبيعة هذه المنطقة وناخبيها والطريقة التى ألفت بها التعرف على برامج مرشحيهم.
ويقول اللواء رؤوف السيد، رئيس حزب الحركة الوطنية إن الدعاية هذه المرة ستشهد اختلافات عدة نتيجة ما فرضته أزمة كورونا من تحديات تمنع عقد مؤتمرات ومسيرات شعبية.
وأوضح أنه سيكون هناك عودة للأساليب القديمة فى الدعاية والمتمثلة فى جولات للسيارات للتعريف بالمرشح بجانب تحول مواقع التواصل لساحة رئيسية وأداة مؤثرة ومهمة فى الدعاية الانتخابية.
ولفت إلى أن شكل الدعاية سيختلف فى المدن عن القرى والنجوع، مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا واللافتات الإعلانية ستكون هى الأساس فى الدعاية بالمدن.
وأشار إلى أن طرق الأبواب والتعامل مع الأسر بشكل مباشر سيسهم فى التعريف، موضحا أن فترة الدعاية هذه المرة قصيرة للغاية أسبوعين فقط وهو ما سيجعل التحركات محدودة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة