بعد أن صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى، والذى عرف باسم "بريكست"، فقد انتقلت العدوى الآن إلى ايطاليا ، بعد أن أكد عضو مجلس الشيوخ الإيطالى، جيانلويجى براجوانى أنه سيعلن فى مؤتمر صحفى الخميس المقبل بمجلس النواب، تشكيل حزبه (إيتال إكسيت)، الكيان السياسى السيادى الجديد الذى يهدف إلى خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبى، وذلك فى الوقت الذى اعربت فيها الحكومة الإيطالية عن رضاها لأول مرة من التضامن مع الاتحاد الأوروبى حول الحزمة المالية.
وقالت وكالة "آكى" الإيطالية إن باراجوانى، صحفى ومقدم برامج تليفزيونية سابق نال مقعدا فى مجلس الشيوخ فى انتخابات عام 2018 مرشحا لحركة خمس نجوم، لكنها أبعدته لاحقا بسبب عدم الالتزام بسياساتها.
استفتاء الخروج من أوروبا فى بريطانيا
وأشار باراجونى إلى أنه سيلتقى مؤسس حزب بريكست البريطانى، نايجل فاراج، ووصف الأخير بأنه "وطنى بريطانى حقيقى، الوحيد الذى أرسل تكنوقراط بروكسل إلى الجحيم"، ويرى أنه بفضل بريكست أصبحت "بريطانيا دولة ذات سيادة حقيقية والتى، بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى، تمكنت من تقديم إجابات حقيقية للمواطنين فى خضم أزمة اقتصادية لمرحلة ما بعد فيروس كورونا، وقال: "هذا هو السبيل للمضى قدما".
وفى إشارة إلى هولندا، قال عضو مجلس الشيوخ "لم يعد بالإمكان ابتزازنا من قبل ملاذات ضريبية تسمح لنفسها بالإساءة إلى هيبة إيطاليا".
وقالت صحيفة "لا كونفيدنثيال" الإسبانية إن رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبى كونتى كان هدد فى بداية أزمة كورونا بالانسحاب من الاتحاد الاوروبى، وذلك بسبب خطة السياحة المقترحة، وقال كونتي "نحن لا نقبل الاتفاقات الثنائية داخل الاتحاد الأوروبي التي ستخلق مسارات سياحية مميزة"، مضيفًا أنه "لا يمكن أن تكون (السياحة) مشروطة باتفاقيات ثنائية، أو سنكون خارج الاتحاد الأوروبي، ولن نسمح بذلك أبدًا، مشددًا على أن السياحة تمثل ما يصل إلى 13% من الناتج المحلي الإجمالي الإيطالي، في إشارة إلى أن مخاوف الحكومة الإيطالية من أن تؤثر تلك الممرات على السياحة في بلاده التي تعاني من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يغير كونتى رأيه فى الوقت الحالى وذلك بعد رضاه عن القمة الأوروبية والاتفاق حول خطة التعافى فى اوروبا بعد أزمة كورونا، حيث أنه وأعاد رئيس الحكومة إبداء رضاه عن النتائج التي تحققت بعد 4 أيام من المفاوضات. وفي بضع دقائق – على الرغم من تأخر الساعة – ظهرت مئات من علامات التقدير على تويتر.
الاتحاد الأوروبى
وذكر رئيس الوزراء، في مؤتمر عبر الفيديو ببروكسل في نهاية المجلس الأوروبي الذي أقر حزمة انقاذ بـ1.82 بليون يورو لمواجهة تبعات الأزمة، والتي تشتمل عليها الميزانية المالية متعددة السنوات وخطة الجيل القادم الأوروبية، وأكد كونتي فى هذا السياق أن "الحكومة الإيطالية قوية، والحقيقة هي أن الموافقة على هذه الخطة تعزز عمل حكومتنا، لأنها تسمح لنا بالاعتماد على موارد مالية ضخمة لتحقيق الأهداف المحددة أصلاً، والتي سنسعى لتحقيقها الآن"، مضيفا "في الأيام الأخيرة قمنا أيضًا بصد محاولات خبيثة لحرف المسيرة الحقيقية لمشروع أوروبي، بإدخال المنطق الحكومي الدولي ومنطق حق النقض".
وأكد كونتي أن خطة التعافي "تتخذ من مصلحة إيطاليا أولوية المطلقة، وتوفر قروضًا ميسورة للغاية وذات قيمة كبيرة مع استحقاق طويل جدًا، وبالتالي فهي مفيدة جدًا". وأردف "ستكون هذه هي الأولوية. وآمل أن يساعد ذلك في تشتيت الاهتمام المرضي المحيط بآلية الإستقرار الأوروبية(Mes) .
ومن ناحية آخرى، قالت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية إن إيطاليا شهدت ارتفاعا في نسبة المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي، في شعور نجم عن غياب التضامن الأوروبي خلال أزمات الهجرة الأخيرة وتفاقم الوضع مع تفشي وباء كورونا.
روما
وأفادت نتائج استطلاعات للرأي أجريت في أبريل الجاري، بأن 71% من الإيطاليين يعتقدون أن كورونا يقوض الاتحاد الأوروبي ونحو 55% موافقون على الخروج من الاتحاد، وتعد هذه النسب كبيرة في بلد يمثل إحدى ركائز الاتحاد ويتبنى تاريخيا التكامل الأوروبي، وفقا للصحيفة الإيطالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أزمة كورونا تعزز من الانقسام وتفتيت الاتحاد الاوروبى ، فى الوقت الذى تعد فيه ايطاليا دولة هامة للغاية لترابط الاتحاد، فإذا خرجت روما سيتفكك عقد الاتحاد الاوروبى.
ويستغل دائما اليمين المتطرف برئاسة ماتيو سالفينى، الازمات القائمة للتشكيك فى كيان الاتحاد الأوروبى، كما أنه اعرب عن رفضه للاتفاق الذى توصل اليه الاتحاد الاوروبى بعد 4 ايام من المفاوضات ، وقال "الاتفاق سلبى، ويشبه حدوث شقا فى اسفل النفق".
وترى قناة "تى جى 24" الإيطالية أن هذه محاولة جديدة لليمين المتطرف المشكك فى الاتحاد الاوروبى لاثارة جدل داخل البلاد، لتعزيز فكرة الانسحاب من الكيان، خاصة وأن سالفينى يهدف الى اعادة السلطة لحزبه واجراء انتخابات مبكرة، بعد أن خرج فى مظاهرات احتجاجية ضد ادارة رئيس الحكومة الايطالية لأزمة كورونا.