عاصر الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، ثورتى 1919، و23 يوليو 1952، الأولى كان مجرد طفل صغير، سمع نداءات المصريين ضد الإنجليز، والمؤيدة للوفد المصرى برئاسة الزعيم سعد زغلول، وتعاطف معاهم، لكن فى ثورة الضباط الأحرار كان شابا وكان له مواقفا منها ومن رجالها.
وتمر اليوم الذكرى الـ68 على قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952، والتى قام بها ضباط جيش مصريون ضد الحكم الملكى فى 23 يوليو 1952، وعرفت فى البداية باسم "الحركة المباركة" ثم أطلق عليها ثورة 23 يوليو عقب حل الأحزاب السياسية وإسقاط دستور 1923 فى يناير 1953.
الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، والحاصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1988، تحدث فى حواره مع الناقد الكبير رجاء النقاش عن ثورة يوليو وذكرياته معاها، فى كتابه "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" وقال: كانت علاقتى الوجدانية بالثورة تنقسم ما بين التأييد والحب من جهة، والنقد الشديد بسبب تجاهلها للديمقراطية وللوفد، وميلها إلى الفردية والصراع على السلطة من جهة أخرى، ولم أتغاض عن هذه الانتقادات من جانبى للثورة، إلا فى فترة محددة، وهى فترة العدوان الثلاثى على مصر.
فقد أيدت الثورة تأييدا مطلقا، ونسيت وفديتى، وتجاهلت نقدى لأساليبها الفردية، وأغمضت عينى عن صراعات الحكم.. نسيت كل شىء وذهبت إلى أحد المعسكرات الشعبية التى أقامتها الثورة فى مناطق القاهرة لتدريب المتطوعين على حمل السلاح لمقاومة العدوان، تدربت بجدية حتى أتقنت استعمال البندقية "البلجيكى" وإلقاء القنابل اليدوية.