يعد الأديب العاجى أمادو كوروما، أحد الأدباء الأفارقة المؤثرين فى تاريخ الأدب بالقارة السمراء، ورغم أنه ليس من أكثر الكتاب شهرة فى القارة، لكنه دائما ما صنف على أنه أحد أهم الكتاب الكلاسيكيين، ومن أعماله التى حققت له شهرة واسعة رواية "شموس الحرية" الصادرة عام 1970.
تدور القصة حول السيد فاما ديمبويا، المنحدر من سلالة العظيم سليمان دمبويا، اقترن فاما بساليماتا، وقد مر الزوجان بأزمنة مجدبة وقاحلة، بعد أن خسرا كل شىء مع رياح الاستقلال، كان فاما تاجرا ثريا يدير تجارة ناجحة فى الفترة الاستعمارية، هذا بالإضافة لمكانته التى ورثها من سلالة مرموقة، ما لبث أن جردته طلائع الاستقلال من كل السمات التى كانت سببا فى المجد والعز الذى كان يتمتع به.
لم يعد فاما بعد التحرر إلا ظلا لدمبويا العظيم، فقد أتت رياح التحرر بنظام الحزب الواحد، وأصبح كل شئ منذ ذلك الحين تحت سيادة انفرادية للدولة الوطنية الاشتراكية، فبينما كان يحلم أن يصبح زعيما لسلالة دمبويا بعد رحيل الرجل الأبيض، وأن يكون رجلا ذا شأن من خلال طبقته الاجتماعية فى الفترة التى تعقب الاستقلال، لكن فاما، على العكس مما كان يتوقع، فإنه لم يعد له وزن على الإطلاق، بل الأسوأ من ذلك كله أن كان ضحية للاستهداف من أحفاد العبيد السابقين.
وبحسب الكاتب ماريان فونى نومبي، فأن شموس الحرية قد أبرزت التساؤل الجوهرى إذا ما كان على أفريقيا العودة لأصولها التى سبقت الاستقلال، أم عليها بدلا عن ذلك الشروع فى بناء مجتمعات بمفاهيم حداثية مهجنة؟. بالرغم من أن المجال مازال متاحا للتفكر مليا فى ذلك، لكنا نلحظ أن الكاتب فى نهاية الرواية قد تعمد دفعنا دفعا على التفكر فيما إذا كان دعاة التحرر قد تورطوا فى خيارات خرقاء تسبب بعضها فى تشوهات غير قابلة للمراجعة.
ومؤلف أحمادو كوروما الرواية كاتب أفريقى من ساحل العاج ولد فى 24 نوفمبر 1927 وتوفى فى 11 ديسمبر 2003 فى ليون الفرنسية حاصل على جائزة رينودو الأدبية الفرنسية المرموقة عن روايتة الله لا يجبر أحدا يعتبر من رواد الرواية والمسرح الأفريقى لديه أيضا كتب للاطفال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة