ظهر رئيس الشئون الدينية التركي على أرباش، خطيب الجمعة أمس، فى كاتدرائية آيا صوفيا، التى حولها رجب طيب أردوغان إلى مسجد، حاملا سيفا أثناء إلقاء الخطبة فى أول أيام الصلاة بعد تحويل الكاتدرائية والمتحف التاريخى لمسجد.
وصعد أرباش المنبر وهو يحمل سيفا بإحدى يديه، إحياء لعادة عثمانية قديمة، في إشارة رمزية لفتح مدينة القسطنطينية، كما ظل ذلك تقليدا متبعا في آيا صوفيا على مدار 481 عاما، ويقول "متين أولو أوجاك" إمام وخطيب الجامع الكبير في مدينة "أدرنة" شمال غرب تركيا إنهم يحافظون على تقليد اﻷجداد بتقلّد السيف أثناء الخطبة منذ نحو 600 عام، مشيرا إلى أن الجامع يستقبل المصلين القادمين من مختلف المدن التركية لمشاهدة تقليد إلقاء الخطبة بالسيف الذي يتبع في خطبة الجمعة واﻷعياد.
ووفقا لأحد المصادر التركية، "كان من عادات الفتح أيام الدولة العثمانية صعود الخطيب و هو يحمل السيف على المنبر للدلالة على أن هذا البلد فتح حرباً لا سلماً"، وهو ما يوضح السياسة الاستعمارية للغزاة العثمانيين، وكأنهم يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف كما يدعى اعدائه،ويقال أن السلطان العثماني "محمد الفاتح" كنا أول من ألقى خطبة الجمعة متقلدا السيف في الجامع الكبير بمدينة "أدرنة" قبل فتح القسطنطينية، واتبعه السلاطين لستة قرون تالية.
ويذكر كتاب "خيالات الشرق: رحلتي إلي افتتاح قناة السويس" إيسا دي كيروش، أن من عادات تلك الحقبة عند دخول المسلمين للمساجد، كان يصعد الإمام المنبر حاملا فى يد القرآن الكريم، وفى الأخرى سيف عريض يزعم بذلك أنه يمثل حياة النبى محمد الفاتح، ثم يقرأ القرآن بصوت عالى، وعندئذ يسجد المسلمون.
ويوضح كتاب "ذكريات السلطان عبد الحميد الثاني" أن تقليد السيف كان من المراسم المهمة لدى سلاطين الدولة العثمانية، وكان سيف الفتح المقدس كما يسمونه يقلد إلى الأمراء الذين يتولون عرش الدولة العثمانية، وكان أول من تقلد به السلطان محمد الفاتح، حيث قلده العلامة "آق شمس الدين" حيث قلد السيف حول منطقة خصره ودعا له، وقد استمدت مراسم تنصيب أى سلطان جديد من هذا التقليد.
اختلف الفقهاء في حكم اتّكاء الخطيب على العصا ونحوها من سيف أو قوس أثناء خطبة الجمعة على قولين: أولهما: الندب والاستحباب للمالكية والشافعية والحنابلة فى حالة الخوف فقط، أما الحنفية فكرهوا هذا التقاليد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة