أكرم القصاص - علا الشافعي

أنثى ذئب طاردته بعد اصطياد الذكر.. حكايات "الشاطر" صائد الذئاب من قلب الصحراء

الإثنين، 27 يوليو 2020 08:00 ص
أنثى ذئب طاردته بعد اصطياد الذكر.. حكايات "الشاطر" صائد الذئاب من قلب الصحراء صائد الذئاب
فريق المحافظات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ينتظر لساعات طويلة وأيام ليربح صيده الثمين وسط ترقب كبير عند بزوغ الشمس وفي فترات الليل، فلا يخشى الشاب الثلاثينى مخاطر ما يقوم به ليزداد قلبه شجاعة كشجاعة ما يقوم بصيده من ذئاب وصقور وحيوانات برية، كهواية أقدم على تجربتها منذ وقت طويل.

هنا في قلب صحراء مركز قفط جنوب قنا، تجد أحمد الشاطر، يتغنى بما يقدمه لأهالى القرية بعد ليالى القلق من هجوم الذئاب على مواشيهم من الأغنام والماعز وإلحاق الضرر بها، فقطعة حديدية وقلب لا يعرف الخوف كفيلان أن يقع الذئب فى مصيدة أحمد ليلتقط أنفاسه الأخيرة بين الفخ.

 

بدأ أحمد الشاطر حديثه عن صفات الذئب، قائلًا: "مضرب المثل في الشجاعة والدهاء، ولا يرجع عادة من الطريق الذى جاء منه، يتحلى بخصلة التفاؤل، نظره حاد وثاقب وحاسة شمه فى غاية القوة ويعيش من 16 إلى 20 سنة، فهو حيوان كثير المكر، لا تنفذ حيله ولا تنتهى، شديد الصبر، قادر على المراوغة، يمتاز بحاسة شم قوية إذا جرى وثب وثباً شديداً، وهو أصبر الحيوانات على الجوع، وأشدها عداوة للإنسان".

وأوضح الشاطر، أن من هوايته المفضلة علي الرغم من مخاطرها صيد الذئاب والصقور والزواحف، ومؤخرًا طلب منه الأهالي المجاورين لمناطق جبلية التخلص من ذئب يضر ماشيتهم ويلحق الضرر بهم، وهو ما قابله الشباب بالترحيب، وبدأ فى تجهيز وسائل الصيد التي تمكنه من القبض علي الذئب المفترس الذي يلحق الضرر بماشية الأهالى.

 

وتابع صائد الذئاب، أن رحلة الصيد تتطلب تواجده من بعد منتصف الليل فى أماكن متطرفة بالجبال، وننتظر نزول الذئب إلى تلك الأماكن لكى يقع فى الفخ "الشرك" وهو قطعة حديدة تقبض على ساق الذئب، قائلًا: "انتظرنا يومين حتى وقع الذئب فى الفخ وأحكمت قبضتي عليه، وجلبته عن طريق سيارة إلى المنزل وكانت أنفاسه تخرج ببطء وصرخاته تملأ المكان".

"أنثي الذئب طاردتنا بعد صيده"، هكذا يحكى أحمد موقف تعرض له عقب صيد أحد الذئاب، مؤكدًا أن أنثى الذئب بعد سماع استغثاته وصراخه، جاءت مسرعة وركضت خلف السيارة التى نستقلها، وخوفًا من تعقب أثره قمنا برش جسده بـ"ملح خشن" حتى تزول رائحته ولا تستطيع إيجاد مكانه.

 

وأكد أحمد، أن أعضاء الذئب وأنيابه ذات فائدة كبيرة لدى البعض، وكذلك الجلود التي تخرج منه، فتستخدم المرارة فى علاج ضعف العين والأنياب فى علاج حالات الحسد والمس وغيرها، كما يعتقد الأهالى، وتعلق رؤوس الذئاب على أبواب المنزل كنوع من التراث الشعبى والتقاليد القديمة.

وأضاف أحمد الشاطر، أن من ضمن هواياته أيضًا صيد الصقور والتى تشبه فى طريقة صيدها الذئاب، ولكن موعد الصيد يختلف عنها، فنذهب لصيدها فى الصباح الباكر، ونتحلى بالصبر والتعامل اللازم مع هذه النوعية من الطيور الجارحة، وتحتاج الصقور إلى حجب الرؤية عنها لمدة ساعة بعد الوقوع في الفخ وتعريضها للشمس مدة تزيد عن الساعة ونصف يوميًا.

 

"أعشق مداعبة الخطر" هكذا يبين أحمد الشاطر هدفه من صيد الذئاب والصقور، حيث يهوى المغامرة وخوض تفاصيلها، على الرغم من أن نصيحته للشباب أن لا يقدم على فعل تلك الأشياء لما تمثله من خطورة علي حياتهم.

واختتم حديثه بطلب وأمنية من مسئولى محافظة قنا، حيث يتمنى أحمد أن يحصل على فرصة عمل مناسبة تساعده على الكسب وتوفير متطلباته الأسرية، لاسيما أنه حاصل علي مؤهل عالٍ والتحق بعدد من الدورات التدريبية التى تؤهله لسوق العمل، كما أن منزله تعرض للانهيار منذ أشهر ويحتاج إلى إعادة إعمار بدلًا من مكوثه عند أقاربه.

صائد الذئاب (1)
 
صائد الذئاب (2)
 
صائد الذئاب (3)
 
صائد الذئاب (4)









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة