"زفة الماشية في عيد الأضحى" عادة من الموروثات القديمة التي تنتشر في قرى مراكز المحافظة قبل وقفة عيد الأضحى المبارك ، إذ يحرص الجزارون على التجول برؤوس الماشية في شوارع القرى ويتولى الجزارأو أبناءه قيادة الزفة وسحب الماشية بحبل ملفوف على عنقها وإطلاق عبارات وأغنيات شعبية يرددها الأطفال، مثل "عند مين ياولاد ، بكام بكام بتلاتة صاغ، إفرش منديلك على الرملة وانا لف وجيلك على الرملة، ياما جلب زي التفاح لحمة عزب زي التفاح" .
ويلقى صاحب الماشية أثناء تجوله بالقرية قطع الحلوى، كنوع من زيادة الحماس لدي الأطفال الذين يلتقفونها وترتفع أصواتهم ويرددون الأغاني طوال مشاركتهم في زفة الماشية والتي تجوب شوارع القرى في منافسة ومضاربة على الأسعار بين الجزارين، حتى يراها الأهالي ويقبلون على شراء اللحوم من محلات الجزارة الأقل سعرا.
ويقول أشرف حيدر جزار مقيم قرية بني هارون مركز بني سويف: زفة الماشية عادة قديمة توارثها أجدادنا واباءنا الجزارين وأخذناها نحن عنهم، وقبل وقفة عيد الأضحى نجد الأطفال يتجمعون أمام منزلنا ويسألوننا "هتلفوا إمتا بالمواشي ياعم" لأنهم يحرصون على مرافقتنا خلال التجول بشوارع القرية معتبرين عن سعادتهم بما يحدث.
ويلتقط أطراف الحديث محمد أشرف قائلا: "قمت هذا العام بسحب الماشية بدلا من والدي والتجول بها في شوارع القرية وخلفي العشرات من الأطفال ليعرف الأهالي أننا سوف نذبح هذا العام ويقبلون على شراء اللحوم من محلنا، منوها إلى أن أسعار كيلو اللحوم تتراوح ما بين 120و100 جنيها هذا العام".
وأوضح عصام ماهر صاحب محل بقالة بقرية بني هارون، أن معظم الأسر و أهالي القرية ينتظرون مرور زفة الماشية ومتابعتها حتى يختاروا الجزار الذي لديه ماشية قوية متعافية البدن وأسعارها منخفضة، ويشترون اللحوم التي يأكلونها في عيد الأضحى المبارك، لافتا إلى أن الأطفال يحرصون على المشاركة في زفة الماشية ويفرحون بذلك ولم يمنعهم أسرهم هذا العام ويعتبرونها حاجة تفرح الكبار والأطفال، في ظل أزمة جائحة فيروس كورونا والتي بدأت تنخفض أعداد الإصابة به يوما تلو الاخر ، قائلا: "ندعو الله أن تنتهي هذه الأزمة قريبا وتعود الحياة إلى طبيعتها."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة