بمشاركة 3 رؤساء سابقين للولايات المتحدة، ألقى الأمريكيون نظرة وداع أخيرة على رائد الحقوق المدنية، السياسى الأمريكى الراجل جون لويس، فى جنازة حاشدة مساء الخميس.
وفى كلمته خلال الجنازة، قال الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما "إنه لشرف عظيم أن أعود إلى الكنيسة إبنيزر، على منبر أعظم راعيها، الدكتور مارتن لوثر كينج جونيور، لأقدم احترامى لربما تلميذه الأفضل".
وأضاف أوباما، إنه مدين للويس ورؤيته القوية للحرية، ووصفه بأنه رجل فرح خالص ومثابرة لا تنكسر.
وأوضح أوباما: "لقد جئت إلى هنا اليوم لأننى أحب الكثير من الأمريكيين الذين يدينون بدين كبير لجون لويس ورؤيته القوية للحرية".
وأكمل كلمته قائلا إن "جون كان فقيرًا خلال طفولته ونشأته ولم يحب العمل الزراعى مثل أولياء أموره وفى الأيام التى كان من المفترض أن يساعد فيها أخيه في العمل كان يختبئ تحت الشرفة".
بدوره، كرم الرئيس الأمريكى، الأسبق جورج بوش، جون لويس فى خطابه قائلاً إن "درس لويس بالنسبة لنا هو أنه يجب علينا جميعًا أن نبقى أنفسنا.. منفتحين لسماع نداء الحب، ونداء الخدمة والإقدام للتضحية من أجل الآخرين".
واعترف بوش أنه فى حين أنهم ربما اختلفوا مثيرا فى بعض الأحيان، فقد أيد لويس الديمقراطية باعتبارها واحدة من أهم المبادئ في أمريكا.
وقال بوش: "كان بينى وبين جون خلافات بالطبع. لكن في الولايات المتحدة، ناضل جون لويس من أجل أمريكا، وأنا أؤمن بها، أن الاختلافات فى الرأى هى عناصر حتمية ودليل على الديمقراطية فى العمل".
وأضاف: "نحن نعيش في بلد أفضل اليوم بسبب جون لويس وإيمانه الثابت بقوة الله وقوة الديمقراطية وقوة المحبة لرفعنا جميعًا إلى مستوى أعلى. القصة التي بدأت في تروي لا تنتهي هنا اليوم، ولا العمل ".
بدوره، أشاد بيل كلينتون بالنائب جون لويس خلال حياته كقائد للحقوق المدنية وكرر دعوة لويس للعمل من أجل المستقبل.
وقال كلينتون: "لقد واجه الكثير من المشاكل على طول الطريق، ولكن دعونا لا ننسى أنه طور أيضًا قدرة خارقة على الإطلاق لشفاء المياه المضطربة.. عندما كان يمكن أن يكون غاضبًا وعزمًا على إلغاء خصومه كان يعتقد أن اليد المفتوحة أفضل من القبضة المثبّتة".
ثم أشار إلى افتتاحية لويس اليوم في صحيفة نيويورك تايمز، التي أرسلت قبل يومين من وفاته ليتم نشرها في يوم جنازته حيث دعا لويس الأمريكيين إلى "الرد على أعلى دعوة قلبك والوقوف على ما تؤمن به حقًا".
من جانبها، قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن حضور جون لويس الراحل في الكونجرس وهي تتحدث في جنازته، شغل منصب ممثل الولايات المتحدة لمنطقة الكونجرس الخامسة في جورجيا لأكثر من ثلاثة عقود.
وتابعت بيلوسي "أصر على الحقيقة في كونجرس الولايات المتحدة"، وأضافت إن لويس وضع خبرته في القتال من أجل الحقوق المدنية إلى واشنطن.
وقالت: "عندما خدم جون لويس معنا، أراد منا أن نرى حركة الحقوق المدنية والباقي من خلال عينيه".
وعن حياته الشخصية روت زعيمة الحقوق المدنية زيرونا كلايتون والتي كانت مقربة من الزوجين لويس كيف قامت بترشيح جون لويس لزوجته ليليان.
وقالت أثناء حديثها في جنازة لويس: "كانت ليليان عازبة، لذا قررت أنها بحاجة إلى رجل طيب، وليس فقط المتشردين الذين كانوا يقتربون منها". "أردت أن يكون لديها شخص يقدر حقًا مهاراتها وموهبتها، لذا نظرت حولي وقررت أنني أحب جون. لكن ليليان لم تحب جون، على وجه الخصوص".
قالت كلايتون إن ليليان تحركت ببطء شديد بسبب أذواقها وإنها أخبرتها، "لكن ليليان، قال إنه مشغول إنه يقاتل شرور العالم.. فقلت،"اسمعي يا فتاة. هذا الرجل سيكون له شأن".
وأكملت كلايتون في ليلة رأس السنة أنها دعت ليليان وجون إلى حفل عشاء، افترض كلاهما أنهما كانا ذاهبين إلى حفلة كبيرة، ولكن عندما وصلوا إلى منزل كلايتون، لم يكن هناك سوى مكان لثلاثة، وقد توفيت ليليان مايلز لويس زوجة جون في عام 2012.
توفى جون لويس عن عمر يناهز 80 عاما فى 17 يوليو بعد معاناة مع مرض سرطان البنكرياس، وأقيمت جنازته اليوم فى حديقة مارتن لوثر كينج الوطنية التاريخية فى مدينة أتلانتا. وكان لويس واحد من منظمة المسيرة المطالبة بالحقوق المدنية فى واشنطن عام 1963 مع مارتن لوثر كينج.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد أمر بتنكيس أعلام الولايات المتحدة، عقب وفاة النائب لويس، وأصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن هذه الخطوة تعد "إشارة احترام لذكرى جون لويس".
وتم تنكيس الأعلام في جميع أنحاء الولايات، ولم يستثنى من القرار مبنى البيت الأبيض، وجميع البنايات العامة والمراكز العسكرية، والسفارات والقنصليات، فضلا عن القطع البحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة