لم تنته أصداء الاشتباك ووصلات الردح داخل معسكر إعلام الاخوان الممول من قطر ،بين طرف يقوده العناصر العاملة في قنوات الإخوان ،وطرف آخر يقوده عزمى بشارة المشرف على مجموعة قنوات وصحيفة العربى الجديد، وإن كانت الترجيحات تذهب الى أن اللهاث حول التمويل هو السبب في هذه الأزمة، وأن ما يجرى هو محاولة إبتزاز لتميم بن حمد أمير قطر للحصول على أكبر دعم مادى ممكن لصالح قنوات الاخوان، وسحب التمويل الممنوح لمجموعة العربى الجديد التي يشرف عليها عزمى بشارة بأعتبار أنها محدودة المشاهدة والفاعلية والتأثير.
يضاف إلى هذا الرغبة في إظهار الولاء لتركيا وأنهم الناطقين بإسمها باللغة العربية ،حيث كانت الازمة قد بدأت من الأساس بسبب هجوم كتاب في صحيفة العربى الجديد على قرار اردوغان بتحويل متحف أيا صوفيا الى مسجد ،كان أهم من تناول هذا الهجوم هو بلال فضل ومذيعين أخرين بالقناة عبر صفحاته الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعى ونشر مجموعة صور لاردوغان تظهر تناقضه بين الشكل الذى ظهر فيه بالمسجد اثناء افتتاح أيا صوفيا، وعندما كان مع إحدى المطربات فى حفلة سابقة.
في مقابل هذا انتفض العاملون في قنوات الاخوان والمنتسبين صراحة للتنظيم، كان أهم ما صدر عنهم في هذا السياق هو البث الذى صدر عن محمد ناصر ،خلاله وصف عزمى بشارة بـ"الجاسوس القومجى" و "الجاسوس الاسرائيلى " وانه "يكره كل ما هو إسلامى " ،وان "الأمير تميم يصرف على عزمى بشارة الذى تربى في أحضان الصهاينة " ،و"أنه أخذ أموالا لا تعد ولا تحصى من تميم " وأن بشارة "خرج من أحضان الصهاينة وذهب طوعا إلى أحضان وجلس على حجر الأمير تميم".
التطور النوعى في حملة محمد ناصر ضد بشارة تمثل في أن الهجوم طال للمرة الأولى الممول شخصيا ،حين وصف الأمير تميم بأنه "مستكنيص ومتكيف من عزمى بشارة " ،وحين وجه له اللوم بانه سلم عزمى بشارة جريدة العربى الجديد و"عمله تليفزيون مبيشوفوش إلا هو و5 أصحابه " ،ثم انتقل الى المقارنة بين ميزانية الشرق ووطن ومكملين –بوصفها قنوات اخوانية صريحة تنفق عليها قطر – في مواجهة مجموعة قنوات العربى الجديد التي تنفق عليها قطر أيضا لكنها تتبع جناح أخر وتخدم أغراض قطر ومن بينها الإخوان لكن بدون رفع نفس الشعارات.
ناصر قال نصا وهو أهم ما ورد في الفيديو: "عزمى بشارة كاره لكل قنواتنا الشرق ومكملين ووطن لأن ميزانيتها لا تعادل ميزانية البوفيه والتواليت في قناة العربى " وهو ما فسره محللون بانه الهدف الاساسى من هذه المعركة وهو إبتزاز تميم بن حمد للحصول على مزيد من التمويل والدعم لمجموعة قنوات الاخوان وخوفا من سيطرة جناح عزمى بشارة على منظومة الإعلام القطرى.
أحمد منصور المذيع الاخوانى الذى عمل في قناة الجزيرة لسنوات طويلة عزف على نفس الوتر، حيث كتب عبر تويتر تغريدة حادة للغاية واتهامات التكفير والزندقة قال فيها :" نجح تيار من الزنادقة والملحدين بدعم مباشر من أقرانهم فى التسلل إلى مواقع مؤثرة فى بعض الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية يروجون من خلالها للزندقة على أنها حرية والإلحاد وجهة نظر والتطاول على الدين نقد وسب الصحابة والتابعين قراءة للتاريخ هؤلاء الزنادقة يجب أن نسحقهم بأحذيتنا".
وكتب أيضا أحمد منصور مهاجما بعض العاملين في قناة العربى باعتبارهم كانت لهم مواقف سابقة تهاجم أمير قطر تميم بن حمد ومحرضا على عدم الاستعانة بهم او الانفاق عليهم.
عزمى بشارة في المقابل اكتفى بالرد مقتضبا عبر حسابه في تويتر وبشكل عام، حيث قال: "إذا كان المعارضون منشغلين في تحويل أي خلاف مع حلفاء موضوعيين في الصراع ضد الاستبداد إلى عداوة بلا قواعد، وإذا كانت ترفع الغيرة والحسد فوق السياسة، والخصومة فوق الأخلاق، وإذا كان بديلهم للاستبداد هو "نحن" وليس الديمقراطية، فيا لفرحة الاستبداد بهم. الأمر محزن."