منذ تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وأصابع الاتهام تتجه نحو الحيوانات، خاصة الخفاش، وحيوان آكل النمل الحرشفى، حول انتشار هذا الوباء القاتل الذى تسبب فى إصابة أكثر من 11 مليون شخص، ووفاة نحو نصف مليون إنسان حول العالم، دون التوصل إلى علاج أو مصل للوقاية من المرض.
وترى أغلبية الدراسات التى خرجت عن الفيروس فى الشهور الأخيرة أن الحيوانات كانت ولا تزال هى العائلة المستتر فيها الوباء منذ القدم، وتفشى الأمراض المعدية بين الناس على مدار العصور.
وبحسب كتاب "تحميل كتاب عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور مجانا" لسوزان سكوت وكريستوفر دنكان، جميع الحيوانات تعول طفيليات، وتطورت هذه الطفيليات بِمَعِيَّة عوائلها من الحيوانات على مدار مئات الآلاف من السنوات، وقد رسخت طريقة تمكنها من التعايش معًا، وإن لم يكن تعايشًا متناغمًا كليًّا، فإنها تتعايش دون أن تسبب كثيرًا من الضرر بعضها لبعض، إلا أنه من حين إلى آخر تهرب الفيروسات أو البكتيريا الطفيلية من عوائلها الثديية الطبيعية لتنتقل إلى أنواع أخرى، بما فيها الإنسان، وهكذا تنشأ كثير من الأمراض التى تصيب الإنسان.
ولا تنتقل عادة بعض هذه الأمراض، مثل داء لايم (الذى يكون فيه الحيوان العائل غزالًا) والطاعون الدَّبْلِى (الذى يكون فيه الحيوان العائل حيوانًا قارضًا)، جَراء انتقال العدوى من شخص إلى آخر؛ فانتشارها يعتمد بدرجة كبيرة على الحيوان وليس على الإنسان؛ ومن ثم تكون آليات العدوى أكثر تعقيدًا مما لو كانت فى الأمراض الفيروسية المعدية "ذات آليات العدوى البسيطة" مثل الحصبة أو الجديرى المائى أو الجدري، والطاعون النزفى.
فإن أمراضا فيروسية مثل الإيدز والأنفلونزا وإيبولا، نشأت فى الحيوانات ثم أصابت الإنسان، والأهم من ذلك أنها يمكنها أن "تنتقل مباشرةً من إنسان إلى آخر"، ويطرح ذلك مشكلة أكثر جسامة بحسب المؤلفين؛ فهى فى الغالب تكون مميتة، وحالما ترسخ فى الإنسان، يكون انتشارها محكومًا بنفس العوامل التى تحكم أى مرض معدٍ آخر ينتقل انتقالًا مباشرًا، وفى الحال يصبح منشؤها الحيوانى فى طى النسيان، ويُطلق عليها أمراضًا فيروسية ناشئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة