"الحاجات دى ملهاش لازمة اطلع ارميها على السطح" هذه الكلمة هى الباب الخلفى لتحول أسطح المنازل لمكان مهجور يحتوى على كل كراكيب الساكنين، وهذا المشهد يمكنك أن تراه اذا نظرت من أعلى على أسطح البيوت، ففى شارع رمسيس بمنطقة العباسية أقدم أحياء مصر، الصدفة وحدها هى ما قادت عائلة كاملة إلى تحويل سطح منزلهم إلى جنة من صنع أيديهم، دون الاستعانة بأحد.
عائلة الحاج عبد الغنى المليجى المكونة من أبنائه وزوجاتهم وأحفاده، يوم كسوف الشمس ومع الحظر والاجراءات الاحترازية لأكثر من 3 شهور، صعد الشباب لسطح عمارتهم لمشاهدة هذه الظاهرة الكونية لكن كانت المفاجأة أنهم لم يتحملوا البقاء على السطح أكثر من 10 دقائق رغم أن الجو كان الهواء فيه " يرد الروح"، لكن بسبب ازدحام السطح بالكراكيب المتراكمة لسنوات والتى حوت الكثير من الحشرات والفئران، وهنا انطلقت الفكرة لتنضيف السطح.
وتقول الدكتورة اميرة محمود صحصاح طبيبة كميائية وام لولدين:" أنا زوجة رامى المليجى أحد أبناء العائلة، والذى اختارته أسرته ليكون مسئول الصيانة بالعمارة وبالتالى يحمل معه مفتاح السطح، وكنا مثل الكثيرين الملتزمين بالبقاء فى المنزل بسبب الإجراءات الاحترازية ومراعاة التباعد الاجتماعي لمدة أكثر من ثلاث شهور، دون زيارات عائلية، ونادرا جدا أن نخرج فالنوادي مقفولة، ولايوجد أى مكان الأولاد يلعب ويجروا فيه براحتهم".
تواصل أميرة الحكى: القصة بدأت حين شهد العالم الظاهرة الكونية النادرة الكسوف الحلقى للشمس، وكان الشباب عندنا في العمارة عايزين يطلعوا يبصوا عليها من فوق السطح قعدوا بالضبط خمس دقائق ما اقدروش يوقفوا اكثر من كده، طبعا لأن المكان مهجور، وبعد ما نزلوا قرروا أنهم ينضفوة وطرحت الفكرة إحدى فتيات العائلة".
وحتى تخرج الفكرة لحيز التنفيذ قالت أميرة :" عملنا جروب على الواتساب لكل شباب وبنات ورجال العائلة المقيمين فى المنزل، لطرح الفكرة ولاقت حماس من الجميع وعلى رأسهم الشباب وكل شقة دفعت 300 جنيه وبدأوا التنفيذ".
وتقول أميرة :" الكل شارك وبدأت مهمة تنضيف السطح، ورفع كل القمامة وبواقى البناء والتكسير والطوب المكسر، جمعناها وحارس العقار باعها بمبلغ بسيط استخدمناه فى شراء أدوات النظافة واستمر التنظيف لمدة 3 أيام متواصلة بأيدينا رغم اننا ممكن نجيب حد لكن كانت متعة اللمة والضحك واللعب جمعت الكل وهونت الصعب ".
استطاعت العائلة ان تنظف السطح وتستفيد بكل ماهو موجود من كاوتش واثاث قديم وبلاط لعمل مقاعد من فرد الكاوتش ومصطبة وزرع حتى الأطفال رسموا على اكثر من 20 "فردة كاوتش" حتى بات السطح أجمل من أى ركن فى افخم نادى.
وتستطرد اميرة :"عملنا بجد احلى سطح نفسنا كل أسطح مصر تبقى ملونة ومبهجة وجميلة والناس تتجمع بدل ما احنا قاعدين في البيت ما بنعملش اي حاجه، وطول النهار قاعدين على الموبايلات عشان نرجع لمة العيلة وجمال مصر، احنا عملنا كل كل الحاجات دي بنفسنا من غير اي صنايعية إحنا دكاترة ومهندسين ومديرين وناس شغالة في شركات وبنوك مالتي ناشيونال وبنوك عالميه ومع ذلك ما تكسفناش وعملنا كل الحاجات دي بإيدينا ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة