قالت وكالة رويترز، إنه عندما أصاب الفيروس التاجى الجديد تنزانيا، فى منتصف أبريل دعا الرئيس جون ماجولي إلى صلاة وطنية لمدة 3 أيام لطلب حماية الله من هذه الآفة، بعد ذلك بشهر، ادعى النصر على المرض، حيث جاء اندفاعه إلى إعادة فتح البلاد على الرغم من إنذار منظمة الصحة العالمية، بشأن الافتقار شبه الكامل للمعلومات حول انتشار الفيروس فى البلاد التى يبلغ عدد سكانها 55 مليون نسمة، والتى لديها أحد أضعف أنظمة الرعاية الصحية فى المنطقة.
وقالت وكالة رويترز، يؤثر النقص فى البيانات الموثقة على العديد من الدول الأفريقية، مع إحجام بعض الحكومات عن الاعتراف بالأوبئة، أو تعريض أنظمتها الصحية المتداعية للتدقيق الخارجى، ولا تستطيع الدول الأخرى ببساطة إجراء اختبارات مهمة لأنها تمزقها الفقر والصراع.
ويقول خبراء الصحة العامة إن تبادل المعلومات أمر حيوى لمعالجة الوباء فى أفريقيا، من أجل تخطيط الاستجابة وتعبئة التمويل من الجهات المانحة، كما هو الحال، من المستحيل قياس شدة العدوى في جميع أنحاء القارة.
وبحسب أحدث البيانات التى جمعتها رويترز، فإن أفريقيا التى يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة لديها أكثر من 493 ألف حالة مؤكدة، و11.600ألف وفاة، وبالمقارنة، فإن أمريكا اللاتينية، مع ما يقرب من نصف السكان، لديها 2.9 مليون إصابة و129900 ألف حالة وفاة، موضحة أن الأرقام الرسمية تجعل الأمر يبدو كما لو أن المرض قد تجاوز الكثير من مناطق أفريقيا، لكن الصورة الحقيقية ستكون أسوأ بالتأكيد، مع تحذير سامبا سو المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية، فى 25 مايو من "وباء صامت" محتمل لفيروس كورونا، إذا لم يتم تحديد أولويات الاختبار.
وبحلول 7 يوليو تم إجراء 4200 اختبار لكل مليون شخص فى جميع أنحاء القارة، وفقًا لتحليل رويترز لأرقام من المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، وهى هيئة أنشأها الاتحاد الأفريقى فى عام 2017، ويقارن هذا بمتوسط 7650 فى آسيا و 74255 فى أوروبا.
لم تكشف المقابلات التى أجريت مع عشرات من العاملين فى مجال الصحة والدبلوماسيين والمسئولين المحليين عن ندرة الاختبارات الموثوقة في معظم البلدان فحسب، بل أيضًا عن المدى الذي قطعته بعض الحكومات لمنع ظهور أخبار معدلات الإصابة، حتى لو كان ذلك يعني أنها فاتتهم تمويل المانحين .
وقال ميشيل ياو، رئيس عمليات الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا لرويترز "لا يمكننا مساعدة دولة ضد إرادتها، موضحا أنه فى بعض البلدان، يعقدون اجتماعات ولا يدعوننا، من المفترض أن نكون المستشار الفني الرئيسي، وامتنع ياو عن تحديد البلدان، قائلا إن منظمة الصحة العالمية بحاجة إلى الحفاظ على علاقة عمل مع الحكومات.