أيقونة الأديب الراحل عبد الحكيم قاسم عن الصوفية، والحضرة والإنشاد، رواية "أيام الإنسان السبع" الصادرة عن دار الشروق للنشر عام 1969 والتى تدور فى القرية المصرية فى جانب لم يكتبه أحد من قبل وهو حياة الدراويش، وتصنف كواحدة من أهم الروايات المصرية، وضمن أفضل 100 رواية عربية.
تدور رواية أيام الانسان السبعة حول الطفل عبد العزيز الذى هو محور كل شيء حوله، فى امتداد الدائرة الحياتية التى يتحرك فيها ضمن عائلة قروية، ينتمى عائلها إلى مجموعة صوفية، داخل القرية، أقول لو فعل النقاد ذلك لعرفوا أن الرواية هى من النوع الذى يسميه نقاد الرواية "رواية التكوين" وهى رواية لها مواصفات خاصة توجد فى روايات عالمية شهيرة مثل "التربية العاطفية" للكاتب الفرنسى الشهير فلوبير، وهى رواية تتحدث عن بطل يقع فى الحب للمرة الأولى، متنقلا ما بين عالم الطفولة إلى عالم المراهقة الذى لا ينتهى إلا عند مشارف الرجولة أو اكتمال الشباب.
وعبد الحكيم قاسم من الكتاب الكبار (1934- 1990) يقدمه النقاد باسم "كاتب القرية"، وذلك لأنه أجاد الوصف العميق للحياة داخل الريف المصرى وكيف كان يعيش الفقراء والمتصوفون داخل القرية بناء عن تجارب واقعية عاشها قاسم فى قريته مؤكدين أنه استطاع أن يختار لنفسه ألفاظ خاصة لم يتناولها أحد من كتاب جيله ممن كتبوا عن الريف المصرى، وقال عنه الناقد عبد المنعم تليمة أن قاسم أجاد تصوير حياة المتصوفين داخل القرية لافتا إلى أن الصوفية التى كان يقصدها هى الصوفية الشعبية غير المرتبطة بسنن أو نصوص مقدسة.
بينما يقول عنه الناقد يسرى عبد الله، إن عامل الزمن كان واضحا فى كثير من روايات قاسم وخاصة رواية "أيام الإنسان السبعة" بداية من العنوان مرورا بالفصول التى كان كل منها يحتوى على عامل زمنى وصولا بخاتمتها التى تضمنت الوداع بمعنى رحيل عالم ومجىء عالم آخر.
وأضاف عبد الله، أن قاسم كان لديه وعى حاد بالانحراف عن الصيغ اللغوية التقليدية وقد ظهر ذلك فى تصويره بعض المشاهد التى يستطيع القارئ تخيلها أثناء القراءة.