علقت مجلة فورين بوليسى الأمريكية على الأحداث التى تشهدها لبنان، وقالت أن البلاد بحاجة إلى التحول وليس حكومة وحدة أخرى فاسدة، وحذرت من أن ترك الولايات المتحدة لفرنسا لتتولى القيادة، سيعنى أن الشعب اللبنانى سيحصل على مزيد من الشلل السياسى والإصلاحات التجميلية وسيطرة حزب الله على مؤسسات الدولة.
ورأت المجلة أن انفجار مرفأ بيروت الأسبوع الماضى، الذى قتل على الأقل 160 شخص، أشعل لحظة سياسية مثلما فعلت من قبل لحظة الانفجار الذى أودى بحياة رئيس الوزراء رفيق الحريرى قبل 15 عاما.
ففى هذا الوقت، ومثلما كان الحال من قبل، تحول الحزب سريعا إلى غضب. فى عام 2005، انتفض اللبنانيون الغاضبون للمطالبة بتغيير سياسى جذرى وليس إصلاحات شكلية، وهم ينزلون للشوارع مجددا اليوم. لكن هناك فارقا أساسيا. ففى عام 2005، كان البيت الأبيض مستعدا وقادرا على لعب دور ذكى وفعال فى مساعدة النشطاء المحليين على ترجمة المشاعر الخام إلى انتخابات جديدة وحكومة جديدة. لكن اليوم، تاخذ واشنطن مقعدا خلفيا أمام الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون النشط لكنه متناقض، وهو ترتيب لن ينتج عنه بالتأكيد التغيير الذى يتوق إليه معظم اللبنانيين، على حد قول الصحيفة.
وتذهب فورين بوليسى إلى القول بأن الفرنسيون يضغطون من أجل المصالحة بين جميع الأطراف، مع نوع من حكومة الوحدة الوطنية التى من شأنها فقط الحفاظ على الوضع الراهن، وتقديم كبش فداء مثل حكومة حسان دياب التى استقالت جماعيا أمس لتهدئة الشارع. ومع ذلك، يحتاج اللبنانيون إلى حل أكثر جذرية. فلن تؤدى استقالة الحكومة إلى تغيير النظام، طالما حافظت النخب السياسية نفسها على سلطتها وسيطرتها على المؤسسات الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة