تغييرات كبري تسبب فيها وباء كورونا منذ اتساع دائرة انتشاره عالمياً قبل ما يزيد على 7 أشهر، فما بين إغلاقات صارمة، وما تبع ذلك من انهيارات اقتصادية طالت شركات ومؤسسات ودول، بدأت ظاهرة العمل من المنزل في التزايد والانتشار، وكان للصحفيين والإعلاميين نصيباً من تلك التجربة التي يراها كثيرون ناجحة وتوفر الجهد والوقت طالما توافرت التقنيات التكنولوجية، فيما يراها آخرون تفتقد لتواصل مهم بين فريق العمل الذي بات يفقد روح غرف الأخبار.
وفى تقرير لها ، قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن العمل من المنزل أصبح هو "الطبيعي الجديد"، وهو ما ألقي بظلاله على آلية تنفيذ مهام عدة وأعمال مختلفة، ومن بينها الصحافة والإعلام.
وأشارت الشبكة في تقريرها إلى أن الصحفيين باتوا يفتقدون مكاتبهم وغرف الأخبار في أحيان كثيرة، إلا أن بعضهم وجد أن الإيقاع الجديد أفضل من المتوقع وأثبت فاعلية لا تقل كفاءتها عن العمل من غرف الأخبار الحقيقية.
وقررت شركة Tribune (TPCO) للنشر توفير المال من خلال التخلي عن غرفة الأخبار في نيويورك وألينتاون بولاية بنسلفانيا وأنابوليس بولاية ماريلاند وأورلاندو بولاية فلوريدا، مثلها مثل ناشرون آخرون فعلوا الشيء نفسه أو يفكرون فيه ومن المتوقع أن تقلل شبكات التليفزيون وأنواع أخرى من الشركات الإعلامية مقارها في الوضع الطبيعي الجديد بعد الوباء.
وصفت لي ستيفاني سيجافوس من صحيفة مورنينج كول في شرق بنسلفانيا إن إعلان تريبيون كان بمثابة "ضربة قوية".
وأضافت زميلتها جينيفر أن الأمر "مدمر" ، قائلة: "العمل في المنزل صعب لكننا فعلناه لنكون آمنين لكن هذا ليس ما يريده أي منا.. تسمح غرفة الأخبار للمراسلين بتبادل الأفكار ولا يمكنك الحصول على أي من هذا العمل في المنزل على طاولة مطبخك".
ومن بين الصحف التي تأثرت بقرار تريبيون، نيويورك ديلي نيوز، حيث كتب مارك تريسي من نيويورك تايمز: "لم تعد هناك غرفة تحرير في إحدى الصحف الشعبية التي اشتهرت في يوم من الأيام بغرفة التحرير في المدينة الكبيرة .. الصحافة لا يجب أن تتم بمعزل عن الآخرين.. ستضيع الأشياء غير الملموسة مثل الضوضاء في غرفة الأخبار والشعور بالمكان".
ووفقا للتقرير فإن صحف مثل هيرالد ليدر لديها الكثير من المساحة غير المستخدمة بسبب التخفيضات لكن قرارات خفض التكاليف هذه محبطة لموظفي غرفة الأخبار المنهكين بالفعل.
ودفع وباء كورونا الصحفيين إلى الخروج من العاصمة ومدينة نيويورك، وقال نائب رئيس مجلة ميديوم "لا أحب شيئًا أكثر من الجلوس في غرفة مع مبدعين للتوصل لأفكار القصة الصحفية.. أحصل على الكثير من الطاقة من خلال ذلك ونحن نفعل ذلك على Zoom وعلى الهاتف. أنا بصراحة افتقد الأجواء في غرف الاخبار "
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة