جمهور، لا يدخر جهدا فى مساندة ودعم ناديه، من تشجيع ومؤازرة بالمال والحناجر ويذهب مع الأهلى فى كل مكان يلعب فيه، ويسعد ويبتهج فى حالة الفوز، ويحزن ويتألم، عند الهزيمة، ويُعلى من شأن الكيان فى الحالتين، فى انتماء وتفانى غريب.
ولاعبون يبحثون عن الملايين، ويلقون باسم القلعة الحمراء، والفانلة، على الأرض، ويخلو من قاموس مفرداتهم ولغتهم، كلمات "انتماء" و "تضحية".. بل ويتنكرون لجميل نادى صنع نجوميتهم وفتح خزائنه ليمنحهم المال، أى يقدم لهم الحسنيين، المال والشهرة.
وجدنا النادى الأهلى يفتح خزائنه ليعيد رمضان صبحى للحياة فى الملاعب من جديد، و"يجلى" عنه الصدأ الذى أصابه على "دكك" الملاعب الإنجليزية، وتحمله حتى عاد بريقه، وانضم لصفوف المنتخب الأوليمبى وظهر بمستوى جيد، وساهم مع زملائه فى الفوز بالبطولة الإفريقية والصعود للإولمبياد المزمع إقامتها في اليابان.
وملأ رمضان صبحى الدنيا ضجيجا، بتصريحات الانتماء للقلعة الحمراء، وأنه لن يلعب في مصر إلا للأهلى، صاحب الجماهيرية الواسعة، وصدقت إدارة النادى الأهلى "كالعادة" وعود اللاعب، فتعاملت مع الملف باعتباره مضمونا، وأن التجديد مع رمضان صبحى، مجرد مسألة وقت فقط، وأن العقبة تتمثل في المفاوضات مع نادى هيدرسفيلد الذى يغالى في طلباته المالية بما يفوق قدرات خزائن الأهلى على الإيفاء بها.
ووسط هذه التصريحات الجوفاء لرمضان صبحى، بأن الأهلى هو بيته وبيت عائلته الجديدة إكرامى الكبير وإكرامى الصغير، تكشفت الحقائق، وإنها مجرد مسكنات ومراهم مخدرة لجماهير وإدارة الأهلى، لأن الرهان على فشل الإدارة في انتزاع موافقة هيدرسفيلد، كان هدف رمضان، ليتحجج بها عند انتقاله لبيراميدز أو الزمالك، لكن نجاح إدارة الأهلى في انتزاع موافقة النادى الإنجليزى، وضع رمضان صبحى في موقف صعب، ودمر كل مخططاته، القائمة على أن انتقاله لبيراميدز اضطراريا لفشل إدارة الأهلى في التفاوض مع هيدرسفيلد..!!
وهنا يجب التأكيد على أن هناك مخططات لعرقلة الأهلى، وهو أمر ليس مزعجا، فكل المنافسين لابد أن يعملوا على عرقلة خصومهم، فما البال بمنافس اسمه الأهلى يستحوذ على القاعدة الجماهيرية الأكبر محليا وعربيا وإفريقيا، وينتزع البطولات، انتزاعا، وهو أمر يمكن التعاطى معه باعتبار أن لكل ناجح منافسين وخصوما، لكن غير المقبول أن يتحول أبناء النادى الأهلى إلى خصوم ومعاول هدم لفريقهم الذى صنع نجوميتهم ومنحهم الشهرة والمال، وهو أمر غريب، ويندرج تحت خانة الخيانة الكروية.
شريف إكرامى ووالده، وحسام عاشور، وأحمد فتحى ومن قبلهم مجدى عبدالغنى ومصطفى يونس، وغيرهم من أبناء الأهلى، صاروا معاول هدم لناديهم، إما بحثا عن مغانم، أو انتقاما من محمود الخطيب على وجه الخصوص، ومجلس إدارته، بشكل عام، وهو أمر جديد وغريب على مبادئ وقيم القلعة الحمراء، التي تتمسك بها منذ تأسيسها عام 1907.
لكن يبقى في الأخير حقيقة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، أن محمود الخطيب، ومجلس إدارته، خسروا معظم من ساندهم ودعمهم في الانتخابات، والذين يتمتعون بتأثير وسمعة جيدة، وارتموا في أحضان شخصيات أساءت للأهلى ومجلس الإدارة أيما إساءة، وأن تأثيرهم "صفر".. بجانب تعامل الخطيب ومجلسه في العديد من الملفات المهمة، بطريقة روتينية وبطيئة للغاية، لا تواكب أدوات العصر، وسرعته المخيفة، وتغير الكثير من المفاهيم، فلم يعد الولاء للفانلة ولونها أمرا جوهريا، وأن الولاء للمال فقط، بجانب ظهور لاعبين جدد على الساحة الكروية في مصر، تمتلك القدرة والمال على تغيير الخريطة برمتها، لذلك فإن الخطيب ومجلسه مطلوب منهم التعاطى مع أدوات العصر، والاستعانة بكفاءات قادرة على حمل الملفات الحيوية وإنجازها.
الأحداث الأخيرة كشفت أن الجمهور فقط هو المنتمى للنادى، ويحزن لحزنه ويفرح لفرحه ويبذل كل غال ونفيس من أجل أن يحافظ الأهلى على مكانته، بينما رمضان صبحى وحسام عاشور وأحمد فتحى وشريف إكرامى، وغيرهم يبحثون عن المال فقط، ومجلس يبحث عن تسطير مجد شخصى..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة