على غرار ما يفعله الأتراك الآن من سرقة للآثارو التراث القديم فى سوريا والعراق، إضافة إلى ليبيا، بمساعدة الإرهابيين وعلى رأسهم "داعش" كان أجدادهم العثمانيون ما إن يدخلوا بلدا حتى يسرقوه وينهبوه، وينقلون آثاره النفيسة وتراثه إلى عاصمتهم، كما كانت البلدان العربية خاصة مصر والمملكة العربية السعودية، أكثر من عانى من شر العثمانيين الذين أهانوا المقدسات، وسرقوا بدم بارد مقتنيات النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وآل بيته، وذلك من أجل تزيين بيوتهم، ومساجدهم فى تركيا.
ورغم ما يحاول الأتراك تصويره بأن الدولة العثمانية كانت دولة خلافة إسلامية، لكن التاريخ ملىء بالحكايات التى تؤكد "تدنى" تلك الدولة الغازية، التى لم تكتف فقط بسفك الدماء، وقتل الأبرياء من المسلمين وغيرهم، لكن أيضا وصلت إلى حد السرقة والسطو حتى على المقدسات الدينية، ومن أبرز سرقات العثمانيين:
قطع من الحجر الأسود
نشرت الوكالة التركية الرسمية على موقعها العام الماضى، مؤكدة أن مسجد جامع صوقوللو محمد باشا فى إسطنبول، والمشيد منذ قرابة 5 قرون، يضم 4 قطع من الحجر الأسود.
يحتضن جامع صوقوللو محمد باشا في إسطنبول 4 قطع من الحجر الأسود
وأضاف تقرير الأناضول: "كان المعمار سنان، فى ذروة مشواره المهنى عند إتمامه بناء جامع صوقوللو محمد باشا عام 1571، حيث بناه تزامنا مع جامع السليمية؛ لأنه يعتبر ذروة العمارة العثمانية".
وتفيد الروايات بأن "السلطان العثمانى سليمان القانونى، جلب القطع المذكورة التى انفصلت عن الحجر الأسود إلى إسطنبول، وأن المعمار سنان قام بتثبيت 4 منها فى جامع صوقوللو محمد باشا، وتوجد القطع المذكورة وسط أحجار الرخام فى مدخل الجامع وفوق المحراب، وعلى مدخل المنبر وتحت قبة المنبر، فى الجامع المذكور، ومحاطة بإطار مطلي".
صور لقطع الحجر الأسود التي سرقها الأتراك
الحجرة النبوية
وفى الأول من فبراير من العام الجارى، كشفت "إندبندت عربية" عن وثائق بريطانية يعود تاريخها لـ 97 عاماً، تكشف نهب الدولة التركية لمقتنيات من حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتكشف الوثائق البريطانية ما قامت به الدولة التركية إبان الحرب العالمية الأولى، عندما أرسلت الدولة العثمانية فخرى باشا للمدينة المنورة بحجة حماية المقدسات بها.
مقتنيات من الحجرة الشريفة
ونقلت محتويات من الحجرة النبوية المقدسة، على متن قطار متوجه من الحجاز إلى اسطنبول، عام 1917، وأكدت "إندبندت عربية" فى تقرير أنه بناءً على أوامر فخرى باشا لجنوده تم نقل أعلى وأثمن محتويات الحجرة النبوية من ذهب، وقناديل ومصاحف.
رخام قلعة صلاح الدين
فى أثناء المداهمات على مصر كان سليم الأول يستدير إلى قلعة الجبل التاريخية لنهبها، فوفقًا لابن إياس، عمد السلطان العثمانى إلى فك الرخام من قاعات القلعة لنقله معه إلى العاصمة العثمانية إسطنبول، يقول ابن إياس فى أحداث شهر ربيع الأول سنة 923 هـ: "وفى هذا الشهر وقع أن ابن عثمان شره فى فك الرخام الذى بالقلعة، فى قاعة البيسرية والدهيشة وقاعة البحرة والقصر الكبير وغير ذلك من أماكن بالقلعة، وفك العواميد السماقى التى كانت فى الإيوان الكبير، وقيل إنه كان يقصد أن ينشئ له مدرسة فى إسطنبول مثل مدرسة السلطان الغوري، فلا تقبل الله منه ذلك".
الأتراك نهبوا رخام قلعة صلاح الدين
وانتقلت حمى سرقة الرخام من القلعة إلى بيوت المماليك المزينة بالرخام البديع.
يقول ابن إياس: "ثم صار يحيى بن نكار يركب ويأخذ معه جماعة من المرخمين يهجمون قاعات الناس ويأخذون ما فيها من الرخام السماقى و الزرزورى والملون، فأخربوا عدة قاعات، من أوقاف المسلمين وبيوت الأمراء قاطبة، حتى القاعات التى فى بولاق، وقاعة الشهابى أحمد ناظر الجيش ابن ناظر الخاص التى على بركة الرطلي، وغير ذلك من قاعات المباشرين والتجار وأبناء الناس وغير ذلك".
خيمة المولد النبوى
خيمة المولد النبوى الشريف من تلك التحف المجهولة بالنسبة للسلطان العثماني، يقول ابن إياس: "وفى يوم الجمعة 11 ربيع الأول كانت ليلة المولد النبوي، فلم يشعر به أحد من الناس، وبطل ما كان يعمل فى ليلة المولد من اجتماع القضاء الأربعة والأمراء بالحوش السلطاني.. وأشيع أن ابن عثمان لما طلع إلى القلعة وعرض الواصل التى بها فرأى خيمة المولد فأباعها للمغاربة بـ 400 دينار، فقطعوها قطعا وباعوها للناس ستائر وسفر".
سليم الأول نهب خيمة المولد النبوى
يصف المؤرخ المصرى تلك الخيمة بقوله: "وكانت هذه الخيمة من جملة عجائب الدنيا، لم تر مثلها فى الدنيا قط، قيل أن مصروفها على الأشرف قايتباى 30 ألف دينار، وقيل أكثر من ذلك، وكان بها تجمل لما تنصب يوم المولد الشريف، وكانت كهيئة القاعة لها قبة بقمريات والكل من قماش، وكان فيها تقاصيص غريبة، وصنايع عجيبة، لم يعمل الآن مثلها أبدا، فكانت إذا نصبت أيام المولد يحضرون بجماعة من النواتية نحو من 500 إنسان حتى ينصبونها فى الحوش السلطاني. وكانت من جملة شعائر المملكة فبيعت بأبخس الأثمان، ولم يعرف ابن عثمان قيمتها، وفقدتها الملوك من بعده ، فحصل منه الضرر الشامل، وهذا من جملة مساوئه التى فعلها بمصر".
سرقة مقتنيات المساجد المصرية
ما أن دخل الجيش العثمانى مصر، حتى قام بسرقة ونهب مصر، ولم تسلم حتى المساجد من السرقات، ومنها فرش مسجد السيدة نفيسة ومقامها، وفرش مسجد السيدة زينب، والجامع الأزهر، ومسجد ابن طولون، وذكر ابن إياس أن "الترك لم يتركوا شيئًا للناس، مضيفًا بأن جنود سليم العثمانى مع دخول، ذهبوا إلى مسجد السيدة نفسية فنهبوا الفَرش وداسوا على قبرها، ونهبوا قناديل المسجد وسرقوا ما فيه من الفضة والشموع، وفعلوا مثل هذا السَلب فى مسجد الإمام الشافعى والإمام الليث بن سعد، وخلعوا الرحام والبلاط من القلعة والمدرسة المؤيدية"، ومن الجرائم التى ارتكبها العثمانيون أيضا اقتحام الأزهر الشريف ومسجد ابن طولون وجامع الحاكم، وإحراق جامع شيخو، كما أنهم خربوا ضريح السيدة نفسية وداسوا على قبرها.
العثمانيون سرقوا مسجد السيدة نفسية وأهانوا قبرها الشريف