أنفقنا 120 مليون جنيه على الأعمال الخيرية..و"كورونا" حمستنا لدعم العمالة اليومية
ونصيحتي للشباب: ابعدوا عن التقليد الأعمى للآخرين..والنجاح لا يأتي في ضربة واحدة
جـــمال السادات
يتميز الكيميائي بالدقة والصبر، فالدقة عنصر أساسي لضبط معايير المعادلة الكيميائية والصبر مفتاح نجاحها، ولذا يمتاز أغلب الكيميائيين بهما ومنهم المهندس جمال السادات رئيس مجلس إدارة شركة اتصالات مصر، وخريج قسم الكيمياء بجامعة القاهرة، والذي يمتلك بجانب هاتين الصفتين إرثاً كبيراً من والده الرئيس الراحل محمد أنور السادات وهو ليس ميراثا ماليا، ولكنه ميراث ضخم من الحنكة والفراسة والتواضع جعلته الاختيار الأول لأكبر شركة اتصالات عربية لقيادة فرعها بمصر منذ دخوله السوق المحلية وحتى الآن.
وفي ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي والمحلي بالتبعية من أكبر أزمة مالية واجهتها البشرية جراء جائحة فيروس كورونا المستجد، أجرينا حواراً مع جمال السادات، واحداً من أبرز قامات الاقتصاد المصري للحديث عن الأزمة وتداعياتها الاقتصادية، كما تناول الحوار آخر تطورات قطاع الاتصالات في مصر، وجهود شركة اتصالات في مجال المسئولية المجتمعية لحماية الطبقات الفقيرة من تداعيات الجائحة، وإلى نص الحوار:
س – بدايةً يرى محللون أن قطاع الاتصالات ضمن القطاعات المستفيدة من جائحة كورونا هل هذا صحيح وكيف أثرت تداعيات الأزمة على الشركة؟
ج- وفقاً لما نراه فإن قطاع الاتصالات لم يعد ينفصل عن كافة القطاعات الاقتصادية المتأثرة، وبطبيعة الحال تأثر القطاع بشكل كبير نتيجة ما تمر به البلاد والعالم أجمع من تداعيات فيروس كورونا، ومن المتوقع أن يتسبب في تراجع في إيرادات الشركات نتيجة الأزمة الحالية، خاصة وأن الإيرادات انخفضت في مارس وإبريل ومايو، وذلك نتيجة خفض إنفاق العملاء الذين تأثروا بالأزمة وفقدان كثير من العاملين وظائفهم وبالتالي فإن الإنفاق على الاتصالات قد يكون في مرتبة متأخرة من الأولويات.
جمال السادات
كما أن توقف قطاع السياحة وقطاعات أخرى خدمية أثرت بشكل كبير على عائدات الشركات في الفترة الأخيرة، فيكفي أن نحسب كم الفنادق والمطاعم المقاهي والمدارس وحافلات نقل الطلاب وكل القطاعات التي توقفت وأثر توقفها بشكل مباشر على قطاع الاتصالات، إضافة إلى توقف عائد خدمات التجوال الدولي، والتجوال المحلي للسائحين، لذلك مع تأثر هذه القطاعات وتوقفها نتوقع انخفاضاً في الإيرادات، وهو ما يتوقف على طول مدة الأزمة من عدمها.
س- ما الذي يميز مناخ الاستثمار حالياً في مصر وبحكم علاقاتك المتعددة كيف يرى المستثمرون الأجانب الاقتصاد المصري؟
ج- مصر تمتلك الكثير من المقومات الجاذبة للاستثمار والمستثمرين، وذلك لوجود استقرار حقيقي، وتشريعات وقوانين استثمار متميزة، ودعم الاعتماد على منظومة التحول الرقمي، وسهولة تحويل الأرباح للخارج، خاصة وأن عملية الإصلاح الاقتصادي وضمان المستثمرين أموالهم في مصر دفع الكثير منهم إلى إعادة استثمار الأرباح مرة أخرى كاستثمارات إضافية دون وجود أي مخاوف وهي دلالة على ثقتهم في المناخ الاستثماري في مصر، كما أن هناك تطور وتحسن ملحوظ على مستوى الشفافية الخاصة بالقرارات الحكومية، وأرى أن ذلك سيدعم فرص جذب استثمارات خارجية جديدة بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة.
جمال السادات
س- هل قطاع الاتصالات في مصر يعيش أفضل أوقاته وما هي المعوقات تواجه القطاع؟
ج- يشهد قطاع الاتصالات في مصر تطوراً كبيراً بمشاركة كافة المشغلين وبدعم وزارة الاتصالات وفي المقدمة الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وفريق عمله، والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات. وقد تكون أزمة كورونا أثرت على القطاع بشكل مؤقت ولكنني مؤمن بأن ذلك التأثير سيختفي قريباً وستعود الأمور أفضل مما كانت عليه في السابق، وذلك من خلال خطة عمل ممنهجة تهدف إلى تعويض ما تم تأثره بفترة الحظر الشامل مع تنمية وتطوير قاعدة البنية الأساسية لكافة الشبكات مع تقديم عدة حلول ابتكارية لتطوير تكنولوجيا الاتصالات في مصر حتى نكون دائماً عند حسن ثقة العميل.
س- هل أنت راضٍ عن أداء شركة اتصالات منذ دخولها مصر؟ وما الذي كنت تتمنى تحقيقه؟
ج- منذ البداية، حرصنا على أن نسطر قصة نجاح كتب حروفها جميع العاملين في شركة اتصالات مصر منذ اليوم الأول لدخول السوق المصري ومازالوا يسطرون نجاحات كل يوم بالرغم من التحديات التي تزداد يوماً بعد يوم إلا أننا وصلنا إلى موقع الريادة، لقد نجحنا في أن نكتب تاريخاً جديداً لقطاع الاتصالات المصري بما نقدمه من تكنولوجيا جديدة ومتفوقة تساهم في خلق حالة من التواصل والتفاعل بين جميع أفراد المجتمع المصري، فنحن نستهدف كل يوم تقريب المسافات بين أفراد العائلة الواحدة لنشعر بالقيمة الكبرى لاتصالات مصر التي جمعت الشمل وقربت البعيد.
جمال السادات
س- ما هو هدفك لشركة اتصالات مصر وما الذي تخطط لتنفيذه خلال الفترة المقبلة؟
ج- يعتبر السوق المصري واحد من أهم أسواق المنطقة، خاصة وأنه يشهد حالة من التنافس والتنوع الذي يعتمد على الابتكار والمعرفة، إضافة إلى أن السوق المصري سوقاً واعداً وفريداً في خصائصه الاستثمارية. وانطلاقاً من ريادتنا في السوق المصري، نؤمن بأن الشركات الناجحة في أي صناعة هي التي تسعي دائماً لوضع العميل كأولى أولوياتها، وهذا هو ما نعمل عليه حتى تظل ثقة العملاء المكتسبة دافعاً لنا بأن نكون دائماً مشغل الاتصالات المفضل لهم.. ونخطط لتحقيق المزيد من النجاحات والعمل على إتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية لتعزيز التنمية الاقتصادية للمساهمة بشكل فعال في تحقيق التنمية الشاملة للدولة.
س- مجموعة اتصالات تعمل في 16 سوقاً حول العالم .. ما الذي يميز السوق المصري، وما هي أبرز تحدياته؟
ج- السوق المصري يتميز بكون غالبيته من الشباب، وهو ما يدفعنا للعمل على تطوير خدماتنا بصورة مستمرة وابتكار خدمات جديدة تواكب وتحقق تطلعات عملائنا هذا بالإضافة إلى كون السوق المصري من الاقتصاديات الواعدة نتيجة الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الدولة مؤخراً، والتي أثرت بشكل إيجابي على جميع الصناعات ومن ضمنها صناعة الاتصالات والتي تأثرت بشكل إيجابي عن طريق احتضانها للعديد من المبادرات التي قادتها الوزارة بمساعدة شركات الاتصالات ومن ضمنها بالطبع شركة اتصالات التي تسعى دائما لتقديم الأفضل لعملائها.
وقد كان لتلك التغييرات أثر كبير على قطاع التطوير العقاري الذي أدرك أهمية وجود شريك كاتصالات مصر على سبيل المثال لتقديم الحلول الذكية المتطورة لتلك المشاريع العمرانية الجديدة لضمان أفضل الخدمات للمواطن، أما عن أبرز التحديات التي واجهناها فنحن نحاول بمساعدة أجهزة الدولة المختلفة أن نتغلب على أي عوائق تواجهنا في بنية الاتصالات التحية حتى نتمكن من تقديم خدماتنا بأفضل صورة.
س- هل يمكن لمجموعة اتصالات أن تتقدم بطلب لشراء حصة فودافون مصر؟
ج- هذا الأمر يختص به المسئولين في مجموعة اتصالات، ومن المعروف والطبيعي أنه إذا قررت المجموعة للتقدم لشراء شركة معينة أو حصة منها يتم ذلك بعد دراسات كثيرة، ومستفيضة، وشاملة.. مما لا شك فيه ان مجموعة اتصالات قادرة على اتخاذ أفضل القرارات التي تخص نمو الشركة، حيث كانت المجموعة هي شركة الاتصالات الأكبر في الشرق الأوسط لعام 2019 وفق تقرير فوربس الشرق الأوسط مما يعبر عن مدى قوة المجموعة ونجاح سياساتها التشغيلية في 16 دولة.
أثناء تكريمه باحتفالية bt100
س- هل ترغب الشركة في طرح حصة من أسهمها بالبورصة المصرية خلال الفترة المقبلة؟
ج- قرار طرح حصة من أسهم الشركة بالبورصة مرهون بقرار المساهمين بالجمعية العمومية لشركة اتصالات مصر.
س- ما هو حجم إنفاق شركة اتصالات مصر على قطاع المسئولية المجتمعية سنوياً، وكم تم الإنفاق على هذا القطاع منذ بداية عمل الشركة في مصر؟
ج- تم رصد 20 مليون جنيه لتنفيذ مشروعات تنموية ومجتمعية خلال العام الحالي، ليبلغ إجمالي إنفاق «اتصالات مصر» على قطاع المسئولية المجتمعية محلياً 120 مليون جنيه حتى نهاية 2020.
س- كيف تحدد اتصالات مصر المشروعات الأولى بالرعاية؟
ج- قمنا بإنشاء مؤسسة اتصالات لتنمية ورعاية المجتمع لتكون ذراع الخدمة المجتمعية والذراع التنموي لشركة اتصالات مصر، وهي تعمل بشكل مؤسسي مدروس على إيجاد حلول للتحديات التي تواجه الدولة، وفي مقدمتها حل المشاكل الصحية وتنمية القطاع الصحي في مصر، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمواجهة التحديات في قطاع الصحة ورفع درجة الوعي المجتمعي وبناء القدرات والتدريب لدى المواطنين.
ومؤسسة اتصالات تسترشد بأهداف التنمية المستدامة، الهدف الـ 3 والهدف الـ 17 وتتبع منهجية الشراكة بين القطاع الخاص والعام والمجتمع المدني، حيث يتمحور مفهوم الهدف الثالث للتنمية مستدامة حول دعم القطاع الصحي ليحقق التغطية الصحية الشاملة، بما في ذلك الحماية من المخاطر المالية، وإمكانية الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية الجيدة وإمكانية حصول الجميع على الأدوية واللقاحات الجيّدة والفعالة والميسورة التكلفة مع دعم البحث والتطوير في مجال اللقاحات والأدوية للأمراض المعدية وغير المعدية التي تتعرض لها البلدان النامية في المقام الأول، وتوفير إمكانية الحصول على الأدوية واللقاحات الأساسية بأسعار معقولة، أما الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة الذي يهدف إلى "إحياء الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة."
تكريم جمال السادات باحتفالية bt100
ويتطلب خطة ناجحة للتنمية المستدامة وإقامة شراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وهذه الشراكات الشاملة القائمة على المبادئ والقيم، والرؤية المشتركة، والأهداف المشتركة التي تضع الناس والكوكب في المركز، هي حاجة إلى المستوى العالمي والإقليمي والوطني والمحلي.
ومن منطلق هذه المبادئ فقد قمنا بالتعاون مع وزارات ومؤسسات كبيرة على قدر عالي من ثقة والمصداقية تم اختيار تلك المؤسسات بناءً على مجموعة من المتطلبات التي تتماشى مع رؤيتنا وأهدافنا، وهم شركائنا في النجاح.
س- وما هي أهم الإنجازات التي حققتها اتصالات مصر ومؤسسة اتصالات في هذه المشروعات؟
ج- قد تم تنفيذ المشروعات التنموية ومبادرات المسئولية المجتمعية وعددها 48 مشروع دعمنا نحو مليون مستفيد على مدار 12 عام.
استطاعت مؤسسة اتصالات مصر لتنمية ورعاية المجتمع تقديم مجموعة من المبادرات جاءت توافقا مع استراتيجية المؤسسة والتي تعمل على دعم قطاع الصحة كأحد الركائز الرئيسية في تنمية المجتمع. تضمنت تلك المبادرات المئات من القوافل الطبية في عدة محافظات مصرية ومستشفى الخير العائم لرعاية الأطفال والأمهات بمحافظات الصعيد وطورنا أيضا قسم الأطفال بمستشفى أم المصريين وشاركنا في مبادرة تحالف شركات القطاع الخاص ورجال الأعمال لمواجهة آثار فيروس كورونا لدعم المستشفيات وجيش مصر الأبيض، والذي زود الأطباء بالمعدات الطبية وتوفير أجهزة التنفس الصناعي لـ 300 وحدة طوارئ بالمستشفيات العامة و1000 وحدة للرعاية الصحية و50 مستشفى بالحجر الصحي وتحت رعاية وزارة الصحة والسكان المصرية ووزارة التضامن الاجتماعي وفرنا الإنترنت المجاني لمستشفيات العزل الصحي.
س- ما هي خطط المسئولية المجتمعية الجديدة خلال الفترة المقبلة، وهل أثرت كورونا على هذه الخطط؟
ج- اتصالات مصر مستمرة في تقديم كافة وسائل الدعم والمساهمة في تنمية وتطوير المجتمع المصري، وقد منحتنا أزمة كورونا الحماس والفرصة الأكبر لإثبات قدرتنا في مجال المسئولية المجتمعية، فاشتركت اتصالات مصر بالعديد من المبادرات سواء بدعم المواطنين المتضررين من أزمة كورونا من العمالة اليومية وكذلك دعم أطباء مصر والمستشفيات بالأجهزة والمعدات الطبية بالإضافة إلى توفير الانترنت المجاني لمستشفيات العزل الصحي والتبرعات وتوزيع آلاف حقائب الوقاية.
كما قامت شركة اتصالات بأطلاق حملة أقوى كارت في شهر رمضان عن طريق الفنان أحمد حلمي، حيث تضمنت المبادرة تخصيص مبلغ 2 جنيه مقابل كل شحنة رصيد يقوم بها كل عميل عن طريق استخدام كارت الخير لإعادة الشحن، وقامت اتصالات بدعم 100 ألف من الأسر الأكثر احتياجاً عن طريق توزيع كراتين تحتوي على مواد غذائية متنوعة على المحافظات الاكثر احتياجاً والتي تشمل سوهاج، وأسيوط، والغربية، والمنوفية، والجيزة، والقاهرة لتوفير الغذاء المناسب والكافي لأسرهم طوال شهر رمضان المبارك عن طريق بنك الطعام المصري، بجانب شراء المستلزمات الطبية اللازمة لوحدات العناية المركزة بمستشفيات الحجر الصحي عن طريق بنك الشفاء المصري، حيث قامت اتصالات بالتبرع بـ80 جهاز ومعدة طبية من أجل تخفيف اّلام المرضى وحماية الأطباء وأطقم التمريض من مخاطر فيروس كورونا.
لم يكتفي فريق العمل بمبادرة كارت الخير، حيث عملنا على مبادرة ثانية عبارة عن برنامج للتبرع لـ8 مؤسسات خيرية عن طريق تطبيق اتصالات كاش ليعكس التكاتف والتعاون بين المجتمع الأهلي والمؤسسات الاقتصادية وكافة فئات المجتمع للخروج من هذه الأزمة بسلام.
س - ما هي أهمية وجود قسم مخصص للمسؤولية المجتمعية في الشركات وكيف ينعكس على العلامة التجارية؟
ج- التطور الكبير الذي شهده مفهوم المسؤولية المجتمعية وتحوله من مجرد عمل خيري فردي إلى مبادرات وشراكات عالمية كبري، جعلها تعد أحد أهم عوامل تقييم جودة الشركات، حيث ظهر معياراً دولياً لتقييم أداء الشركات في مجال المسؤولية المجتمعية وهو أيزو 25000، فقد عبرت الأمم المتحدة عن اهتمامها بالأمر من خلال أهداف التنمية المستدامة الـ 17، كما حرصت مصر على إيضاح ذلك في استراتيجية 2030، إضافة إلى دور المسئولية المجتمعية التسويقي الذي يمكن من خلاله للشركة خلق صورة وتأثير إيجابي في المجتمع ورسم صورة إيجابية للعلامة التجارية، وهو ما يعني أن المسؤولية المجتمعية للشركات يجب أن تكون نشاطا أو وظيفة دائمة وليست مجرد أنشطة ومبادرات موسمية، ويجب أن يتم التخطيط لها بشكل استراتيجي طويل المدى كالأنشطة الرئيسية للشركة.
كل ذلك ساهم بقوة في ضرورة وجود إدارة كاملة ومستقلة للمسئولية المجتمعية وهو ما قمنا به في اتصالات مصر حيث حرصنا على أن يكون لدينا إدارة خاصة للمسؤولية المجتمعية تقوم بعدة اداور أولها تحديد احتياجات المجتمع وبالتالي التوجه نحو المبادرات التي تلبي هذه الاحتياجات، ثم التنسيق مع الجهات المختلفة سواء كانت حكومية أو منظمات المجتمع المدني، أو غيرها من الأطراف المعنية، ثم الاستفادة من وسائل الاعلام التقليدية والحديثة في توعية المواطنين بمفاهيم التنمية وأهداف الاستدامة، وتعزيز دور المواطن في التنمية وغرز قيم المحاسبة والمسائلة والمسئولية، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابياً على المجتمع.
س- هل سيكون لقسم المسؤولية المجتمعية في الشركات دور أكبر مع منظمات المجتمع المدني خاصة بعد فيروس كورونا؟ وكيف سيؤثر ذلك على المجتمع؟
ج- يجب التأكيد على أن أي شركة تعمل داخل أي مجتمع فإنها تعد جزء من هذا المجتمع، هذا ما نؤمن به في مجموعة اتصالات، لذلك فأننا نحرص على تطبيق استراتيجية محددة لتطبيق مبادئ المسؤولية المجتمعية تقوم على مشاركة المجتمع في كل المناسبات والتفاعل مع كافة الأحداث، لذا كنا من أوائل الشركات التي ساهمت بفاعلية في التخفيف من أثار جائحة كورونا على كافة الأصعدة الصحية والبيئية والاقتصادية ...الخ، ومع الإقرار بأن جائحة كورونا أحدثت تغييراً كبيراً في حياة العالم أجمع بكل الأشكال والأنماط وهو ما أظهر الحاجة إلى ضرورة إيجاد صيغ مبتكرة للتعامل مع الازمات المجتمعية وبالتالي فإن قيام الشركات بتفعيل دورها في المسؤولية المجتمعية لم يعد اختيارياً بل أصبح شبه إجبارياً لجميع الشركات ذات النشاط العالمي، وصار لزاماً على كل شركة أن تقوم بدورها الفعال في إحداث تأثير إيجابي من خلال أنشطتها الموجهة للبيئة والمستهلكين والموظفين والمجتمعات وكافة الفئات الاخرى في المجال العام الذين يمكن أيضاً اعتبارهم من أصحاب المصلحة.
ونؤمن في اتصالات مصر بأنه يجب على الشركات ضرورة الارتقاء بالمسؤولية الاجتماعية كعمل إنمائي مدروس ومنتظم يترك تأثيرات مستدامة ويدعم خطط التنمية الاجتماعية الاقتصادية للبلدان، بالتعاون مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والاستفادة من خبراتها، كما ظهرت الحاجة إلى ضرورة وجود مبادرات مبتكرة تتواكب من التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم لتحقيق أكبر استفادة ممكنة للمجتمع والافراد، ومنها ضرورة العمل على تكريس مفاهيم التحول الرقمي، سواء في الاقتصاد أو التعليم أو حتى الجانب الصحي، مع تمكين الشباب والمرأة، هو الأمر الذي ظهرت الحاجة إليه خلال الأزمة، وهو ما قمنا به بالفعل في اتصالات مصر، حرصاً على أن ينعكس كل ذلك إيجابياً على قدرة المجتمع في التعامل مع الازمات المحتملة، ومواصلة جهوده نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
س- نريد الانتقال لبعض الأسئلة الشخصية، ما الذي تعلمته من الوالد الرئيس الراحل محمد أنور السادات؟، وهل أثر كونك نجله على حياتك العملية؟
ج- والدي الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يتمتع بعدد من الصفات مثل الصبر، الفراسة، بعد النظر، بر الوالدين، وبر أشقائه وأقاربه حتى لحظة استشهاده، وكان ينظر لأشقائه على أنهم أبنائه، كما كان يتمتع بالحنكة السياسية والصفات القيادية، والتسامح، فضلًا عن أن إيمانه المطلق بربه، وحب القراءة واللغات.
وقد كان دائم النصح لنا جميعا فيما يخص معاملة الناس وأن من أهم الأمور التي تُكسب الشخص علاقات واسعة وأصدقاء يكنُّون له كل الحب والاحترام، البشاشة والابتسامة الدائمة والخلق الحسن.
س-نظراً للتجارب العملية الضخمة التي خضتها، ما هي أفضل نصيحة تقدمها للشباب؟، وما هي الأخطاء التي تتمنى ألا يقعوا فيها؟
ج- أقول لهم أن النجاح لا يأتي في ضربة واحدة، بل هو وليد إنجازات تراكمية، تتخللها غالباً عشرات والإخفاقات العملية والنفسية والمالية، ولذلك يجب على الشباب أن يتحصنوا بالدافع أي الرغبة القوية في النجاح، والبعد عن التقليد الأعمى للآخرين، والتعلم من أخطاء الأخرين، وعدم اليأس، وإعطاء الوقت والاهتمام لمشروعاتهم حتى يحققوا النجاح ويشعروا بلذته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة