"مجموعات التقوية بديل للدروس الخصوصية"، بهذا العنوان القصير بدأت محافظة كفر الشيخ خطة غريبة عجيبة تعتمد على تأسيس فصول تقوية ومجموعات مدرسية، خلال فترة الصيف، على الرغم من أن فيروس كورونا مازالت بيننا يلهو ويلعب، وقد يتحول إلى موجة قاتلة من الشتاء المقبل وفق تحذيرات الأطباء والمتخصصين، ووزارة الصحة نفسها.
المثير فى القصة أن وزارة التربية والتعليم لم تحدد حتى الآن تفاصيل العام الدراسى الجديد وعدد الأيام التى يذهب فيها الطالب إلى المدرسة، فالأمر مازال متروكا لما قد تسفر عنه الفترة المقبلة، من حيث انتشار الفيروس، وقدرة الدولة على الصمود والمواجهة، بالإضافة إلى وعى المواطن، الذى يعتبر أساس فى انتشار العدوى أو السيطرة عليها، إلا أن المسئولين عن التعليم فى كفر الشيخ لا يعرفون كل ما سبق، ليتنبهوا فجأة لمشكلة الدروس الخصوصية، التى يعانى منها المجتمع منذ أكثر من 30 عاما مضت، ويتصورون أنهم يقدمون خدمة جليلة للمجتمع، ومصباحا سحريا، فى حين أن ما يتجهون لإقراره كارثة بكل المقاييس.
لا أعرف من بدأ الترويج لفكرة الدروس الصيفية، أو استغلال الإجازة للمذاكرة، خاصة فى المرحلة الثانوية، بالطبع هذه من وجهة نظرى فكرة "متخلفة"، فالإجازة الصيفية مهمة جدا للطالب لاستعادة نشاطه مرة أخرى، وممارسة الأنشطة المحببة إليه، والقراءة بمفهومها الشامل، والعمل الصيفى، لتلبية احتياجاته ومعاونة أسرته وقد كنا نعمل صيفا ونساعد أولياء أمورنا كنوع من الدعم والمساندة وتحمل المسئولية تجاه الأسرة، وهكذا يتم تنشئة شباب قادر على مواجهة تحديات الحياة وقادر على تحقيق ذاته في المستقبل القريب.
فكرة المجموعات المدرسية فى فترة الإجازة الصيفية خاطئة تماما، ولن تحارب الدروس الخصوصية، وستكون لها أبعاد سلبية عديدة، أولها المساهمة فى انتشار فيروس كورونا بصورة أو بأخرى، بالإضافة إلى أنها تؤثر على المزاج العام للطالب الذى سيشعر آخر العام أنه غير قادر على مواصلة المذاكرة ويشعر بالملل من مراجعة واستذكار الدروس، بالإضافة إلى أنها لن تقض على ظاهرة الدروس الخصوصية، فهذه المجموعات نسمع عنها من عشرات السنين، دون أن تقدم شيئا أو تنهى ظاهرة الدروس، التى هى بالأساس نتاج النظام التعليمى القديم، القائم على الحفظ والاسترجاع، دون تطوير مهارة الطالب.
يجب أن تبادر وزارة التربية والتعليم، لوقف المهزلة التى تحدث فى كفر الشيخ، برعاية مديرية التعليم والمحافظة، دون الرجوع إلى مجلس الوزراء، ولجنة مكافحة كورونا التى تضع المحاذير والضوابط الخاصة بكل ما يتعلق بالدراسة وشروطها خلال الفترة المقبلة، فالأمر ليس متروكا لاجتهادات الأفراد، بل يخضع لمعايير مؤسسية صارمة وقواعد يجب أن يتم الاتفاق عليها، فالحفاظ على حياة التلاميذ والطلاب فرض عين ومسئولية على عاتقنا جميعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة