نحو ما يزيد عن 11 منصة إعلامية أسستها قطر خلال الفترة ما بعد سقوط نظام مرسى فى مصر بخلاف قناة الجزيرة، حيث انتهجت سياسة تأسيس مواقع إخبارية غير تقليدية تجتذب قطاعات من الشباب، بالإضافة إلى تدشين مراكز بحثية وهمية تنشر دراسات عن الداخل المصرى تعتمد على قليل من الحقيقة وكثير من الأكاذيب مثل الجزيرة توك ونون بوست.
فى ضوء الرصد الإعلامى فإن الدوحة موّلت مركز بروكينجز للدراسات لنشر أبحاث عن الأوضاع داخل مصر، ويبدو أنها محايدة ومن جهة غير معادية لمصر، لكن حقيقة الأمر أنها تستهدف إشاعة أكاذيب عن مصر، ويضاف إليها مركز ميدل إيست أى الذى يدار بواسطة الإخوان ومجموعة أخرى من المواقع الإخبارية.
من ناحيته، يؤكد الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن استخدام الأدوات الدعائية لتحقيق أهداف سياسية أمر معروف منذ سنوات وليس جديدا، وتحقيق هذه الأهداف يرتبط بالكثافة والفاعلية والواضح أن الأذرع الإعلامية القطرية موجهة لهدف معين ولصالح جبهة بعينها.
وأكد أبو طالب أن دراسة النماذج الأكثر انتشارا وتداولا يتضح أن الهدف هو توجيه سهام النقد ضد النظام المصرى، وترويج نغمة أنه مسئول عن إجهاض أول تجربة ديمقراطية فى مصر من خلال إطلاق الشائعات وإعادة تفسير الأحداث وجذب عناصر لديها انتقادات للأوضاع.
ولفت أبو طالب إلى أن المراكز البحثية التابعة للإخوان تتبع سياسة خبيثة للغاية وهى أنهم يقومون عادة بنشر دراسات تبدو موضوعية ومستقاة من مصادر رسمية مصرية لكن بصياغات تحمل درجة عالية من الخبث، مطالبا بضرورة تنشيط المراكز العلمية المصرية وإعادة تداول إنتاجها على نطاق واسع.
بينما قال محمد حامد، الباحث فى العلاقات الدولية، إن الإخوان حصلوا على ميزانية مفتوحة من القطريين لإنشاء عدد من المواقع والصحف والقنوات الإعلامية والمراكز البحثية بهدف استهداف الدولة المصرية عن طريق أدوات عدة، أولها السيطرة على محرك البحث جوجل فى مصر أو تويتر، وكذلك التريندات بشكل عام، هذه الاستراتيجية القطرية التى بدأت منذ 2014 بعد أن بدا واضحا أن جماعة الإخوان ستتحول إلى مجرد ظاهرة صوتية إلكترونية.
وأكد حامد أن الدوحة أفرغت كثيرا من محافظها المالية فى جعبة جماعة الإخوان بهدف استهداف النظام المصرى ماليا، خاصة أن الجزيرة لم تعد لديها القدرة بمفردها، حيث لجأت قطر إلى التمويل غير المباشر وأن تكون المنصة الإخبارية الجزيرة ناقل الأخبار من مواقع إخوانية وأخبار ناقدة للنظام السياسى المصرى، وهذه استراتيجية إعلامية تديرها المخابرات التركية دون مواربة.
وأكد هشام النجار، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن هناك إنفاقا هائلا على هذه الأذرع بهدف محاولة تخدير قطاعات داخل الدول العربية المستهدفة بالغزو التركى القطرى وجذب قطاعات جديدة لهذا المشروع الإخوانى من خلال الترويج لمعلومات وتحليلات ورؤى مغلوطة وزائفة.
وأكد النجار أن القوى الراعية والداعمة لهذا المشروع تجد ضرورة استمرار النشاط الإعلامى والصحفى والفكرى كتعويض معنوى عن النزيف السياسى لهذا التيار، بعد أن فقد حضوره السياسى فى مجمل المنطقة العربية سواء فى مصر أو السودان وهو يعانى فى كل من تونس وليبيا.
وأوضح النجار أنهم يرون أن الحضور فى الفضاء الإعلامى والصحفى تعويضا عن الفشل السياسى والميدانى، لاحتواء أولا من تعطلوا من قيادات الإخوان بعد فقدان أى دور على الأرض للقيام بأدوار تخديرية فى فضاء الإعلام، وأيضا بغرض رفع معنويات المحبطين من عناصر الإخوان.