زيارة مهمة يجريها رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل بدء حوار استراتيجى بين بغداد وواشنطن خلال الفترة الراهنة، حيث وصل مصطفى الكاظمي مع الوفد المرافق إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في زيارة ستشهد سلسلة لقاءات ستركز على الجانب الاقتصادي، وسيجتمع الكاظمي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس فى لقاءات سيعقدها مع عدد كبير من كبريات الشركات والمؤسسات الاقتصادية حول إعمار العراق.
وفى هذا السياق قال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إن العراق لن يلعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، ولن يكون ساعى بريد، وذلك خلال زيارة للولايات المتحدة الأمريكية.
وسيعقد الكاظمي خلال زيارته محادثات مع كبار المسؤولين الأمريكيين، تتضمّن بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون المشترك في مجالات عديدة، في مقدمتها الأمن والاقتصاد والصحة، وغيرها من القطاعات.
يأتي هذا فيما كشف مصدر حكومي عراقي، أن الكاظمي سيطلب منحا مالية من الولايات المتحدة خلال زيارته إلى واشنطن، موضحا أن الكاظمي سيطلب منحا مالية تتعلق بالملف الإنساني العراقي، خاصة ما يتعلق بملفي النازحين وفيروس كورونا.
ووفقا لموقع روسيا اليوم، يسعى مصطفى الكاظمي إلى استثمار الرغبة الأمريكية في تعزيز العلاقة مع العراق وطلب المنح منها وطلب مساعدتها أيضا في الحصول على منح أخرى من المجتمع الدولي.
ووفقا لموقع العربية، يقول مسؤولون في الوفد إنه سيتم توقيع عقود مع كبرى الشركات على مستوى الغاز والنفط والكهرباء، بحضور الوزراء المختصين.
وقبل تلك الزيارة التقى مصطفى الكاظمى بقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني إسماعيل قاآني ، حيث أبلغ الأخير قاآني بعدم رضاه عن علاقات إيران مع الميليشيات العراقية، وقال الكاظمي لقاآني إن علاقات العراق الخارجية شأن داخلي عراقي ولن يقبل لأي دولة بالتدخل بعلاقة العراق مع الولايات المتحدة.
وتابع رئيس وزراء العراق أن العلاقة بين بغداد وطهران يجب أن تكون دولة مقابل دولة وليس دولة مقابل ميليشيات، فيما تواصل الميليشيات الموالية لإيران استهداف معسكرات عراقية تضم جنودا أمريكيين والمنطقة الخضراء في تحد مباشر للحكومة الجديدة التي يترأسها مصطفى الكاظمي ومحاولة للضغط باتجاه سحب القوات الأمريكية من العراق، وتلك الفصائل وفي مقدمتها كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق أعلن قادتها استمرار مهاجمة أهداف أمريكية ثأرا لمقتل قاسم سليماني وأبو مهدي الذين قضوا في غارة أمريكية.
وكثفت الميليشيات الموالية لإيران من هجماتها الصاروخية على مواقع أمريكية كما واصلت عمليات الخطف والقتل ضد ناشطين بعد تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة الجديدة في محاولة لإفشال مهامه التي باتت تقوض سيطرة الميليشيات والأحزاب المتنفذة على مقدرات العراق، بينما استنفر الكاظمي القوات الأمنية والعسكرية في ملاحقة ومراقبة مواقع للميليشيات تطلق من خلالها صواريخ ضد مؤسسات حكومية ومعسكرات عراقية، أسفرت عن إلقاء القبض على عناصر تابعة لميليشيات حزب الله العراقي أفرج عنهم القضاء مؤخرا بحجة عدم كفاية الأدلة.
ومع تصاعد حدة الخلافات بين الميليشيات الموالية لإيران والكاظمي يواصل الأخير جهود استعادة هيبة الدولة وبسط نفوذها على مؤسساتها الحكومية للحد من هيمنة الميليشيات كما يسعى الرجل لتأسيس علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة من خلال حوار مشترك سيعززه لقاء الكاظمي مع دونالد ترامب في واشنطن.