مازالت أصداء رحلة الخير التى قضاها الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابة، على مدار 50 عامًا فى مهنة الطب لعلاج المرضى الفقراء مجانًا، تتوالى بعد وفاته، فالرجل الذى رحل دون أن يخلف لعائلته أرصدة فى البنوك، ترك لهم ولنفسه الاسم والذكرى الطيبة فى قلوب الملايين داخل مصر وخارجها، فلا يذكر اسمه إلا ويترحم الناس عليه الذين عرفوه عن قرب ومن لم يعرفوه، بسبب عمله فى معالجة فقراء قريته دون مقابل.
وفى موقف إنسانى يعكس مدى الترابط بين الشعوب العربية، وبقاء عمل الخير لصحابه، تكفل رجل إماراتى، ببناء مصلى ووقف باسم طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، فى شارع خليفة، بالإمارات العربية المتحدة، حيث نشر الرجل مقطع فيديو ظهر فيه ويحيط به أطفال عائلته، ليعلن عن تخصيص قطعة أرض لتصبح مصلى ووقف باسم الدكتور المصرى الراحل.
وقال الرجل الإماراتى فى مقطع الفيديو الذى انتشر بكثافة عبر منصات التواصل الاجتماعى، "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. روينا هذه الأشجار وزرعناها وسوينا مصلى وأطلقنا عليه مصلى طبيب الغلابة.. اللهم اجعلها صدقة عنه وعن والديه وعن المسلمين الأحياء والأموات.. وهذا على شارع الشيخ خليفة.. وبتكون اللوحة هذه موجودة وبتظل ذكرى".
وأضاف: "حقيقة الرجل احنا ما عرفناه إلا بعد وفاته بأيام، وبغينا نسوى المبادرة هذه تقديرًا للرجل هذا والأعمال اللى قام بها جزاه الله خير.. ونتمنى أن يتحلى الجميع بالشىء هذا، لأن فعلًا الرجل رجل عظيم ما شاء الله عليه وسوى المستحيل جزاه الله خير وغفر الله له ولوالديه".
ويشار إلى أن الدكتور محمد مشالى المعروف بـ"طبيب الغلابة"، كان قد توفى جراء هبوط مفاجئ فى الدورة الدموية عن عمر ناهز 76 عاما، وظلّ الطبيب محمد مشالي، لسنوات طويلة يخصص قيمة كشفه الطبى فى عيادته بحيث لا تزيد عن 5 جنيهات، وكثيرا ما كان يرفض تقاضى قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل ويشترى لهم العلاج فى كثير من الأحيان، حتى ذاع صيته بأنه "طبيب الغلابة".
والدكتور مشالى من مواليد محافظة البحيرة عام 1944 لأب يعمل مدرسا، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية، واستقر مع أسرته هناك، وتخرج مشالى من كلية الطب قصر العينى فى القاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص فى الأمراض الباطنية وأمراض الأطفال والحميات، ليعمل فى عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة فى محافظات مختلفة، قبل أن يفتتح عيادته الخاصة فى طنطا سنة 1975.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة