أكرم القصاص - علا الشافعي

السيد شحتة

حزب أعداء الكمامة

الأحد، 02 أغسطس 2020 11:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نظرات تحمل قدرا كبيرا من الاستغراب الممزوج بالاستهجان فى أحيان كثيرة يتبعها سؤال استنكارى "هو لسه في حد بيلبس كمامة" يكشف عن التنمر الذى يتعرض به الكثير من الملتزمين بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا من قبل البعض ممن توهموا أن المعركة قد حسمت، وأنه يجب على الجميع أن يهجروا الإجراءات الاحترازية إلى غير رجعة في تهاون واضح بكل ما نادت به الجهات الرسمية المختصة وفى المقدمة منها وزارة الصحة والتي شددت على أن سيف الحذر يجب أن يبقى مسلطا في وجه الوباء، خاصة أنه لم يتم حتى اللحظة طرح لقاح أو عقار يمتلك القدرة على مواجهته أو القضاء عليه.

لماذا يصر البعض على قلب الحقائق والمعايير وتحويل الصواب إلى خطأ والخطأ إلى صواب، وبأى منطق يمكن أن تتحول سلوكيات الملتزمين باللوائح والقوانين والتعليمات الرسمية إلى مادة للسخرية سواء فيما يتصل بمواجهة كورونا أو غيره.

أحسب أن الأمر في حاجة إلى دراسة متأنية تكشف عن السر في حالة اللامبالاة وتكبير الدماغ التي تهيمن على تصرفات البعض من أبناء شعبنا رغم حملات التوعية الواسعة المدى التي تقوم بها أجهزة الدولة المختلفة منذ اللحظة الأولى التي تم الإعلان فيها عن ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا على أرض مصر.

وإذا كان غياب الوعى يدفع البعض إلى التهاون في الالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية المختلفة، فإنه لا يوجد على الإطلاق ما يبرر السخرية والهمز واللمز الذى يتعرض له بعض المواطنين من الملتزمين بارتداء الكمامة خاصة في الأماكن العامة.

الكمامة لا يجب أن تصبح رمزا للسخرية أو الاستهزاء، فهى من وجهة نظرى تعبير واضح عن درجة كبيرة من الوعى والنضج الذى يفرض فيه الشخص على نفسه قدرا كبيرا من التضييق في سبيل أن يحمى نفسه ومجتمعه من خطر يتهدد حياة الجميع.

أكتب هذه الكلمات بعد أن وصلت إلى مسامعى أكثر من شكوى نساء فضليات ورجال أفاضل يشكو فيها الجميع من التنمر بالكلمات والنظرات لمجرد أنهم مازالوا حريصين حتى اللحظة على ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعى، لمواجهة فيروس كورونا حتى تحين لحظة رحيله للأبد عن أرض المحروسة والعالم أجمع.

أبسط مبادئ الحرية الشخصية تفرض علينا جميعا أن نحترم أراء وأفكار الآخرين، كما تمنع أى شكل من أشكال السخرية منهم أو الاستهزاء بهم بسبب اللبس أو اللون أو الشكل، وفى حالة ارتداء الكمامة فأظن أن الأمر يتطلب منا قدرا أكبر من التقدير والامتنان لذلك الشخص الذى قرر أن يفرض على نفسه قيدا ما من أجل أن يحميها ويحمينا من خطر الإصابة بمرض يسببه فيروس مازال محيرا وغير مفهوم حتى اللحظة.

من الحماقة أن يدفن البعض رؤوسهم في الرمال وأن يسعوا إلى تجاهل حقيقة ما معتقدين أنهم بهذا التصرف يدفعون عن أنفسهم الضر، فالمؤكد حتى اللحظة أن الفيروس وإن تراجعت معدلات الإصابة به في مصر فإنه لا يزال موجودا، وأن الخطر حتى اللحظة لا يزال قائما، وهو ما يفترض ما أن يعض الجميع على الإجراءات الاحترازية بالنواجز حتى يرحل الفيروس عن ديارنا إلى غير رجعة.

ولك عزيزى المتنمر بمن يرتدون الكمامة ويا من لا تدخر مناسبة دون أن تسخر منهم سواء بكلمة أو بنظرة أو بإيمائة أو بتعبير أقول لك اتقى الله في نفسك وفى عشيرتك الأقربين الذين تمثل بتهاونك خطرا على نفسك وعليهم، كما أدعوك بأن تعمل عقلك ولو للحظة لتفكر في قبح ما جنت يداك، ولا يدفعنك استصعاب الحق أن تنكره على أهله وأن تسعى بشكل مباشر أو غير مباشر لهز ثقة واحترام الناس لهم، وكن على نفسك بصيرا وادفعها أن تحترم أهل الخير إذا لم يكن بها طاقة أن تكون مثلهم.

حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة