من السادسة صباحا وحتى السادسة مساء رحلة عمل متواصلة تقوم بها نوراء يحيى من الشرقية، سعيا فى طريق الرزق الحلال من أجل تربية طفليها، وتستخدم فى رحلتها حمارا لجر عربة خشب تبيع عليها "الأيس كريم" بالقرى فى محافظة الشرقية، رحلة عمل يوميا تقوم بها سيدة من الشرقية، بعد انفصالها عن زوجها لتوفير لقمة العيش بالحلال لها وطفليها التؤام، وهى التى تنازلت بإرادتها عن كل حقوقها لزوجها بعد إصابتها بشبه ارتجاج بالمخ نتيجة ضربة تلقتها بشدة على رأسها.
وسردت السيدة قصتها لـ" اليوم السابع" قائلة: اسمى نورا يحيى عبد الحميد 24 سنة من قرية شرقية مباشر مركز الإبراهيمية بالشرقية، تزوجت فى سن صغير من شاب مقيم بمنطقة الغجر بندر الإبراهيمية ولم نوفق سويا وانفصلت عنه وتنازلت له عن كل شئ، فلم أتقاضى نفقة شهرية ولا معاش من التضامن الاجتماعي، وخرجت من منزله بطفلى التؤأم "محمد ومها"
وعن قصتها مع بيع "الآيس كريم" قالت: بعد الانفصال بثلاثة سنوات، بدأت أبحث عن عمل أعيش منه بالحلال والإنفاق على طفلي بدل ما أمد يدي للناس، والدي لديه عربة بحمار يجوب بها القرى المجاورة لبيع الآيس كريم، ففكرت فى ممارسة نفس الشئ لسابق معرفتى به، واستعرت من سيدة بالقرية مبلغا ماليا واشتريت حمارا بـ 1000 جنيه، وعربة خشب وضعت عليها أسمي نجلي " محمد ومها" فهما ثروتي الحقيقة فى الحياة.
وتستكمل نورا يحى: بدأت أجوب القرى والعزب المجاورة، والحمد لله مع مرور الوقت أصبح لى زبون وخاصة الأطفال بمجرد سمعاهم صوت زمارة استخدمها أثناء البيع، يتوافدون عليها، للشراء وببيع بسكوتة الايس كريم بـ 2 جنيه وجنيه ونصف.
واستطردت نورا: يومى يبدأ من السادسة صباحا وينتهي فى السادسة مساء، آخذ سندوتشات وزجاجة مياه إلى جانب الطفلين، وأجوب على الحمار القرى والعزب المجاورة لبيع الايس كريم، وربنا يرزقنى يوم 30 جنيه أو 40 والحمد لله عايشة، وساعات أحرم نفسي من الأكل لكى أوفر قيمة إيجار الشقة.
وأردفت: فى بداية نزولى القرى بالعربة بالحمار كنت أتعرض لمضايقات بسيطة بالطرق لكن بعض الأهالى كانوا يعرفون والدي جيدا، وبدأت الأمور تتغير ونظرة الناس لى اختلفت بعد أن عرفوا ظروفى الأسرية وسعيى بالحلال لتربية الطفلين، وخاصة أننى ليس لدى دخل ثابت من أي مكان ولا نفقة ولا حتى معاش من التضامن الاجتماعي، رغم معاناتى من شبه ارتجاج فى المخ، وأعالج عن طبيب من ديرب نجم وأحتاج علاجا شهريا، فضلا عن معاناة نجلى"محمد" من ضيق فى التنفس ويحتاج أيضا علاجا شهريا.
وأكملت"نورا"، قائلة: تعلمت سواقة التروسيكل منذ فترة وحاولت شراء واحد بالقسط لكن لما عرفت أن سعره 19 ألف جنيه، تراجعت لكونه مبلغ كبير ودخلى كله يوميا من 30 إلى 40 جنيه، لم أستطع تدبير المبلغ حتى بالقسط لكونى مقترضة من سيدة بالقرية مبلغا لشراء الحمار وكل فترة أدفع لها جزء من المبلغ والحمد لله أوشكت على سداده.
وعن أحلامها قالت: ”كل اللى بتمناه من ربنا شقة لو غرفة واحدة بحمام أتستر فيها بالطفلين أو شراء تروسكيل هيساعد معايا فى عملية البيع، خاصة أنى بصطحب الطفلين معايا خوفا عليهما من اللهو فى الشارع ولكي يكونا تحت عينيا".