إنهم أصحاب إرادة وإصرار اختاروا أن يقضوا حياتهم مثلهم مثل البشر الطبيعيين، خلقهم الله مصابين بإعاقة فى إحدى حواسهم، وقد تكون أغلب حواسهم مصابة، لكن هذا لم يعيقهم من الوصول إلى أحلامهم وتحقيق النجاح، فإن أخذ الله منهم شيئًا فقد أعطاهم ما هو أهم ليساعدهم فى إحراز أهدافهم وليثبتوا لنا جميعا أن النجاح حليفهم تحدوا إعاقتهم.
فالإعاقة ليست إعاقة الجسد بل إعاقة الفكر الروح، وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز العقبات ويحقق النجاح مهما كبلت جسده القيود، يقدم "اليوم السابع" فى هذا التقرير قصة تفوق وكفاح الطالبة" يارا نبيل" الحاصلة على المركز الأول بكلية تجارة جامعة الزقازيق، بمجموع 1046 بنسبة 96.85%.
إلتقى "اليوم السابع"، الطالبة المتفوقة، التى سردت لنا قصتها قائلة، " التفوق قبل ما يكون شطارة وإجتهاد منى هو فى الأول توفيق من الله، أنه أكرمنى بقدر من التركيز والتحصيل العلمى، فضلا عن تشجيع أسرتي ووقوفهم بجوارى، وإصرارهم على إتمام دراستى، وأنا الابنة الكبرى لأسرتى ولدي شقيقان، وتوفى والدى منذ 10 سنوات عندما كنت طالبة بالصف الثانى الإعدادى.
وقالت " يارا" ل" اليوم السابع"، إنها تقيم بقرية كفر بدران، مركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية، وفى بداية حياتها كانت طبيعية تمشي وتجري مثل باقى الأطفال إلى أن بدأت حركتها تقل فى سن الحادية عشر من عمرها، وبالفحص الطبي تبين معاناتها من مرض وراثي نتج عنه ضمور فى العضلات ظهر بالتدريج، وتسبب لها فى شلل كلى، وهذه إرادة الله، وشقيقها الأصغر يعانى من نفس المرض، وأسرتها جابت بهما كل المستشفيات بالجمهورية لكن هذا المرض ليس له علاج، لكنها لم تر أن حياتها كانت صعبة بفضل الدعم المعنوي الذي قدمته لها أسرتها.
وأردفت" يارا"، أنها حصلت على المركز الأول فى الشهادة الابتدائية وكانت متفوقة فى الإعدادية والتحقت بالثانوية العامة، وكانت تتمنى أن تلتحق بقسم علمى رياضة، ولإرتباطها الشديد بصديقات لها التحقت بشعبة علمى علوم، بعد رفض صديقاتها الإلتحاق بعلمى رياضة، وحصلت على مجموع كبير فى الثانوية العامة، ورفضت كليات القمة لظروفها الخاصة، وقررت الالتحاق بكلية التجارة جامعة الزقازيق، وعانت فى السنة الأولى لعدم وجود صديقات لها بالكلية لكن فى العام الثانى كونت صداقات عديدة وتعرفت على زميلات قدمن لها كل الدعم المعنوي.
وإستطردت الطىالبة المتفوقة، وجدت شغف كبير وفرحة بالإلتحاق بكلية التجارة بإقناع، وبالرغم من إحباط العديد لى بأنها كلية مرهقة وعدد الطلاب بها كثيف وسوف تمثل عبء كبير، ونصحونى بالالتحاق بكليات التربية أو الأداب، لكنى صممت على الإلتحاق بالتجارة، وكنت بحضر جميع المحاضرات، دون أخذ دروس أو كورسات، وإعتمادي الكلى كان على المحاضرات فقط، ولم أتغيب يوما عن محاضرة، وبعد حصولى علىى المركز الأول على الكلية بالفرقة الثانية، بدأ العديد من الطلاب يتحدثون معي عن الطريقة التى أذكر بها، موضحة أن والدتها صاحبة الفضل الأكبر فى تفوقها فكانت تساعدها فى الذهاب إلى الكلية، وتمكنت من الحصول على تقدير إمتياز على مدار الأربعة سنوات، وأنها وجدت دعم كبير من إدارة الكلية ومن زملائها فضلا عن الدور الكبير لوالدتها فى رحلتها التى توجت بتفوقها وحصولها على المركز الأول على مستوى الكلية.
وعن طموحها، قالت،" أن أحلامها تنحصر فى تعينيها معيدة بالكلية، وتعد رسالة الماجستير والدكتواره، ومن هوايتها القراءة والأشغال اليدوية".
فيما قال الدكتور" هلال عفيفي" عميد كلية التجارة جامعة الزقازيق، إن الطالبة "يارا نبيل" حصلت على تقدير امتياز، ومثال يحتذى به، لحصولها على المركز الأول على مستوى الكلية، وخاصة بعد حصر درجات الطلاب، ومن المقرر تعيينها معيدة بالكلية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة