تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الجمعة، بذكرى نياحة - وفاة - الأرشيدياكون– رئيس شمامسة - حبيب جرجس، الذى ولدعام 1876 وتوفى 21 أغسطس 1951، عن عمر يناهز 75عاما، وقد اعترف المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بقداسة الأرشيدياكون ، فى جلسته بتاريخ 20 يونيو2013 ومنحه لقب "قديس" وذلك بعد وفاته بـ 62عاما.
الارشيدياكون حبيب جرجس
والأرشيدياكون حبيب جرجس، هو مؤسس "مدارس الأحد" فى مصر عام 1918 لتعليم الأطفال تعاليم المسيحية، وخدمت الملايين منهم على مدار عقود متتالية، كما أنه المؤسس للكلية الإكليريكية فى العصر الحاضر، فى ٢٩ نوفمبر ١٨٩٣ والتحق بها، وصار الواعظ الأول ومدرس اللاهوت بها، وتسلم نظارتها سنة ١٩١٨ حتى وفاته سنة ١٩٥١.
الأرشدياكون حبيب جرجس توفى في 21 أغسطس 1951، وهو سليل عائلة قبطية مشهورة في بلدة "أولاد إلياس" بمركز صدفا في محافظة أسيوط، ومن أبناء هذه الأسرة الآن آباء كهنة ورهبان وعلماء في القاهرة وبلدة أولاد إلياس وغيرها.
تأسيس الكلية الإكليريكية
وعاش حبيب جرجس، في فترة مظلمة لم يكن فيها وعاظ، ولا أساتذه للاهوت، وكان حبيب جرجس أول طالب التحق بالاكليريكية الحديثة سنة 1893، ولم يكن بها مدرس للدين، وفى غيرة عميقة شعر حبيب جرجس أن الاكليريكية هي مسئوليته فبدأ يدرس زملاءه وهو طالب.
وكان مبنى الاكليريكية وقتذاك لا يصلح، فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته أن يبنى لها مبنى، فبدأ يدعو لهذا الأمر، ويطوف البلاد يجمع تبرعات، حتى اشترى أرض مهمشة الواسعة وبنى مبنى الدراسة، ومبنى الداخلية، ومبنى معهد العرفاء، واسس المكتبة، وبنى كنيسة العذراء التي كانت كنيسة لطلبة الاكليريكية في أيامه، قبل أن تفتح للشعب.
البابا كيرلس الخامس والارشيدياكون حبيب جرجس
وتخرج "حبيب جرجس" ليتولى التدريس في الاكليريكية، وكان يقوم بتدريس اللاهوت والوعظ، ويضع، ويضع الكتب الروحية، ووضع كتاب "أسرار الكنيسة السبعة"، وكتاب "الصخرة الأرثوذكسية"، وكتاب ما رمرقس الرسول.
تأسيس مدارس الأحد
أسس حبيب جرجس مدارس الأحد سنه 1900م وكان تأسيسة لمدارس الأحد هو العمود الرئيسى التى قامت عليها نهضة الكنيسة القبطية فى القرن العشرين والواحد وعشرين.
ولم تكن هناك في تلك الأيام مدارس للتربية الكنسية، فشعر حبيب أنها مسئوليته أن يهتم بإنشاء مدارس الأحد، وشجع الكثيرين على المساهمة في هذا المجال، وبكل حماس أخذ التعليم الدينى يشق طريقه إلى الأطفال وإلى القرى، وصار هناك آلاف من المدرسين، وكان حبيب جرجس هو نائب رئيس اللجنة العليا لمدارس الأحد أما رئيساً في أيامه فكان البابا يؤنس التاسع عشر، ولم تكن هناك مناهج لتعليم الدين في المدارس، فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته الخاصة أن يضع كتباً منهجية لكل مراحل التعليم.
لذلك قام بوضع سلسلتين إحداهما (المبادئ المسيحية) والثانية (الكنز الأنفس)، ولم يترك التعليم الدينى معوزاً شيئاً من المعلومات، بل طبع أيضاً الصور اللازمة، وأصدر مجلة (الكرمة) التي استمرت 17 عاماً كمدرسة متنقلة من بيت إلى بيت، على مستوى رفيع، وهي أول مجلة قدمت لنا ترجمة أقوال الآباء القديسين.
أثناء ارتدائه تونيه الشمامسه
جمع حبيب جرجس الأموال من مصادر كثيرة منها أنه أقنع عجوزا من جيرانه اسمها خرستا جرجس فأوقفت 6 أفدنه للاكليريكيه و 3 أفدنه للجمعية الخيرية، كما قام بشراء اشترى نحو 365 فدانا بالمنيا للاكليريكيه وقام أيضاً بشراء المنازل المحيطة بها حتى أصبحت المساحة 5399 مترا مربعا، وهكذا استطاع البابا كيرلس الخامس أن يبنى ويفتح الاكليريكيه يوم 29 \11\1893 م (وهو في نفس العام الذي رجع من منفاه في دير البراموس) وتقدم حبيب جرجس وطلب أن يكون طالبا في الكلية فوافق البابا، والتحق حبيب جرجس في أول دفعه. وقد قام الأقباط إنشاءالمدارس القبطية والكلية الاكليريكيه قبل أن تنشأ الحكومة المدارس العامة أو تنشئ أول جامعة أهلية مصرية بخمسه عشر عاما لان أول جامعة أهلية مصرية أنشات عام 1908 م.
صورة أثناء الشباب
أهم مؤلَّفات الأرشيدياكون حبيب جرجس
أصدر أكثر من ثلاثين كتابًا في شتى العلوم الدينية، في الروحيات والعقيدة والتاريخ والإصلاح الكنسي، أصدر أيضًا كتبًا في الترانيم وفي الشعر، ومن كتبه، سر التقوى، ملخَّص سلم السماء ودرجات الفضائل، نظرات روحية في الحياة المسيحية، أسرار الكنيسة السبعة، كُتُب المبادئ المسيحية الأرثوذكسية (8 أجزاء)، خلاصة الأصول الإيمانية (3 أجزاء)، الكنز الأنفس في التاريخ الأقـدس (4 أجزاء)، مار مرقس الإنجيلي (بالاشتراك مع الأستاذ كامل جرجس)، عزاء المؤمنين، أناشيد أرثوذكسية وترانيم عقائدية، ترانيم وأناشيد روحية، إنعاش الضمير في ترانيم الصغير، المدرسة الإكليريكية بين الماضي والحاضر، الصخرة الأرثوذكسية، روح التضرُّعات والخولاجي المقدس، الوسائل العملية للإصلاحـات القبطية، حياة القديسَين أنطونيوس وبـولا، برلام ويواصف، مجلَّدات مجلة الكرمة.
تدشين مزار خاص للقديس
انتدب قداسه البابا تواضروس الثاني، الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا للأقباط الأرثوذكس، كنائبا بابويا عنه بالاشتراك مع الأنبا مارتيروس، وذلك في إجراءات ومراسم نقل جسد القديس حبيب جرجس من مدافن أسرة القديس بالجبل الأحمر بالقاهرة، إلى مزار مجهز بكنيسة السيدة العذراء بمهمشة، كما ان القديس حبيب جرجس له مكانته في الكنيسة الأرثوذكسية ويتم ذكره في القداسات.
الأنبا مارتيروس وجسد حبيب جرجس
مزار حبيب جرجس