كشفت دراسة بحثية جديدة تفسيرات محتملة لإصابة بعض مرضى كورونا بنقص الأكسجين المفاجئ بدون أن يشعر المريض، حيث يعانى المرضى من مستويات منخفضة للغاية من الأكسجين تهدد الحياة، لكن لا توجد علامات على ضيق التنفس وتعرف هذه الحالة علمياَ باسم نقص الأكسجة الصامت أو "نقص الأكسجة السعيد".
وبحسب موقع "ميديكال" قال البروفيسور مارتن جيه توبين، المؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت في المجلة الأمريكية لطب الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة على الإنترنت: "لماذا يعتبر نقص الأكسجة الصامت لمرضى كوفيد 19 محيرًا للأطباء".
وأوضح الدكتور توبين: "في بعض الحالات، يكون المريض بصحة جيدة ويستخدم الهاتف رغم أنه يعاني نقص الأكسجين الصامت ويحتاج لأنبوب تنفس (داخل القصبة الهوائية) وتوصيل المريض بجهاز تنفس ميكانيكي"، وهو ما يحمل معه على الرغم من احتمالية إنقاذ حياته مجموعة المخاطر الخاصة به ".
اشتملت الدراسة على 16 مريضًا بفيروس كوفيد -19 لديهم مستويات منخفضة جدًا من الأكسجين (تصل إلى 50٪ ؛ وتشبع الدم الطبيعي بالأكسجين بين 95 و 100٪) ، دون ضيق في التنفس أو ضيق التنفس.
ووجدت أن "العديد من الآليات المرضية هي المسئولة عن معظم حالات نقص تأكسج الدم الصامت إن لم يكن كلها، ويشمل ذلك التقييم الأولى لمستوى الأكسجين لدى المريض باستخدام مقياس التأكسج النبضى.
وقال توبين: "بينما يكون مقياس التأكسج النبضي دقيقًا بشكل ملحوظ عندما تكون قراءات الأكسجين عالية، فإنه يبالغ بشكل ملحوظ في شدة انخفاض مستويات الأكسجين عندما تكون القراءات منخفضة".
وأضاف "العامل الآخر هو كيفية استجابة الدماغ لمستويات الأكسجين المنخفضة، مع انخفاض مستويات الأكسجين لدى مرضى كوفيد 19، لا يستجيب الدماغ حتى ينخفض الأكسجين إلى مستويات منخفضة جدًا - وعند هذه النقطة يصاب المريض عادة بضيق في التنفس".
قال الدكتور توبين : "من الممكن أيضًا أن يمارس فيروس كورونا إجراءً غريبًا بشأن كيفية استشعار الجسم لمستويات منخفضة من الأكسجين الذي يمكن أن يكون مرتبطًا بنقص الرائحة ، الذي يعاني منه ثلثا مرضى COVID-19".
مع الإقرار بالحاجة إلى مزيد من البحث ، خلصت الدراسة إلى أن "الميزات المتعلقة بـ COVID-19 التي يجدها الأطباء محيرة تصبح أقل غرابة عند النظر إليها في ضوء المبادئ الراسخة لعلم وظائف الأعضاء التنفسي".
قال الدكتور توبين: "قد تساعد هذه المعلومات الجديدة في تجنب التنفس الصناعي غير الضروري داخل القصبة الهوائية والتهوية الميكانيكية، الأمر الذي يمثل مخاطر، عندما تظهر الموجة الثانية والمتوقعة من كوفيد 19".