ورقة ابن نوفل ينتظر مجىء النبى.. ما يقوله التراث الإسلامى

الإثنين، 24 أغسطس 2020 05:00 م
ورقة ابن نوفل ينتظر مجىء النبى.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان العالمون بالأمور قبل بعثة سيدنا محمد، يعلمون أن نبيا قد آن أوانه، فقد ظهرت العلامات، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟ 

يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "فصل ذكر خديجة لورقة بن نوفل عن النبى عليه الصلاة والسلام":

قال ابن إسحاق: وقد كانت خديجة بنت خويلد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصى، وكان ابن عمها وكان نصرانيا قد تتبع الكتب، وعلم من علم الناس ما ذكر لها غلامها من قول الراهب، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه، فقال ورقة: لئن كان هذا حقا يا خديجة، إن محمدا لنبى هذه الأمة قد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبى ينتظر هذا زمانه، أو كما قال، فجعل ورقة يستبطئ الأمر ويقول: حتى متى؟ وقال فى ذلك:
 
لججت وكنت فى الذكرى لجوجا * لهمٍّ طالما ما بعث النشيجا
 
ووصف من خديجة بعد وصف * فقد طال انتظارى يا خديجا
 
ببطن المكتين على رجائى * حديثك أن أرى منه خروجا
 
بما خبرتنا من قول قس * من الرهبان أكر أن يعوجا
 
بأن محمدا سيسود قوما * ويخصم من يكون له حجيجا
 
ويظهر فى البلاد ضياء نور * يقوم به البرية أن تموجا
 
فيلقى من يحاربه خسارا * ويلقى من يسالمه فلوجا
 
فيا ليتنى إذا ما كان ذاكم * شهدت وكنت أولهم ولوجا
 
وَلوجا فى الذى كرهت قريش * ولو عجت بمكتها عجيجا
 
أرجى بالذى كرهوا جميعا * إلى ذى العرش إن سفلوا عروجا
 
وهل أمر السفالة غير كفر * بمن يختار من سمك البروجا
 
فإن يبقوا وأبق يكن أمور * يضج الكافرون لها ضجيجا
 
وإن أهلك فكل فتى سيلقى * من الأقدار متلفة خروجا
 
وقال ورقة أيضا فيما رواه يونس بن بكير، عن ابن إسحاق عنه:
 
أتبكر أم أنت العشية رائح * وفى الصدر من إضمارك الحزن قادح
 
لفرقة قوم لا أحب فراقهم * كأنك عنهم بعد يومين نازح
 
وأخبار صدق خبرت عن محمد * يخبرها عنه إذا غاب ناصح
 
أتاك الذى وجهت يا خير حرة * بغور وبالنجدين حيث الصحاصح
 
إلى سوق بصرى فى الركاب التى غدت * وهن من الأحمال تعص دوالح
 
فيخبرنا عن كل خير بعلمه * وللحق أبواب لهن مفاتح
 
بأن ابن عبد الله أحمد مرسل * إلى كل من ضمت عليه الأباطح
 
وظنى به أن سوف يبعث صادقا * كما أرسل العبدان هود وصالح
 
وموسى وإبراهيم حتى يرى له * بهاء ومنشور من الذكر واضح
 
ويتبعه حيا لؤى وغالب * شبابهم والأشيبون الجحاجح
 
فإن أبق حتى يدرك الناس دهره * فإنى به مستبشر الود فارح
 
وإلا فإنى يا خديجة فاعلمى * عن أرضك فى الأرض العريضة سائح
 
وزاد الأموي:
 
فمتبع دين الذى أسس البنا *وكان له فضل على الناس راجح
 
وأسس بنيانا بمكة ثابتا * تلألأ فيه بالظلام المصابح
 
مثابا لأفناء القبائل كلها * تخب إليه اليعملات الطلائح
 
حراجيج أمثال القداح من السرى * يعلق فى أرساغهن السرايح
 
ومن شعره فيما أورده أبو القاسم السهيلى فى (روضه)
 
لقد نصحت لأقوام وقلت لهم * أنا النذير فلا يغرركم أحد
 
لا تعبدن إلها غير خالقكم * فإن دعوكم فقولوا بيننا حداد
 
سبحان ذى العرش سبحانا يدوم له * وقبلنا سبح الجودى والجمد
 
مسخر كل ما تحت السماء له * لا ينبغى أن يناوى ملكه أحد
 
لا شيء مما نرى تبقى بشاشته * يبقى الإله ويودى المال والولد
 
لم تغن عن هرمز يوما خزائنه * والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
 
ولا سليمان إذ تجرى الرياح به * والجن والإنس فيما بينها مرد
 
أين الملوك التى كانت لعزتها * من كل أوب إليها وافد يفد
 
حوض هنالك مورود بلا كذب * لا بد من ورده يوما كما وردوا
 
ثم قال: هكذا نسبه أبو الفرج إلى ورقة قال: وفيه أبيات تنسب إلى أمية بن أبى الصلت.
 
قلت: وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كان يستشهد فى بعض الأحيان بشيء من هذه الأبيات، والله أعلم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة