فرض فيروس كورونا نمطا جديدا على المدارس بعد إعادة الطلاب لها عقب قرار فتحها مجددا من جانب بعض الدول، إذ تم إدخال بعض القواعد والترتيبات اليومية غير المعتادة لدى الطلاب أو المعلمين، فأصبحت كواشف الحرارة والكمامات تنافس وجود الكتب المدرسية والأقلام داخل الفصول.
وسيعانى العالم لعقود مقبلة من تبعات حرمان ملايين الأطفال من التعليم بسبب إغلاق المدارس جراء فيروس كورونا، وفق ما ورد فى أحدث تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ووفق المنظمة فإن نحو مليار ونصف المليار طفل تضرروا بشكل مباشر من إغلاق مدارسهم عند ذروة انتشار الفيروس، ولم يتمكن نحو ثلثهم من الحصول حتى على التعليم عن بعد لأسباب مختلفة.
المدارس في كورونا
وتتبنى الحكومات استراتيجيات مختلفة نحو العام الدراسى الجديد، بناء على عدد حالات العدوى التى تشهدها، وحالة أنظمة الرعاية الصحية فيها، والاعتبارات السياسية.
فى الولايات المتحدة، حيث يعد التعليم الأساسى مسؤولية الولايات والإدارات المحلية المدرسية، حث الرئيس دونالد ترامب ووزير التعليم المدارس على إعادة فتح أبوابها، ولكن كان هناك جدل محموم بشأن الحكمة فى إعادة الطلاب إلى فصول الدراسة، خاصة فى المجتمعات التى تشهد أعداد يومية مرتفعة للغاية من العدوى، لذا تختلف خطط إعادة فتح المدارس فى الولايات المتحدة بشكل كبير.
ومعظم المناطق الحضرية تبدأ العام الدراسي عن بعد عقب زيادة في حالات العدوى خلال الصيف. لكن مناطق أخرى تخطط للتعليم في المدرسة، على الأقل بشكل جزئي. والبعض اضطر بالفعل لعزل فصول، أو إغلاق مدارس بأكملها بسبب تفشي عدوى كورونا.
أما في اليابان لم ينس المسؤولون ما حدث بنهاية العام الدراسي الماضي، فقد أعادت بعض مدارس اليابان فتح أبوابها يوم الاثنين بعد صيف أقصر من المعتاد، والهدف تعويض الفصول الفائتة بسبب الجائحة، وفي مدرسة ابتدائية في طوكيو، قام أطفال يرتدون كمامات بمراسم الصباح في فصول بدلا من صالة الألعاب الرياضية للمدرسة، من أجل تباعد اجتماعي أفضل.
المدارس
وفي الصين بداية من الشهر الماضي، عاد 208 ملايين طالب صيني، أو حوالي 75 بالمئة من إجمالي الطلاب في البلاد، إلى الفصول، ويتوقع عودة البقية بحلول الأول من سبتمبر، علي عكس الفلبين والتي أجلت مرات عدة، إعادة فتح المدارس، والتي قررت أخيرا أن تكون يوم 5 أكتوبر وسيسمح فقط بفصول التعلم عن بعد.
التباعد بين الطلاب
وفي سريلانكا، حيث تقول الحكومة إن الفيروس خضع للاحتواء في بؤرتين، سمح للمدارس بفتح أبوابها جزئيا هذا الشهر أمام عدة صفوف على أن تخضع للفحوص على يد الحكومة، وكذلك المدارس في أنحاء كمبوديا أيضا مازالت مغلقة، بينما فتحت المدارس في تايلاند وماليزيا في يوليو وأغسطس.
وفي فرنسا ستعيد 12.9 مليون طالب إلى الصفوف الدراسية يوم الثلاثاء رغم الزيادة الحادة في الإصابات في الأسابيع الأخيرة، وسيتعين على جميع المعلمين وطلاب المدارس الإعدادية والثانوية ارتداء كمامات طوال اليوم، وستكون للمدارس ممرات ذات اتجاه واحد وتجمعات محدودة.
وسيتم إعادة فتح المقاصف لمساعدة الأطفال الذين يعتمدون على الوجبات الساخنة المدعومة من الدولة. وتقدم منطقة باريس حواسب محمولة مجانية في حالة إعادة الأطفال إلى مكان مغلق.
وعاد معظم الطلاب في المانيا إلى المدارس بالفعل، وقد أبلغت 41 مدرسة في الأقل من 825 مدرسة ببرلين عن حالات إصابة بالفيروس، وتم وضع آلاف الطلاب في الحجر الصحي بجميع أنحاء البلاد بعد تفشي المرض الذي ينسبه بعض الأطباء إلى التجمعات العائلية والسفر خلال الإجازات الصيفية.
وتختلف الكمامات والقواعد الأخرى من ولاية إلى أخرى. ويمكن للأطفال في برلين خلع الكمامات أثناء الدراسة، وبعض الولايات تشترط وضع كمامات في كل وقت، وقالت الحكومة إن إبقاء المدارس مفتوحة أكثر أهمية من إعادة الجماهير إلى الملاعب الرياضية أو السماح للجماهير الغفيرة بحضور حفلات موسيقية.
الطلاب يرتدون الكمامات
وفي بريطانيا لم يحضر معظم طلاب المملكة المتحدة البالغ عددهم 11 مليونا صفا دراسيا منذ مارس، ولكن سيبدأ الأطفال في العودة إلى المدارس بجميع أنحاء إنجلترا في 4 سبتمبر.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إعادة فتح المدارس بأنها "واجب أخلاقي"، وهددت حكومته حتى بتغريم الآباء الذين يحتفظون بأطفالهم في المنازل، ومن بين التدابير المعمول بها محطات غسل الأيدي وأوقات البدء وأوقات الغداء المتقطعة، ولكن الكمامات ليست مطلوبة بشكل عام.
بوريس جونسون بأحد المدارس
وتم فتح معظم المدارس للدراسة الأسبوع الماضي في دول شمال أوروبا، كما فعلت في نهاية فصل الربيع، وسط إجماع عام على أن ضرر بقاء الأطفال في المنازل أكبر من خطر إرسالهم إلى المدرسة.
والسويد لديها عدد قليل من تدابير الفيروس بخلاف منع الآباء من دخول المدارس عندما يقومون بإنزال أطفالهم. حتى أن طلاب المدارس الثانوية احتجوا بعد أن أغلقت ثاني أكبر مدينة في الدنمارك مدارسها بسبب إصابات جديدة، قائلين إنهم لا يتعلمون كثيرا عن بعد ويتساءلون لماذا يمكنهم الذهاب إلى مراكز التسوق أو صالات الألعاب الرياضية أو السينما مع الكثير من الآخرين، ولكن ليس المدرسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة