"نهاية حزينة لم يكن يتوقعها راغبو الثراء السريع والذين يعرضون حياتهم للموت أثناء محاولة التنقيب عن الآثار فتتحول أحلامهم إلى كابوس نهايته حزينة".. هذا هو حال ثلاثة أشخاص شرعوا فى الثراء السريع من خلال إعداد خطة للبحث عن الآثار أسفل منزل بمدينة أسوان، واختاروا أيام العيد للبحث فيها، حتى انقلبت الأحلام إلى كابوس وتحولوا إلى جثث تحت الأنقاض، ظلت الأجهزة الأمنية تبحث عنهم طيلة شهر حتى عثرت عليهم "جثث متحللة".
تفاصيل الواقعة، بدأت منذ حوالى شهر تقريباً وتحديداً فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، عندما تلقى اللواء مصطفى عبد الفتاح، مدير أمن أسوان، إخطاراً من شرطة النجدة يفيد بمصرع عدد من الأشخاص أثناء محاولتهم التنقيب عن الآثار داخل منزل بمنطقة عزبة الحدود بمدينة أسوان، ووجه مدير الأمن بتحرك قوة أمنية إلى موقع البلاغ، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة.
وبالانتقال والفحص، تبين أنه أثناء محاولة ثلاثة أشخاص التنقيب بحثا عن الآثار فى أول أيام العيد بمنطقة عزبة الحدود بمدينة أسوان، لقى الثلاثة مصرعهم بعد أن تساقط عليهم ردم الحفرة، وظلت محاولات انتشال جثث الضحايا الثلاثة متواصلة لمدة شهر تقريباً بعد أن اختفوا تحت الأنقاض داخل الحفرة.
وانتقلت قوات الحماية المدنية إلى مكان الحادث، وتبين وجود حفرة بقطر 2.5 متر تقريبا وعمق 12 مترا داخل المنزل، حيث انهارت الحفرة على ثلاثة أشخاص كانوا متواجدين داخلها مما أسفر عن مصرعهم، وبذلت قوات الحماية المدنية جهودا كبيرا خلال الفترة الماضية، لمحاولة انتشال جثث الضحايا، ولكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل – خلال الفترة الأولى - نظراً للعمق الشديد للحفرة وسقوط كميات كبيرة من الأتربة داخل الحفرة على الضحايا، علاوة على صعوبة الاستعانة بمعدات ثقيلة للحفر نتيجة تواجد المنزل فى منطقة جبلية وعرة لا تسمح بدخول المعدات الثقيلة، بينما تم التحفظ على المنزل انتظارا لصدور قرار النيابة العامة.
ومن جانبها، عاينت اللجنة التى شكلتها النيابة العامة فى أسوان، منزل عزبة الحدود، وذلك لبيان كيفية انتشال جثث الضحايا من داخل هذه الحفرة، وتكونت اللجنة التى شكلتها النيابة من كل من أساتذة من كلية الهندسة وكلية العلوم بجامعة أسوان والوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان وهيئة الآثار بأسوان، وذلك بهدف دراسة كيفية انتشال الجثث الثلاث من داخل هذه الحفرة العميقة وبيان مدى إمكانية إزالة المنزل الذى توجد الحفرة من عدمه خاصة وأن هذا المنزل يقع فى منطقة جبلية وعرة ولا يمكن للمعدات الثقيلة أن تدخل إلى الشارع المؤدى إلى المنزل، كما واصلت قوات مديرية أمن أسوان فرض كردون أمنى حول المنزل الذى شهد الواقعة، انتظارا لصدور قرار النيابة تجاه هذه الحادثة.
وفى المقابل، أكد أهالى الضحايا لـ"اليوم السابع"، أن الضحايا عبارة عن ثلاثة شباب شاركوا فى التنقيب بحثا عن الآثار داخل منزل بمنطقة عزبة الحدود فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، إلا أن حلمهم ذهب سريعا بعد انهارت عليهم الحفرة وكانت هناك صعوبة فى العثور على جثثهم، علاوة على صعوبة إمكانية دخول معدات ثقيلة إلى المنزل المتواجد فيه الحفرة العميقة، بجانب أن المنزل يقع فى منطقة جبلية وعرة، وهو ما دفع النيابة إلى اتخاذ قرار بهدم المنزل لمحاولة الوصول إليهم.
وبتاريخ اليوم، تمكنت الأجهزة الأمنية بأسوان، من العثور على جثث الضحايا الثلاثة بعد مرور شهر تقريباً على الحادث، بعد أن لفظ الثلاثة أنفاسهم الأخيرة تحت ردم الحفرة التى انهارت عليهم أثناء محاولتهم التنقيب عن الآثار داخل منزل بمنطقة عزبة الحدود بمدينة أسوان، حيث تحللت أجزاء من أجسامهم، وتم نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف إلى المشرحة، وتبين أن الجثث الثلاثة لـ"محمود. ر. م، ومحمد. ه. ا" وثالث مجهول لا يمتلك أى أثبات للشخصية.
سكان المنطقة يراقبون المشهد (
سكان المنطقة يراقبون المشهد
لحظات العثور على جثث الضحايا
لحظات العثور على جثث الضحايا
لحظات العثور على جثث الضحايا
لحظات العثور على جثث الضحايا
لحظات العثور على جثث الضحايا