نلقى الضوء على كتاب "معجم الخرافات والمعتقدات الشعبية فى أوروبا" لـ بيار كانافاجيو، والذى يعد مرجعا أساسيا لكل من يسعى لمعرفة كيف كان يفكر الأوربيون فى تاريخهم القديم، وجاء فى مقدمة الكتاب:"لماذا رسم "ميشال أنج" صورة موسى (عليه السّلام)، وعلى جبينه قرنان، ولماذا أرجأ "بونابرت" انقلاب "بريمار" الذى كان مقرّراً يوم الجمعة، الى يوم السبت ولماذا يخشى النمساويّون الإشارة إلى قوس قزح؟ ولماذا تتجنّب بعض الفتيات الأوروبيّات المرور بين شجرتى تين؟ ولماذا تنزع خصلة من ذنب البقرة، قبل بيعها؟ ولماذا يُطلق، على الهرّ الأسود، اسم "الشيطان الفضّي"؟
"لماذا يرسم الصّليب فوق موقد المنزل؟ ولماذا تحمل المرأة الشّبقة مخّ ذئب، فى كيس من جلده؟ ولماذا عُدّ العدد (7) سحريّاً؟" أسئلة لا يجيب عنها إلاّ من اطّلع على هذا الكتاب، فهذا الاطلاع يتيح لنا تفسير تاريخ أوروبا السياسى والدينى والثقافى والاجتماعي، وتصرّفات أفرادها وجماعاتها، ووجوه إنتاجها الأدبى والفنّى والعقلى والروحى.
والكتاب محاولة لجمع قسم كبير من هذه الخرافات التى تؤلّف نسيج الحياة اليوميّة فى "أوروبا" عامّة، و"فرنسا" خاصّة، إنها خرافات ومعتقدات قد تظهر بشكل ملتوٍ أو مشوّش أو متكيّف مع جو العصر، إلا أنها ما زالت وستبقى، فى النفوس، حية، ثابتة، دائمة، لا يزيدها تطوّر الآلة إلاّ رسوخاً وثباتاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة