يلجأ الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو إلى العديد من الوسائل فى محاولة للتحايل على انهيار الاقتصاد الفنزويلى والتضخم الذى وصل إلى 3524%، وذلك من خلال استخدام الذهب وعقد صفقات لتهريبه خارج البلاد.
ومنعت المحكمة العليا في بريطانيا، البنك المركزي الفنزويلي التابع لمادورو، من الوصول إلى ذهب تبلغ قيمته مليار دولار، بسبب العقوبات التى فرضتها المملكة المتحدة على البلد الكاريبى،ويأتى هذا القرار رغم طلب قدمته فنزويلا من قبل البنك المركزى الفنزويلى بى سى فى ، الذى تقدم بالتماس الى المحكمة بالافراج عن الذهب، ولكن أكد محامين البنك المركزى الفنزويلى اعتزامهم استئناف الحكم.
وقال صموئيل مونكادا، سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة حول هذا الامر ، "الحكومة البريطانية عليها أن تفسر التساؤلات حول بنك انجلترا واستحواذه على الذهب الفنزويلى،فبنك انجلترا جهة مستقلة وليس لها علاقة بنا".
وقالت صحيفة "كلارين" الارجنتينية إنه منذ 2018، أرجأ بنك إنجلترا تحويل 31 طنا من الذهب الفنزويلي المحتفظ به هناك إلى مادورو الذي لا تعترف بريطانيا بأنه الزعيم الشرعي للبلاد، وتقول الدعوى، التي قدمت إلى محكمة تجارية والمؤرخة في 14 مايو الماضى ، إن البنك المركزي الفنزويلي "يسعى إلى أمر يلزم بنك إنجلترا بالتقيد بالتوجيه المقترح".
وفى السياق نفسه، انتشرت العديد من الاتهامات حول استغلال فنزويلا الأزمة الصحية التى تمر بها من طوارئ كورونا لتسهيل صفقات مع إيران ، وعملية إخراج سبائك ذهبية من البنك المركزى الفنزويلى لتسليمها لطهران، واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية ، مادورو بتسليم إيران أطنانا من احتياطى ذهب فنزويلا، وتحدث وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو بشأن "تحويلات الدعم الفنزويلى لإيران" مع كبير الدبلوماسيين الأمريكيين للشئون الفنزويلية إليوت أبرامز.
وقال أبرامز أن "إيران تلعب دورا فى فنزويلا، والرئيس نيكولاس مادورو يقوم بتسليم أطنان من الذهب لإيران من احتياطات البنك المركزى"، مشيرا إلى أن "الذهب الفنزويلى يخرج بدون شفافية إلى إيران على رحلات ماهان أير لتمويل إعادة تشغيل مصافى النفط فى باراجوانا"، محذرا من ضرورة وجود شفافية فى دولة تحمى الإرهاب"، حسبما قالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية.
وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أن حوالى 80 طناً من الذهب فى خزائن البنك المركزى الفنزويلي، تم تسليمهم إلى طهران بسبب إغلاق أكبر بنك فى البلاد ، مثل جميع البنوك ، منذ 13 مارس بسبب الحجر الصحى لفيروس كورونا.
أشارت الصحيفة إلى أنه "مع عزل العديد من موظفى البنك المركزى فى المنزل ، كان نقل الذهب فى المركبات المدرعة إلى المطار غير ظاهر وتم التنفيذ من قبل أشخاص مدججين بالسلاح ومسؤولين أمنيين من الخزائن الموجودة فى وسط كراكاس ، وفقا للموظفين المطلعين على الموضوع ".
وأضافت الصحيفة الإسبانية أن الخروج السرى للذهب تسبب فى إنخفاض مفاجئ فى الاحتياطات الدولية للبنك المركزى الفنزويلى، الذى انخفض من 8 مليار دولار إلى 6.3 مليار دولار، وهو أدنى مبلغ منذ ثلاثة عقود.
وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على شركة الطيران الإيرانية ماهان أير لعدة سنوات لنقل الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية فى الشرق الأوسط، وهى الشركة التى تعاقدت معها مادورو لإنشاء جسر جوى بين طهران وبونتو فيجو، فى شبه جزيرة باراجوانا بشمال شرق فنزويلا ، من حوالى 16 رحلة جوية، لإعادة تنشيط مصفاة كاردون،المشلول بسبب نقص النفط.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين حكومين فنزويليين خزنوا نحو 9 أطنان من الذهب، أى ما يعادل حوالى 500 مليون دولار، فى الطائرات المتجهة إلى طهران هذا الشهر كدفعة لمساعدة إيران لإحياء مصافى النفط.
من جانبها ، رفضت إيران الاتهامات الأمريكية بأنها تساعد فنزويلا على إعادة بناء صناعتها النفطية المتعثرة مقابل الذهب ، وردت بأن واشنطن تسعى إلى عرقلة العلاقات التجارية بين البلدين، وقالت طهران أن المزاعم "لا أساس لها من الصحة".
ويعمل النظامان اللذان عرضا شعبيهما للعقوبات بسبب سياساتهما العدائية، بشكل أوثق خلال السنوات الأخيرة، فى محاولة للصمود فى وجه العقوبات الأمريكية وانهيار أسعار النفط.
فى بداية شهر أبريل العام الماضى، استولت الحكومة الفنزويلية على ثمانية أطنان من الذهب بقيمة 335 مليون دولار، وفى فبراير، أنتجت نفس الكمية من الذهب، مشيرا إلى أن فنزويلا فقدت فى الأشهر الأخيرة 21 طناً من الذهب بقيمة 840 مليون دولار، تم إرسال معظم الذهب إلى تركيا.
وأكد الاقتصادى جويرا أن " قضبان الذهب تباع "تحت الطاولة" دون إذن من الجمعية الوطنية الشرعية لفنزويلا، وهذه هى إحدى الطرق القليلة التى تتلقى بها الدكتاتورية الأموال ، وتحافظ على سلطتها وتدفع جزءًا من ديونها الداخلية والخارجية.
ففى 2018، بدأ البنك المركزى الفنزويلى بنقل الذهب إلى تركيا بشحنة جوية من المعدن بقيمة 36 مليون دولار توجهت إلى اسطنبول، وجاء ذلك بعد أسابيع فقط من زيارة قام بها مادورو إلى تركيا ، وبلغت الشحنات 900 مليون دولار على مدى العام الماضى، وفقا لبيانات حكومية تركية وتقارير تجارية.
ويبيع البنك المركزى الذهب الذى يستخرجه عمال التنقيب إلى مصاف تركية، وتذهب العوائد إلى بنك التنمية الحكومى الفنزويلى بانديس الذى يستخدمها لشراء سلع استهلاكية تركية.
ودعم رجب طيب أردوغان لنيكولاس مادورو فى أزمته السياسية، يخفى حصوله على امتيازات للتمتع بالذهب الفنزويلى، وكانت واشنطن تحذر تركيا خوفا من وصوله الذهب إلى إيران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة