القارئ محمود بكار يكتب: احمى طفلك من مخاطر التيك توك

الخميس، 06 أغسطس 2020 04:00 م
القارئ محمود بكار يكتب: احمى طفلك من مخاطر التيك توك طفل يتصفح الإنترنت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع بداية إجراءات العزل قام عدد كبير من الأفراد بتحميل وتفعيل برنامج التيك توك، فطبقا لتقرير الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، فإن نسبة الزيادة في مستخدمي التيك توك خلال فترة العزل بلغت 194%. تختلف الآراء حول التيك توك حسب الأفكار والمعتقدات البعض يرى أنه لا مشكلة فيه، وآخر يرى أن ذلك خطأ ولا يجوز، ولو كان شخص غير متفاهم سيهاجمك ويسخر منك، وبغض النظر عن اختلاف الآراء بسبب اختلاف المعتقدات، تعتقد من هو صاحب الرأي الصحيح؟. ستجد الإجابة في السطور التالية.

يحتوي برنامج التيك توك علي نوعين من الاشخاص، النوع الأول شخص يقدم محتوى معين وكل هدفة جذب انتباه الشخص الآخر بغرض الوصول لقدر معين من الإعجاب، وبالتالي الوصول لقدر معين من الاستمتاع، والشخص الثاني هو مشاهد محتوى الشخص الأول بغرض الوصول لقدر معين من الاستمتاع، أما عن محتوى التيك التوك ستكتشف بمجرد تصفح التطبيق أن المحتوى أربعة أنواع، المحتوى الأول شخص يمتلك قدرا معينا من الجمال محاولًا استعراضه للفت الانتباه، وفي الغالب يكون جمالا مصطنعا، المحتوى الثاني شخص يمثل مشهدا علي مهرجان أو أغنية حريصًا علي اختيار الكلمات بدقة وعناية حتي يجبرك على المشاهدة والإعادة اكثر من مرة، المحتوى الثالث شخص يرتدي ملابس معينة ويبرز صفة معينة من صفاته الجسدية بغرض إثارة شهواتك ورغباتك، المحتوى الرابع شخص يقدم نصائح أو ما شابه ذلك وهو أقل الانواع انتشارًا على التيك توك.

الغريب ليس في محتوى التيك توك لإمكانية تواجده في أي مكان آخر، ولكن الجانب الخطير في البرنامج أن أفكاره تستهدف الأطفال والمراهقين، أكثر من 40 % من جمهور البرنامج تتراوح أعمارهم ما بين 14- 20 سنة وهي الفترة التي يحدث بها النضج العقلي والنفسي للفرد.

لك أن تتخيل طفلك في هذا العمر يشاهد مثل هذا المحتوى الساذج وفي نفس الوقت يجد التعليقات تمدح وتُمجد في ذلك المحتوى، طفل يتربي علي أن النجاح والفشل في الحياة يعتمد علي الشكل وعدد من الاعجابات، ببساطة لو امتلك المحتوى عددا كبيرا من الاعجاب حتي لو كان محتوى تافه فهو من وجهة نظر طفلك شخص ناجح، والعكس صحيح لو كان المحتوى هادف ولا يملك إعجابا بالنسبة للطفل مقدمه شخص فاشل، طفلك سيشاهد فيديوهات التنمر والعنف وحالات الارتباط التافهة وما شابه ذلك على تيك توك.

وبما أن جمهوره الأول هو الشباب الصغير، فهم أكثر المتأثرين بأي شيء خاطئ قد يحدث عبر التطبيق، وما أكثر المرضى المتسترين خلف الشاشات الذين يشتركون بحسابات وهمية ويقومون بالتحرش بأولئك الأطفال عبر الرسائل أو التعليقات، أو حتى الإساءة لهم ولهيئتهم وتعريضهم للتنمر بينما هم أقصى غايتهم المرح وجمع الإعجابات؟.

مقدم المحتوي في التيك توك غالبا ما يدعي الكمال والنرجسية يمدح في شخصه ويستعرض جسدة، وفي الغالب يدفع الطفل الي المقارنة بينه وبين مقدم المحتوى، والمقارنة من أسوء الاساليب النفسية لفقدان الثقة بالنفس، هل تظن أن طفلك اذا تربي علي ذلك المستوي الاخلاق سيكون شخصًا سويا في الكبر. أي جيل هذا الذي سينشأ على تلك الثقافة؟ وأن الإبداع لا يتمثل إلا في الرقص والحركات المضحكة؟.

هذا لا يعني أننا نترك البرنامج وننتقده، التيك توك مثل اي منصة اجتماعية ولكن الفرق ان الاشخاص قاموا باستخدامه بالخطأ، وقد تجد مع مرور الوقت أن منتقدي البرنامج يستخدمونه،  فإذا قررت يوما إقحام نفسك في عالم التيك توك عليك أن تنتبه لبعض الاشياء: اذا قررت تقديم محتوي اهتم ان يكون نافعا ومفيدا لأن قيمة المحتوى تحدد جزءا كبيرا من قيمة مقدمه، ولو أنت من مشاهدي المحتوى لابد أن يكون أيضا نافع ومفيد وإن كنت اشك في ذلك لان المحتوى السيئ في تيك توك يطغي علي المحتوي الجيد، وفي النهاية لا تقضي وقتا طويلا علي مواقع التواصل حتي لا تجد نفسك في مرحلة الادمان، وعليك الحفاظ علي اطفالك من الاشياء غير الأخلاقية المنتشرة حوله.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة