وقعت فى أول ظهور لى على المسرح وإبراهيم الشقنقيرى قال لى إنت فنان كبير كنا نصور من 9 صباحا حتى 2 بعد منتصف الليل ونلبس شتوى فى عز الصيف
لفت الانتباه بموهبته وخفة ظله فبدأ مشواره الفنى القصير بأدوار البطولة فى أعمال هامة رغم صغر سنه، وظلت أعماله وصورته عالقة فى أذهان الملايين رغم غيابه عن الأضواء لمدة تزيد عن 30 عاماً.
الطفل فاروق الذى لفت الانتباه فى المسلسل الاجتماعى الشهير «غدا تتفتح الزهور» بخفة ظله وهو يردد مسابقاً إخوته الكبار «وأنا وأنا وأنا»، وحين يغنى مع الفنان الكبير محمود ياسين والفنانة الكبيرة سميرة أحمد للسيارة القديمة «حلوة يا زوبة» وأحد أبطال فيلم محاكمة على بابا مع الفنان الكبير يحيى الفخرانى والفنانة إسعاد يونس والذى قام بدور طارق الابن الأوسط الذى يهوى كرة القدم.
إنه الطفل وائل حسن أحد أشهر أطفال الفن خلال فترة الثمانينيات والذى شارك فى العديد من الأعمال الهامة وحصل فيها على أدوار البطولة ومنها مسلسلات: على الزيبق وبرديس، وعلاء وصفاء والأصدقاء، وغدا تتفتح الزهور، واللص المجهول، وفيلم محاكمة على بابا، ومسرحية سيدة الحوش، وغيرها من أعمال، ثم ابتعد وغاب عن الأضواء نهاية الثمانينيات.
التقينا بالفنان وائل حسن الذى يعمل الآن فى االمحاماة ليكشف تفاصيل بداياته ورحلة مشواره الفنى وأسباب ابتعاده عن الفن رغم تألقه.
اختلفت الملامح قليلا وتبدلت الشقاوة والجرأة أمام الكاميرا إلى خوف من الكاميرات والتصوير لدرجة عدم احتفاظ الفنان وائل حسن بعدد كبير من الصور لنفسه.
وكشف الطفل المميز الذى أصبح محامياً أن شقيقته الأكبر منه ريم حسن والتى شاركها عددا من الأعمال ومنها مسلسل غدا تتفتح الزهور سبقته إلى عالم الفن، وكانت سبباً فى دخوله هذا العالم.
وقال وائل حسن: «ريم أكبر منى بسنة وكانت بدايتها فى الفن عندما تم الإعلان عن مسابقة لاختيار طفلة تقوم بدور البطولة فى مسرحية الصغيرة مع دلال عبدالعزيز وحيد سيف وأحمد راتب ونجاح الموجى، ووقع عليها الاختيار وتحمس لها المخرج الكبير حسن عبدالسلام وتم توقيع العقد معها فوراً».
وتابع: «كانت طفلة موهوبة شبهها الكثيرون بموهبة الطفلة فيروز، وكنت أذهب معها إلى البروفات، وشافونى ورأوا أنى موهوب فأخذونى للمشاركة فى مسلسل غدا تتفتح الزهور، وكان دور بطولة مع شقيقتى ريم والطفل طارق يحيى».
وبفخر قال وائل حسن وهو يتذكر هذه الأحداث: «كانت أسماؤنا توضع بعد الأربعة الكبار سميرة أحمد ومحمود ياسين وصلاح قابيل وجميل راتب، وحصلت فى هذا المسلسل على أعلى أجر يحصل عليه طفل وقتها وهو مبلغ 100 جنيه فى الحلقة وكان عمرى وقتها 8 سنوات».
وأوضح: «والدى تعب معانا جدا وكان بيقرأ معنا السيناريو ويقوم بتحفيظنا ويضع خطوطا بألوان مختلفة لتمييز الحوار الخاص بى والحوار الخاص بريم، واستمر تصوير المسلسل حوالى 5 شهور وعرض فى رمضان عام 1984».
يحكى عن هذه الفترة قائلا: «كان العمل مرهقاً جداً، وكانوا بييجوا ياخدونى من المدرسة بسيارة الاستوديو ونحمل حقيبة ملابس كبيرة معنا من الساعة 9 صباحا ولا نعود إلا فى وقت متأخر، وإذا بدأنا التصوير بملابس شتوية يجب أن نرتدى نفس الملابس لاستكمال المشاهد حتى إذا دخل الصيف وارتفعت درجة الحرارة».
وتابع: «أثناء تصوير المسلسل كان المخرج الكبير إبراهيم الشقنقيرى يشيد بموهبتى وخاصة فى أحد المشاهد التى تحشرج فيها صوتى، وأنا أقابل والدى لأول مرة، وقال لى أنت فنان كبير يا وائل».
وتحدث عن المخرج إبراهيم الشقنقيرى قائلا: «كان شديد الالتزام بالمواعيد وبكل التفاصيل، وأذكر أنه جعل الفنان أبو بكر عزت يتحمل تكاليف إيجار ومصاريف الاستوديو فى أحد الأيام لأنه تأخر عن التصوير».
وتحدث عن مشاركته فى مسرحية سيد الحوش مع الفنانة إسعاد يونس والفنان فاروق الفيشاوى خلال هذه الفترة ومجهود ورهبة المسرح وهو فى هذه السن الصغير قائلا: «كان دورى فى المسرحية ابن إسعاد يونس ونعمل فى أحد أحواش المقابر وكانت الستارة تفتح على مشهد لى وأنا أجرى ، وفى البروفات كانت الصالة فارغة وفجأة فى أول أيام العرض وجدتها امتلأت بالمتفرجين فوقعت أثناء الجرى على خشبة المسرح ولكنى تداركت الأمر بسرعة ووقفت وعدت لاستكمال المشهد».
وشارك وائل حسن فى العديد من مسلسلات الأطفال، كما شارك فى مسلسل على الزيبق وكان يقوم بدور الزيبق وجسد دور الفنان فاروق الفيشاوى فترة الطفولة.
وتحدث طفل الفن المميز عن ذكرياته فى هذا المسلسل، مشيرا إلى العديد من مواقف الشقاوة بينه وبين باقى الأطفال المشاركين، ومنها حين تم إعادة مشهد يقوم فيه على الزيبق بوضع شوك على المقعد الذى سيجلس عليه ابن الحاكم، وكان الطفل الذى يشارك فى المشهد مفترض أن يصرخ من الألم، ولكنه فى كل مرة كان يتم إعادة المشهد ويطلب المخرج من الطفل الذى يقوم بالدور أن يصرخ بصوت أعلى، وقال وائل حسن ضاحكاً: ساعتها زهقت وتعبت من كتر الإعادة فوضعت دبوس فى المكان الذى سيجلس عليه زميلى دون أن أخبر المخرج وصرخ الطفل صرخة شديدة من الألم وتم تصوير المشهد فى هذه المرة».
وأكد وائل حسن أنه جمعته علاقة طيبة بالفنان فاروق الفيشاوى الذى كان يداعبه كثيرا فى الكواليس وكان يعامله كأب.
وأشار إلى أنه شارك بعد ذلك فى فيلم محاكمة على بابا، مؤكدا أن المخرج إبراهيم الشقنقيرى قال له إن صورته كانت أمامه وهم يكتبون ويرسمون شخصية طارق الابن الأوسط فى الفيلم والذى يهوى كرة القدم.
وعن تاثير الشهرة فى هذا السن عليه قال: «كنا ساكنين فى المعادى والناس كلها كانت تعرف بعض وأنا بطبيعتى اجتماعى وكنت بفرح لما الناس تلتف حولى وأنا طفل ويرددون عبارة «وانا وانا وانا» التى كنت أرددها دائما فى مسلسل غدا تتفتح الزهور، أو يطلبون التقاط صور معى».
وأوضح وائل حسن أنه كان يقوم بمجهود كبير وهو ما جعله يحصل على ملحق فى الصف الخامس الابتدائى، مؤكدا أنه استمر فى التمثيل حتى المرحلة الإعدادية، وبعد نجاح فيلم محاكمة على بابا عرض عليه الكثير من الأعمال ولكن والده أراد أن يتفرغ للمذاكرة حتى يجتاز المرحلة الإعدادية.
وأكد طفل الفن المميز أن العمل الفنى كان مرهقا بشكل كبير خاصة لطفل فى سن صغيرة، وأنه ابتعد حين كان مقبلا على الشهادة الإعدادية فتوقف عن التمثيل، قائلا: «بعدها دخلت فى مرحلة الصبى وهى المرحلة التى لا تناسبنى فيها أدوار الطفل أو أدوار الشاب، وابتعدت بعدها عن الفن وكانت شقيقتى ريم قررت التوقف عن التمثيل قبلى رغم شهرتها ونجاحها الكبير».
وأشار وائل حسن إلى أنه لم يرغب فى دراسة التمثيل والتحق بكلية الحقوق، والتحقت شقيقته ريم بكلية الآداب وبعدها عملت فى إحدى الشركات الاستثمارية.
ورغم تألقه وجرأته وهو طفل أمام الكاميرا، كشف وائل حسن أنه يخاف من مواجهة الكاميرا مرة أخرى وأنه بعدما كبر عرضت عليه بعض الأعمال وفى اللحظات الأخيرة تراجع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة