يشغل موضوع استبدال الفرنسية بالإنجليزية كلغة أجنبية أولى فى التعليم بالجزائر، الرأى العام المحلي، بعدما ظلت لغة "موليير"، الأكثر استخداماً فى أوساط مواطنى هذا البلد المغاربى، والمسيطرة على غالبية التعاملات داخل المؤسسات والهيئات الرسمية، على مدار عقود من الزمن، بحكم الماضى الاستعماري، الذى دام قرابة 132 عاماً.
وفى العام الماضى، قررت الحكومة الجزائرية تغيير لغة المراسلات الرسمية فى الجامعات من الفرنسية إلى الإنجليزية، وقال وزير التعليم العالي، طيب بوزيد، إن إسقاط اللغة الفرنسية كانت جزءًا من سياسة تهدف إلى تشجيع استخدام اللغة الإنجليزية، وأضاف الوزير أن القرار جاء استجابة لمطالب الطلاب الذين يرغبون فى أن تعتمد شهاداتهم بسهولة أكبر فى الخارج.
ووصف بعض الأستاذة الجامعيين، فى تصريحات نقلتها جريدة "الشروق" الجزائرية، قرار وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، فى ما يخص تنصيب فوج تفكير قطاعي، يضم مختصين فى الميدان، ومسئولين بالإدارة المركزية، قصد تقديم مقترحات عملية بخصوص تعزيز اللغة الإنجليزية، وتحسين مرئية النشاط التعليمي، والبحثى لمؤسسة التعليم العالى الجزائرية، وتفتحها على المحيط الدولي، بالخطوة الجادة التى تأتى قبل مسافة ألف ميل، داعين الوزير بوزيد الطيب، إلى تطبيق ما جاء فى مراسلته إلى رؤساء الندوات الجهوية للجامعات، للإسراع فى تنصيب فوج تفكير قطاعى خلال شهر سبتمبر المقبل.
ومنذ أربعة سنوات، تحديدا عام 2016، وتبنى البرلمان الجزائرى بغالبية ساحقة، مراجعة دستورية تنص على اعتبار الأمازيغية "لغة وطنية ورسمية" فى البلاد، فيما اللغة العربية هى "اللغة الوطنية والرسمية" و"تبقى اللغة الرسمية للدولة".
تعد اللغة العربية هى اللغة الرسمية فى الجزائر منذ دستور 1963. بالإضافة إلى اللغة الأمازيغية، العربية و الأمازيغية ينطقها حوالى 99% من الجزائريين، حيث يتحدث 72% منهم بالعربية بينما 21 بالأمازيغية، أما اللغة الفرنسية فهى تُستخدم على نطاق واسع فى الدولة الجزائرية، كالمجالات الثقافية و الإعلام والتعليم فى الجامعات، و ذلك على خلفية الاستعمار الفرنسى للجزائر، فالفرنسية تعد لغة شبه رسمية فى الجزائر رغم عدم وجود ذكر لها فى اى من المناشير الرسمية للدولة.
حسب آراء الباحثين «إن اللغة التي يتم التحدث بها في البيت و الشارع هي خليط بين اللهجة الجزائرية والكلمات الفرنسية. " فإن الحالة اللغوية في الجزائر مرتبطة بسياقات و مراكز اجتماعية كثيرة نتيجة لتعدد اللغات و الصعوبة التي تتضمنها".
ولاحظ النواب أن الأمازيغية، بفروعها المتنوعة (الشاوية، والقبايلية، والمزابية، والطارقية)، تستعمل من قبل عشرة ملايين شخص، أى ربع سكان دول شمال أفريقيا.
ورغم أن اللغة الفرنسية مستعملة إلى حد بعيد فى البلاد، إلا أنها ليست مصنفة رسمية، ويتم تعليمها فى المدارس كلغة أجنبية، ولاقى إضفاء الطابع الرسمى على اللغة الأمازيغية، ترحيبا من المحافظة السامية للأمازيغية وهى مؤسسة أكاديمية حكومية جزائرية أنشئت فى العام 1995 فى عهد الرئيس الجزائرى الاسبق اليمين زروال، وتعنى بنشر لغة البربر، بعد أحداث "الربيع الأمازيغي" فى منطقة القبائل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة