بالتزامن مع قرب حلول ذكرى الأربعين لانفجار مرفأ بيروت الذى خلف وراءه ما يقارب 7000مصاب و200قتيل؛ اشتعل حريق هائل فى منطقة السوق الحرة بمرفأ بيروت ؛ والذى استمرت جهود إطفائه منذ ظهر الخميس وحتى صباح الجمعة، ولم تتكشف أسبابه حتى الآن مع وعد بإعلان النتائج فى القريب العاجل، وبحسب مصدر أمنى لبنانى لليوم السابع ؛ فإن الحريق لم يطل بقعة "العزل"الخاصة بمسرح جريمة انفجار الرابع من أغسطس الماضى وموقع الحريق بعيد نسبيا عن موقع الانفجار؛ مؤكدا أن ما تم تداوله من معلومات حول أن الحريق استهدف طمس مسرح جريمة انفجار4 من أغسطس غير صحيح؛ لأن مسرح الجريمة الحالى هو بقعة العزل التي تم تحديدها من قبل القضاء اللبناني والحريق نشب في منطقة خارجة عن بقعة العزل.
و أكد المصدر الأمنى فى تصريحاته؛ أن أسباب اندلاع الحريق لم تتكشف بعد ولكن جميع الاحتمالات مطروحة فقد يكون حادث عارض أو بسبب عمل تخريبى أو نتيجة إهمال وخطأ بشرى ؛ حيث جرت اليوم بالتزامن مع الحريق أعمال ورشة صيانة لأحد المستودعات لتخزين البضائع فى المنطقة الحرة والتى تستخدم فيها أعمال التلحيم وقد يكون الشرار الناتج عنها تسبب فى الحريق.
الثلاثاء الماضى اندلع أيضا حريق لكنه كان محدودا نجم عن ألعاب نارية منتهية الصالحية احتكت بجرافات الأوناش وتفاعلت من قطع أقمشة وأثناء رفع الركام اشتعلت وتم احتواؤها سريعا، وطالبت قيادة الجيش اللبنانى المواطنين بالابتعاد عن محيط الحريق كما دعا لعدم تسيير أى طائرات مسيرة فوق المرفأ وبمحيطه.
بينما رحج الكاتب اللبنانى و المحلل السياسى ريكاردو شدياق فى حديث لليوم السابع، أن يكون الحادث متعمدا خاصة أن وقوعه فى مثل هذا التوقيت الحرج يحمل فى طياته رسالة سياسية فهناك حكومة تتألف ويتخلل مشاورات التأليف اصطدام خلف الكواليس بين الرئيس المكلف والطبقة السياسية المتحكمة فى المشهد ، بالتزامن مع فرض عقوبات أمريكية على عناصر منتمية أو متعاونة مع حزب الله ومنهم الوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلى حسن خليل بتهمة ضلوعهما فى الفساد.
عون : أخطاء غير مقبولة
ومن جانبه قال الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون؛ ان ما حدث قد يكون عملاً تخريبياً او نتيجة خطأ تقني أو إهمال، وفي كل الأحوال، وأكد أنه يجب معرفة السبب بأسرع وقت ومحاسبة المتسببين فيه وشدد رئيس الجمهورية على أن العمل يجب أن ينصب على دراسة الإجراءات الفعالة لضمان عدم تكرار ما حصل، مطالبا بتشكيل لجنة برئاسة وزير الاشغال العامة والنقل تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية وشركة المرفأ، بهدف وضع تنظيم جديد للعمل في المرفأ وتأمين السلامة العامة فيه.
وأكد مصطفى أديب رئيس الحكومة المكلف أن الحريق الذى وقع لا يمكن تبريره والمحاسبة شرط أساسى لعدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤلمة ، وحيا رجال الإطفاء والجيش والدفاع المدنى على جهودهم لاحتواء الحريق.
ومن جانبه قال حسان دياب إن ما حصل في المرفأ اليوم، ومهما كانت أسبابه بمثابة طعنة جديدة للبنانيين جميعاً، واستهتار كبير واهانة للدولة والمجتمع.
وقدم الوزراء المعنيون وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية شرحا لملابسات ما حصل في المرفأ، والإجراءات الواجب اتخاذها لمنع تكرار ما حصل، فضلاً عن تدابير مستقبلية وتعليمات عامة لتنظيم العمل في المرفأ في اطار المحافظة على السلامة العامة. كما طلب الى الأجهزة المعنية وإدارة المرفأ، التدقيق والكشف على محتويات العنابر والمستوعبات الموجودة في المرفأ حالياً.
و تم عرض مسألة البضائع والمواد الموجودة في المستودعات في المرافئ والمطار، لا سيما الخطرة منها، والتي يتوجب تلفها او التخلص منها وفقاً للأنظمة والقوانين المرعية الاجراء، تفادياً لأحداث كارثية قد تحصل جراء خزنها.
محاولات احتواء الحريق
وعلى صعيد متصل قال جورج أبو موسى مدير عمليات الإطفاء المدنى اللبنانى فى تصريحات خاصة لليوم السابع من منطقة الحريق بمرفأ بيروت ؛ إن الحريق هائل ومازال أمامه ساعات لاحترائه بشكل كامل ولم يتأكد بعد أسباب اشتعاله؛ موضحا ان الأمر يحتاج تحقيقا للوقوف على الاسباب .
وأضاف فى تصريحاته أن 120 عضو من الدفاع المدنى اضافة إلى 25 سيارة إطفاء شاركوا فى جهود الاطفاء لكن حجم النيران إضافة إلى وجود عدد كبير من إطارات السيارات والزيوت صعب معه التحكم فى حجم الحريق .
وأضاف أن هناك مواد بلاستيكية واطارات مكدسة فوق بعضها البعض ما زاد من قوة الاشتعال؛ موضحا أنه لم يصب فريق الاطفاء بمكروه.
أضرار ناجمة عن الحريق
ومن جانبها اوضحت الخبيرة البيئية فيفى كلاب أن التلوث الناجم عن أدخنة الحريق امتد لمساحة 10 كيلومتر، وقد أثرت هذه الأدخنة على التربة والمياه الجوفية.