بعد أن راود الامل القطاع السياحى فى المنطقة العربية بانتعاشة قريبة بعد تخفيف القيود وفتح الاجواء لاستقبال السياح، جاءت بوادر موجة ثانية من وباء «كورونا» لتخيم على الاجواء وتعود بالقطاع لنقطة الصفر، بعد ان اتجهت اغلب دول المنطقة لعودة تشديد الاجراءات من جديد.
وخلال الاسبوعين الماضيين سجل كل من المغرب والأردن وتونس ارتفاعاً في الإصابات بعد انخفاضها، مما أجبر السلطات على فرض إجراءات وقائية لاحتواء الوباء.
واغلقت بعض الدول العربية مدن واحياء بكاملها لمواجهة ارتفاع الاصابات، حيث فرض الاردن حظر شامل نهاية الاسبوع الماضى على عمان والزرقاء، كما قام بعزل منطقة الرمثا، فى وقت ارجأ فيه فتح المطارات امام السياحة الدولية لحين اشعار آخر.
كما قامت وزارة السياحة والآثار الاردنية، بتعليق برنامج “أردننا جنة” للسياحة الداخلية مؤقتا، وذلك بسبب الوضع الوبائي في المملكة، وطالبت الفنادق والمنشآت السياحية باجراء عمليات تعقيم وتطهير شاملة قبل استئناف البرنامج من جديد.
وهو قرار يعد ضربة قوية للسياحة الداخلية الاردنية والتى كانت قد بدأت تنعش الفنادق حيث نجح فى استقطاب ( 104.302 ) مشاركا ، خلال اقل من شهرين منذ تفعيل موسمه الثاني تحت شعار “اردننا بخير”.
كذلك اعلنت السلطات المغربية إغلاق أحياء في مدينة مراكش، لتصيب القرارات الجديدة القطاع السياحى من جديد، حيث تراجعت عائدات السياحة في المغرب بنسبة 33% خلال النصف الأول من العام الجاري، في ظل التقييدات التي فرضت في ذات الفترة على السفر للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأوضحت مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة في المغرب، أن عائدات السياحة تراجعت بنسبة 33,2% خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الجاري، أي 11,1 مليار درهم، وفقاً لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وأوضحت المديرية، أن قطاع السياحة شهد انخفاضا في قيمته المضافة بنسبة 7% في الربع الأول من العام الجاري، بعد زيادة قدرها 2,9 في المائة مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.
وأضافت أن عدد السياح الوافدين تراجع بنسبة 63% في نهاية يونيو الماضي.
فيما تراجع عدد ليالي المبيت في الفنادق بنسبة 59%.
وبالنسبة لشهر يونيو، سجلت المذكرة أن عدد ليالي المبيت استقرت عند 68.199 ليلة، أي بانخفاض نسبته 97% في سنة واحدة، مضيفة أنه من المتوقع حدوث تطور أفضل على الرغم من تواضعه، في الأشهر المقبلة، وذلك أساسا بفضل انتعاش السوق السياحة المحلية.
أما تونس، فعادت من جديد الى تشديد اجراءاتها بسبب ارتفاع الاصابات بفيروس كورونا، حيث قررت إغلاق منطقتي الحامة والحامة الغربية من ولاية قابس مؤقتاً.
كما اعلنت شركة الخطوط التونسية، تشديد الإجراءات على القادمين من عدة دول أوروبية، وهى فرنسا وبلجيكا وآيسلندا بعدما سجلت ارتفاعا ملحوظا في عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد المسبب لوباء كوفيد 19، والتى بدأ تطبيقها فى 15 اغسطس الجارى، وهى تعد اسواق سياحية هامة بالنسبة لتونس.
وتضمنت الشروط التونسية ضرورة تقديم شهادة صحية تثبت النتيجة السلبية لتحليل الكوفيد 19 قبل السفر بـ 72 ساعة على ألا يتجاوز تاريخ إجراء التحليل 120 ساعة عند الوصول.
كما اوضحت الخطوط التونسية فى بيان ان مواطنى الدول الثلاث ملزمون بتطبيق إجراء الحجر الصحّي الذاتي لمدّة 14 يوما.
وأكد مدير عام وكالة النهوض بالصناعة والتجديد بتونس، عمر بوزوادة، أن أكثر من 90 الف موطن عمل مهدد بسبب الأزمة الصحيّة، الناجمة عن انتشار فيروس كوفيدء19.
وأضاف بوزوادة فى تصريحات نشرها موقع الجريدة التونسى أنه من الضروري إعادة النظر في الاستراتيجيّات وإطلاق إجراءات جديدة بهدف إنقاذ المؤسّسات الصغيرة جدّا والمتوسطة والمساعدة على إنعاش اقتصاد البلاد، وذلك في إطار مقاربة تشاركية تعمل على انخراط كلّ الفاعلين المعنيين بما في ذلك الهياكل الحكوميّة والشركاء الدوليين.
واشار إلى أن القطاع السياحي من بين أهم القطاعات التي أثرت عليها كرورنا سلبا حيث تراجع عائدات السياحية المجمعة لتونس ، منذ مطلع سنة 2020 وحتى 20 اغسطس الجاري تراجعت بنسبة 60% لتصل إلى 1.3 مليار دينار بسبب تأثيرات ازمة فيروس كوفيد -19 على حركة السفر والسياحة عبر العالم.
وتأتي هذه الأرقام وفقا لاحصائيات البنك المركزي التونسي على موقعه الالكتروني، في وقت لاتزال فيه حدود تونس مفتوحة منذ 27 يونيو 2020 ، بعد اغلاق استمر 3 اشهر وفي وقت تشهد فيه البلاد موجة جديدة من تفشي كوفيد -19 اتسمت بارتفاع عدد الإصابات المحلية .
وحققت تونس بحلول 20 اغسطس 2019 زهاء 3,3 مليار دينار على شكل ايرادات سياحية عززتها حركية سياحية تدفقت من أسواق تقليدية الى جانت السوق الجزائرية ومكنت البلاد من استقطاب اكثر من 9 ملايين سائح ورسم توقعات لمزيد رفع عدد الوافدين العام الجاري .
وسجلت عائدات الشغل، من جانبها ، تراجعا بنسبة 6% الى 3,4 مليار دينار كما تقلصت خدمة الدين الخارجي بنسبة 14% وكذلك حجم اعادة تمويل السوق بنسبة 21% ليهبط الى 9,3 مليار دينار في وقت ارتفعت فيه التبادلات بين البنوك بنسبة 33 بالمائة.
وما لبثت السعودية ان دخلت عالم السياحة البحرية لاول مرة باطلاق رحلات سياحية فى البحر الاحمر، حتى اجبرها فيروس كورونا للعودة خطوة للوراء، حيث عادت سفينة «سيلفر سبيريت» السياحية اولى رحلات الكروز السعودية، إلى ميناء الملك عبد الله بعد اكتشاف حالة يُشتبه بإصابتها بفيروس «كورونا» المستجد «كوفيد - 19».
وذكرت «شركة البحر الأحمر للسفن السياحية» في بيان، أن الطاقم الصحي الخاص بالسفينة اشتبه بإصابة حالة بفيروس «كورونا» عقب انطلاق السفينة الخميس الماضي، في رحلة من ميناء رابغ، مشيرةً إلى أنه تم على الفور عزل الحالة عند اكتشاف أولى علامات الاشتباه بها، وتوجيه جميع الركاب بالبقاء في أجنحتهم الخاصة، حسب البروتوكولات المعتمدة من وزارة الصحة السعودية.
وأضافت أنه «حرصاً على سلامة الجميع، عادت السفينة إلى ميناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وكان طاقم من وزارة الصحة بانتظارها في الميناء للمساعدة في تنفيذ إجراءات السلامة، وتحويل الحالة المشتبه بإصابتها إلى المستشفى، لإكمال تقديم إجراءات الرعاية الصحية اللازمة، إضافة إلى حصر المخالطين لمتابعتهم».