تمر اليوم الذكرى الـ1234، على ميلاد الخليفة العباسى المأمون، سابع خلفاء بني العباس، وابن الخليفة هارون الرشيد، إذ ولد فى سبتمبر عام 786 م، وقد شهد عهده ازدهارًا بالنهضة العلمية والفكرية في العصر العباسي الأول، وذلك لأنه شارك فيها بنفسه، ولأن المأمون اشتهر بالعلم والمعرفة، فقد ذكر عدد من المؤرخين أن الخليفة المأمون عندما حضر إلى مصر، أراد البحث عن حقيقة أهرام الجيزة، وهدم جزءا منها فكف عن ذلك الشغل لصعوبته، وقال: "إن الملوك الذين بنوا الأهرام كانوا بمنزلة لا ندركها نحن ولا أمثالنا".
وحسبما ذكر أبو الحسن المسعودى فى كتابه "أخبار الزمان" أن الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، لما قدم إلى مصر وأتى على الأهرام، أحب أن يهدم أحدها ليعلم ما فيها، فقيل له: "إنك لا تقدر على ذلك"، فقال: لابد من فتح شيء منه، ففتحت الثلمة المفتوحة الآن بنار توقد ومعاول وحدادين يعملون فيها حتى أنفق عليها أموالا عظيمة، فوجدوا عرض الحائط قريبا من عشرين ذراعا، فلما انتهوا إلى آخر الحائط، وجدوا خلف الثقف مطهرة خضراء فيها ذهب مضروب، وزن كل دينار أوقية، وكان عددها ألف دينار، فجعل المأمون يتعجب من ذلك الذهب ومن جودته، ثم أمر بجملة ما أنفق على الثلمة فوجدوا الذهب الذى أصابوه لا يزيد على ما أنفقوه، ولا ينقص فعجب معرفتهم بمقدار ما ينفق عليه، ومن تركهم ما يوازيه فى الموضع عجبا عظيما، وقيل أن المطهرة التى وجد فيها الذهب كانت من زبرجد، فأمر المأمون بحملها إلى خزانته، وكان آخر ما عمل من عجائب مصر.
وبحسب كتاب "معجزة هرم الملك خوفو" لعالم الآثار المصرية زاهى حواس، فأن هناك فتحة فى الهرم الأكبر تعرف بفتحة "المأمون" ابن الخليفة هارون الرشيد، الذى سمع عن الكنوز الموجودة داخل الهرم، لذلك جاء ومعه جنوده وظلوا يبحثون عن المدخل الأصلى الذى يقع فى الناحية الشمالية، لأن المصريين القدماء ربطوا بين مدخل الهرم والنجوم التى تقع فى الشمال، واستطاع المأمون وجنوده أن يحفروا هذا المدخل الذى نستعمله الآن ويقع أسفل المدخل الأصلى مباشرة، والذى كان مغلقا، ولم يستطيعوا الوصول إليه، ودخل الجنود ولم يعثورا على الكنوز التى داخل الهرم.
ويذكر الدكتور قاسم زكى فى كتابه " مأساة نفرتيتي وأخواتها: قصة نهب وتهريب الآثار المصرية للخارج منذ الأزل" أنه فى عام 820 ميلادية، وصل إلى علم الخليفة المأمون نبأ وجود كنوز عظيمة ومحتويات لا تقدر بثمن مدفونة داخل الهرم، فنظم المأمون حملة تضم المهندسين والمعماريين والبنائين ونحاتى الأحجاز، وقام بحملة بحث على مدخل الهرم ( حيث كان فى هذا الوقت الهرم مغطى بطبقة خارجية من الحجر الجيرى التى تشكل جسم الهرم) وعندما فشلت الحملة لمدة 8 أشهر فى العثور على المدخل أصابهم اليأس لكن المأمون شجعهم على الاستمرار، فقررت الحملة أن تحفر مباشرة فى الأحجار الصخرية، لكن المطارق لم تنجح فى خدش البناء المنيع، فنصحهم حداد مصرى، بان يقوموا بتسخين الحجر التى توهج احمرارا ثم صبوا عليها الخل البارد حتى نجحوا فى شق الأحجار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة