تشهد الغابات فى عدد من الولايات الأمريكية منها كاليفورنيا وواشنطن وولاية أوريجون، كارثة تعصف بكل ملامح الطبيعية الخلابة بها، بعد أن نشبت عده حرائق فى بقاع كثيرة منها أدى إلى تدمير عدد كبير من الأشجار وتهجير الالاف الحيوانات من منازلهم.
ووفقًا لأخر احصائيات تم نشرها من قبل الصحف المهتمة بقضايا الغابات، فإن حرائق الغابات فى ولاية كاليفورنيا التهمت حوالى 3 ملايين فدان، وأدت إلى مصرع حوالى 25 شخصًا فى حدث غير مسبوق لحرائق الغابات التى تحدث سنويًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، مما أدى إلى التحذير مجددا من تداعيات التغير المناخى والاحتباس الحرارى الذى أدى إلى زيادة النيران بهذا الشكل المدمر.
وعلى نفس السياق، حرص عدد كبير من النجوم والمشاهير على التضامن مع تلك الكارثة التى تهدد أمن واستقرار الكثير من المواطنين فى أمريكا، وتضر بالحيوانات والطبيعية بشكل كبير، ومن ضمن الداعين لتلك الازمة هو النجم العالمى ليوناردو دى كابريو المهتم بحماية البيئة والحيوانات، الذى ينشر من حين لآخر منشورات عبر حسابه الشخصى بموقع انستجرام، للتضامن مع تلك المواقف.
وكان قد نشر النجم العالمى صاحب الـ 45 عامًا، صورة لاحد رجال الأطفال الذين يعملون على إطفاء الحرائق، وكتب قائلًا "قلوبنا مع كاليفورنيا ورجال الإطفاء الذين يكافحون حرائق غير معهودة فى الولاية وسط جائحة عالمية متمثلة فى فيروس كورونا وموجات حر حطمت الأرقام القياسية"، مضيفًا: "تعد ازمة المناخ والظلم العنصرى والصحة العامة قضايا مترابطة ولا يمكننا تحمل معالجة مثل تلك الازمات".
ومن ضمن الداعمين لتلك الأزمة النجمة العالمية سلمى حايك، التى حرصت على استعادة ذكرياتها بصورة من إحدى رحلاتها الاستكشافية فى الطبيعة، لتعلن تضامنها مع حرائق الغابات التى تشهدها عدد من الولايات المتحدة الأمريكية، وطالبت فى منشورها عبر حسابها بانستجرام، بالدعاء للمتضررين من تلك الكارثة ولانتهائها فى أسرع وقت.
من جانبها، قالت شبكة "سى أن إن" أن هناك بلدات احترقت بالكامل وسويت بالأرض، وأجبر الآلاف على الهروب من منازلهم. وفى مدينة سان فرانسيسكو، أدى الدخان الكثيف والغبار إلى حجب ضوء الشمس وساد الظلام فى منتصف النهار. وأكدت الشبكة أن حجم الحرائق المشتعلة فى الغرب الأمريكى الآن غير مسبوق. فأكثر من ثلاثة ملايين فدان احترقت فى كاليفورنيا وحدها، ولا تزال ثلاثة من أكبر خمس حرائق فى تاريخ الولاية مشتعلة معا، إلى جانب اشتعال النيران فى أجزاء كبيرة من ولايتى أوريجون وواشنطن. ورغم ذلك، فإن الغرب يدخل الآن فقط ما يعرف عادة بالجزء الأكثر نشاطا لموسم الحرائق فى المنطقة.
وبالنسبة للعلماء، فإن بصمات الاحتباس الحرارى العالمى على حرائق الغابات هذه والعديد من الكوارث الأخرى من النيران التى أحرقت استراليا وحتى الأعاصير التى تضرب الولايات المتحدة، واضحة. وبقدر ما هى مدمرة، فإن مزيد من الكوارث الأسوأ تلوح فى الأفق. ويتوقف مدى سوءها على ما يفعله البشر لتخفيض الانبعاثات الكربونية، بحسب ما يقول مايكل مان، مدير مركز علوم النظام الشمسى بجامعة بين. وأشار إلى أنه من الواضح أن التغير المناخى الخطير قد وصل بالفعل، وهو مسألة مدى السوء الذى نحن مستعدون له.
وعلى الرغم من أن حجم الدمار من الصعب فهمه، إلا أن علماء المناخ يقولون أن الأمر لا ينبغى أن يكون مفاجئا. ويشير دانيال سواين، أستاذ المناخ فى كاليفورنيا وفى المركز الوطنى لأبحاث الجو، إنه من الصادم رؤية هذه الآثار، لكنها ليست مفاجئة من الناحية العلمية. فهذا يتماشى مع كل تنبؤ أساسى لما يمكن أن يحدث هذا العام والاتجاهات التى رأيناها على مدار السنين والعقود.
فقد حذر العلماء لسنوات من أن مواسم الحرائق مثل هذا ستأتى، وكلما زاد البشر من حرارة الأرض كلما زادت الظروف المواتية لطقس جاف حار يسفر عن حرائق.
ومن المتوقع أن يزور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اليوم، الأحد، ولاية كاليفورنيا، للوقوف على الآثار المدمرة غير المسبوقة لحرائق الغابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة